شارع الشهيد

 كتبنا في العدد الماضي عن التكريم، ومن يستحق التكريم، ولعل لنا في تكريم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للشجعان الثلاثة الشمري وزملائه، رسالة عظيمة حملت كل التقدير لمن أرد الخير للإنسان والأرض، وأحسب أن تلك المعاني المتجددة التي علت وارتقت، قد أعادتنا إلى الفعل النقيض بعد أن أرادت فئة ضالة أن توجع هذا البلد وتقوض تحابه وتلاحمه.
ونؤكد هنا أن حضور التكريم هو رفع لقيمة العمل، فكيف إذا كان هذا العمل دافعه التضحية وإيثار الإنسان على نفسه في سبيل غيره.
هنا وجب علينا أن نقف عند رسالة التكريم وإن كنا قد أشرنا إلى ما حملته من فضائل.. فما نتمناه وننشده أن تتفاعل كل الجهات مع التكريم لكل المخلصين المبدعين وأولئك الذين يؤثرون على أنفسهم لأجل وطنهم، ولأجل الغير.
فكم من شهيد قدم روحه فداءً لوطنه فاستحق تكريم الجميع، فهل كان علينا حين تكريمهم أن نقف فقط على ما تقوم به القيادة وكذلك جهته المعنية من تكريم وأوسمة فقط؟ هنا أجزم بأن هذا شأن اجتماعي عام لا يقتصر على الجهة التي ينتمي إليها فقط.. بل جميعنا في الأمر نفسه.. المدرسة والجامعة والبلدية ومراكز الشباب والرياضة.. فشهداء الواجب أحق أن تخلد أسماؤهم كسائر الشجعان والمبدعين وأصحاب العمل المثمر لهذا البلد.. وأقف هنا عند شهداء الواجب من أولئك الذين قضوا نحبهم، دفاعاً عن الوطن من عدو داخلي أو خارجي، فهل تفضلت بلدياتنا الموقرة بإطلاق أسمائهم ( كل بلدية بمن يعنيها) على شوارع مهمة في مدنهم التي ينتمون إليها؟ أحسب أن في ذلك عملاً تقديرياً كبيراً .. حين يسبق الاسم جملة: "شارع شهيد الواجب.. أو شهيد الوطن فلان الفلاني".. كيف سيكون وقع مثل ذلك على الناشئة وغيرهم؟ وما الذي سيفعله مثل هذا العنوان في النفس تجاه الوطن؟ وما أثر ذلك في تنمية الحب وتأجيج المشاعر مقارنةً بتلك القصائد والشعارات التي استنفدت تحفيزها منذ زمن طويل.
وسام الشجاعة الذي منحه خادم الحرمين الشريفين لأولئك الشجعان، حري بأن يفتح آفاق عناوين جديدة في العمل الوطني والانتماء الأمثل لهذا الوطن، ناهيك عن العمل الخلاق الذي احتواه في التحاب والتواد والإيثار بعدما أعيتنا يد الإرهاب، وتفجيرات الغدر، تلك التي أرادت أن تزرع شقاقاً واسعاً.. لكن إرادة الله وتلاحم الوطن وتحابه أجهضت مشاريعها.
نقول إن من يفتدي بروحه هو الأجدر بالتكريم .. لكن على الجهات التي ذكرت أعلاه وفي إطار العمل الاجتماعي النبيل ألا تبخس المتميزين المبدعين شأنهم من أولئك الذين رفعوا اسم الوطن عالياً من رياضيين وعلماء ومخترعين وأدباء.. وغيرهم.
نعم نريد أن ننمي الوفاء والتحاب من خلال التكريم بتكريس لمسة سعودية أصيلة عنوانها التآخي والتحاب والتكافل والتآزر في مواجهة كل المحن والنوائب والشراذم والعابثين، بتقديمنا رسالة فحواها: "هؤلاء هم من نعتز بهم ويستحقون حبنا ووفاءنا وتكريمنا".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي