اضطرابات فرط الحركة وتشتت الإنتباه .. مرض شائع عند الأطفال

اضطرابات فرط الحركة وتشتت الإنتباه .. مرض شائع عند الأطفال

تعد مشكلة اضطرابات فرط الحركة وتشتت الإنتباه عند الأطفال من الأمراض الشائعة بين الأطفال في العالم وتسترعي الإنتباه للوقوف على ماهية المشكلة ومفهومها وأعراضها والأسلوب الأمثل في التعامل مع هذه الفئة وفق ما تتصف به من أعراض .
واضطرابات فرط الحركة وتشتيت الإنتباه تعني عدم قدرة الطفل على الإنتباه والقابلية لتشتت ذهنه وتركيزه عند قيامه بأي نشاط وبالتالي عدم قدرته على إكمال النشاط بنجاح .
وتكمن مشكلة تشتت الإنتباه عند الطفل المريض وعدم التركيز في أنه لا يتسطيع التركيز في عمل ما لبضع دقائق إذ سرعان ما يتوقف انتباهه وتركيزه على العمل الذي يقوم به وبالتالي ينسى سريعا ماكان يفكر فيه أو ما كان يركز فيه أثناء قيامه بذلك النشاط , أو نسيان ما تلقاه من تعليمات للقيام بذلك العمل .
كم تسهم المؤثرات الصوتية أو المرئية في تشتت الإنتباه وعدم التركيز لدى الطفل المصاب.
والأطفال المصابون باضطرابات فرط الحركة وتشتت الانتباه يميلون دائما إلى الاستجابة للأشياء دون تفكير مسبق . كما يجدون صعوبة في انتظار دورهم ولا يفكرون في البدائل المطروحة قبل أن يصنعون قرارهم.
ويميل الأطفال المصابون بالمرض المصحوب بنشاط حركي زائد بعدم الاستقرار والحركة الزائدة وعدم الهدوء والراحة كما أنه من السهل استشارتهم انفعاليا , فضلا عن أنهم لا يستطيعون البقاء جالسين لفترة طويلة وينشغلون في عمل أشياء مزعجة كالسقوط عن الكرسي أوفرقعة الأصابع وقد يصدرون أصواتا غير ملائمة محدثين ضوضاء أو يتكلمون بصوت عالي .
وبحسب نشرة توعوية صدرت عن الإدارة العامة للتربية والتعليم للبنين في منطقة تبوك فإن علامات عدم الرضا أو الاقتناع عادة تظهر لدى الطفل المصاب بعدم تقبله لأي شي فقد يستمر في الحديث والسؤال عن نفسه أو يتدخل في شأن غيره .
ويصاحب اضطرابات فرط الحركة وتشتت الإنتباه ضعف في المهارات الاجتماعية عند الطفل فهو لا ينسجم مع منهم في عمره وقد يتصرف بطريقة يرفض بها نفسه على باقي المجموعة في محاولة للتحكم بهم . كما يصاحبه ضعف التناسق الحركي حيث تبدوا حركة جسمه غير متناسقة فتجده يسقط ما بيده أو يتعثر في ما يمر به .
ويتصف الطفل المصاب بالمزاجية والعناد فتجده حسن السلوك في أيام ويسهل التعامل معه , بينما في أيام أخرى يصعب التعامل معه أو قد يكون التغير من حال لأخر في نفس اليوم دون تفسير أو سبب واضح .
ويميل الطفل المصاب إلى الألعاب المادية المحسوسة التي لا تستدعي تركيزا ذهنيا .
وتنتشر صعوبات التعلم بين الأطفال الذين يعانون من اضطرابات الحركة وتشتت الانتباه حيث أن معظمها قد يرجع إما لعدم قدرتهم على القراءة الشاملة للمادة المقروءة . أولانهم يعانون من اضطرابات في اللغة .
وتشكل العملية التعليمية التي تتطلب من الطفل أن يركز انتباهه على المنبه الرئيس ويتجاهل المنبهات الأخرى , صعوبة بالغة للطفل الذي يعاني من اضطراب الحركة وتشتت الانتباه , لأن انتباهه يتشتت بسهولة بين المنبهات الداخلية بعيدا عن المنبه الرئيس في العملية التعليمية .
ويتم تشخيص الطفل المصاب عن طريق جمع معلومات وبيانات عن الطفل ومراحل تطوره منذ ولادته ومعلومات عن سلوكياته في المدرسة والمنزل مع ملاحظة وتطبيق بعض الاختبارات من قبل المتخصصين للاستدلال على مستوى الذكاء وغيره للوصول إلى تشخيص حسب معايير معينة وعمل اختبارات تقيمية مختلفة حسب حالة الطفل ومن ثم تحليلها.
ووضعت الدراسات العملية التي أجريت في هذا الخصوص إرشادات لمعلمي الأطفال المصابين باضطرابات فرط الحركة وتشتيت الانتباه ومنها تجهيز غرفة الصف بحيث تكون بعيدة عن الضوضاء والمنبهات الصوتية والبصرية وعدم عزل الأطفال المصابين عن الاختلاط ببقية الطلاب , لان ذلك يشعرهم بالنقص والدونية ويخفض لديهم تقديرهم لذاتهم وعدم السماح للطفل الذي يعاني من هذا المرض بالجلوس بجوار طفل آخر لايعاني منه , لان ذلك يؤدي إلى تشتت انتباه الطفل السوي .
وأكدت أهمية احترام المعلم خصوصية الطفل المصاب بالمرض وعدم إفشاء أسراره , أو التحدث عن مشاكله ونقاط ضعفه أمام أقرانه , كما أكدت أهمية أن يتعرف معلم ذوي الاحتياجات الخاصة على نقاط القوة لدى هذا الطفل من المعلمين السابقين له ويعمل على تنميتها وإظهارها أمام اقرأنه في الفصل.
وعند تكليف المعلم للطفل المصاب باضطرابات فرط الحركة وتشتت الانتباه بعمل دراسي يجب أن تكون التعليمات التي يقدمها له بسيطة وواضحة , وعليه أن يجعل الطفل يكرر هذه التعليمات بصوت مسموع قبل أن يقوم بتنفيذ العمل المكلف به ليتأكد المعلم أنه قد فهم وسمع المطلوب منه .
والطفل المصاب يشعر دائما بالفشل لذا يجب على المعلم أن يتيح له فرصة معايشة النجاح من خلال تكليفه ببعض الأعمال البسيطة التي يستطيع النجاح فيها وعلى المعلم أن يقسم زمن الحصة إلى فترات عمل قصيرة يتخللها فترات استراحة حتى لا يعجز الطفل المصاب عن تركيز انتباهه أثناء الحصة .
ويحاول الأطفال المصابون الهروب من الموقف التعليمي داخل الصف عن طريق استغراق وقت كبير في إخراج كتبهم وأدواتهم الدراسية من حقيبة كتبهم لذا على المعلم مساعدة الطفل الذي يعاني من الاضطراب في إخراج أدواته الدراسية من حقيبته وإشراكه في الأنشطة المختلفة خاصة الرياضية منها والفنية حيث تعمل الأنشطة الرياضية على التنفيس عن الطاقة المكبوتة لديه في شكل سلوك مقبول اجتماعيا .

الأكثر قراءة