مستشارك ..

مستشارك ..

* سائلة تقول: أنا أرملة منذ أربع سنوات وأعطيت ولاية لجد ولدي، تقدم لخطبتي الكثير ولكن أهل زوجي يلمحون بأخذ ولدي لو تزوجت!! أنا أعيش بين نارين، لأني لا أستطيع العيش وحيدة طول حياتي، وفي المقابل مستحيل أن أتخلى عن ابني، لقد حاول معهم والدي كثيرا دون جدوى!! ماذا أعمل؟ وكيف استعيد ولاية ابني منهم؟
أختي الكريمة: مثل هذه الأمور في الشرع محسومة، ولن نتحدث عن ذلك، وإنما سنقول لك ليس هناك مستحيل، عكس ما أنت تذكرين، فأنت حتى لو تزوجت (وهذا هو الأصل والأصح) قد يفرض الأمر الواقع نفسه عليك أو على أهل الزوج، فالخوف المبالغ فيه قد يفوت الفرص التي لا تعوض، فحقك في ولدك لن يتغير، وضعي في ذهنك أنك لن تلومي نفسك إذا تزوجت بقدر ما إذا حدث العكس، والولد معروف شرعاً كيفية ولايته واستعيني به في حل مشكلتك حتى وأنت متزوجة، ولا تكثري التفكير في السلبيات مما يعطل اتخاذ القرار المناسب. وتفاءلي في الأمر كله، والأصوب والأصح التفكير في كل الجوانب، وليس في جانب واحد (وهو موضوع الابن فقط) والله أعلم.

* سائل يقول: كنت أبحث عن فتاة لأتزوجها كان أهلي يشيرون علي بفتاة أنا كنت أرفض فكرة الاقتران بها، لكن مع كثرة الإلحاح رضخت رغم عدم صلة القرابة بيننا. وكنت في البداية أتمنى أن يرفضوا لكنهم وافقوا لأني متردد من الزواج بها، على هذا الحال استمررت فترة إلى أن جاء وقت عقد النكاح، كنت متبلد الإحساس نحوها بعد عقد النكاح رأيتها (لم أرها في البداية) ازداد شعوري بأني أخطأت على نفسي كثيرا وقد قامت بيننا الاتصالات الهاتفية، أيضا ازداد شعوري بأني أخطأت على نفسي كثيراً، لكن ما يجعلني أتوقف كثيرا هو تعلقها بي أنا لا أريدها لكن لا أريد جرح مشاعرها ماذا أفعل؟
أخي الكريم: لا بد أن تدرك أن هذه المرأة الآن أصبحت زوجتك بعد عقد النكاح والمفترض أن تبحث عن الجوانب التي تقر بها إلى نفسك، وأنصحك ألا تبحث عن السلبيات في هذه الزوجة لأنها حتماً ستؤدي إلى تكوين مشاعر سلبية نحوها في حين لو أنك بحثت عن الإيجابيات وعززتها في نفسك ستجد أنك بدأت تكوين مشاعر إيجابية تربطك بها، فمثلاً وأنت تتحدث إليها استمع إليها وحاورها وكون جواً عاطفياً معها ولا تنشغل بخيالات وأفكار سلبية مسبقة بل اطردها واكتشف واقعاً جديداً بينكما، قال تعالى في كتابه الكريم : (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) قال سبحانه : (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ). هذا هو التوجيه الرباني لمثل حالتك، وثق أن الأهل لم ينصحوك بها إلا لأن فيها جوانب لم تحاول أنت التعرف عليها.
أخي الكريم: اكتشف زوجتك وعزز موقفك منها وستجد أن تغيراً كبيراً في نفسك نحوها حصل، ولا تبحث عن الخلاص فهذا يدل على ضعفك، ولا تنسق مع عواطف وانفعالات غير عقلانية، فالحكمة مطلوبة واعط نفسك فرص كافية لاتخاذ القرار المناسب.

* سائلة تقول: أنا متزوجة منذ أكثر من 22 عاما وزوجي منذ ذلك الوقت ويخونني ويتعاطى المخدرات ويكذب على في جميع الأحوال، وهو على هذه الحال إلى الآن، ولكنه في الماضي يتقبل مني النصح والإرشاد والعتاب أما الآن فلا يتقبل من أي شخص أن يتكلم معه في هذه الأمور، حتى بدا يهمل جميع مسؤولياته وبدأ لا يحترمني ويرفض مني إبداء أي رأي، وبدأ يتغير للأسوأ، فأتمنى من الله ثم منكم التكرم بالمساعدة في حل مشكلتي التي عانيت منها طويلا!
أختي الكريمة أسأل الله لك الثبات وأن يجزيك خير الجزاء على صبرك واحتسابك وتحملك هذه المدة من المعاناة.
أختي الكريمة تذكري قول المصطفى: (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له وإن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ... الحديث)، فاجعلي ذلك نصب عينيك. أما بالنسبة إلى زوجك فيبدو أن السبب في مشكلته واضح، وهو تعاطي المخدرات التي تذهب العقل، وإذا فقد العقل فقد الصواب وكثرت الأخطاء، وتعلمين أن التمادي في الخطأ والمجاهرة فيه يبلد المشاعر والأحاسيس نحو الآخرين فنصحك وتوجيهاتك له ربما كانت تفيد عندما كان لديه شيء من المسؤولية تجاه نفسه وتجاه الآخرين، لكن يبدو أنه الآن ومع الممارسات الخاطئة ماتت فيه هذه المشاعر فأصبح لا يرى إلا ما يفعله هو ولكي تواجهي الموقف فإن عليك فعل ما يلي:
أولا: الصبر.
ثانياًً: إزالة سبب المشكلة بتدخل الأهل أو الأقرباء ليحولوا بينه وبين تعاطي المخدرات ليعود إلى عقله وصوابه، وإذا أحسست أن الحالة ميئوس منها ففكري بين البقاء معه ومحاولة إيجاد طريقة وإستراتيجية للتعامل معه كحالة مرضية مع مراعاة مسؤوليتك تجاه أبنائك وتجاه نفسك، أو اتخاذ قرار الطلاق (الذي يكون رحمة أحياناً) وطرحه عليه، وأنت وحدك من يستطيع أن يقدر مدى الحاجة إلى ذلك والله تعالى أعلم.

* سائل يقول: قبل فتره كنت جريئا جدا في التحدث ومقابلة الغير ودون تردد، وفقدت هذه الميزة دون مبرر، فصرت اليوم خجولا في بعض المواقف ومترددا في إلقاء شيء إذا كان ذا أهمية، وفي حالة النقاش أشعر بتعرق وخفقان وتلخبط في الكلام وبشاشة لا إرادية، حتى في الأمور الخاصة مع الأسرة، لذا آمل توجيهي بذلك!
أخي الكريم: الخجل هو أحد الاضطرابات النفسية التي تحد من قدرات الشخص وتعوقها، وقد يكون ناتجاً عن خبرة معينة كونت مشاعر سلبية تجاه الذات، وخوفاً من تقويم الآخرين، وبالتالي عدم الثقة في القدرة على المواجهة والتحدث والتعبير.
وهذا يحتاج إلى تبني جانبين، جانب معرفي، وهو عدم التفكير في أقوال الآخرين وتصرفاتهم وتفسيرها سلباً، والجانب الآخر، هو التعود على بعض المواقف البسيطة بالتدرج والعزم على التطبيق وتعزيز النفس حتى لو حصلت أخطاء بسيطة، وانظر إلى نسبة النجاح وزد عليها، وهناك برامج إرشادية وعلاجية خاصة بذلك عبر برامج متخصصة.

* سائلة تقول: أشكو من عدم صراحة زوجي أو بالأصح شدة غموضه، مع أنه مر على زواجنا ثماني سنوات ونصف. كلمته في الموضوع لكن لا إجابة، أنا متأكدة بمحبته لي مع العلم أني لا أتدخل بأمور لا تخصني، وقد أثنى علي من هذه الناحية، أقسم بالله أني أرى أو أسمع أشياء تخصنا معا وما إن أسأله ينكر ذلك، وإذا أخبرته بأني سمعت أو رأيت يستشيط غضبا، وأنا أرى في ملامح وجهه الكذب، أنا أحبه مع العلم بأننا لم ننجب بعد وليست هناك أي مشكلة لا من طرفي ولا من طرفه، وهو يريد أطفالا مني. وقد حصل أمر طلبت الطلاق على أثره، لذا أرجو مساعدتي، وقبل فترة لاحظت اهتمام زوجي بجواله اهتماماً زادا على المعقول، وتأتيه رسائل بكثرة وهو يرد عليها وصار يضعه على الصامت، وفي أحد الأيام كان نائما ورأيت جهازه يومض ففتحت الرسالة، فإذا الرقم غير مخزن وهي تعبر عن امرأة تسأل عن أحوال المرسل إليه، سألته من الغد فأخبرني أنه خطأ، وبعد ذلك أرى رسائل ومكالمات من الرقم نفسه ومنه أيضا، إلا أن جاءت مكالمة وهو نائم، فاتصلت بالرقم فرفعت السماعة دون كلام، وأنا أقول ألو، فتقفل السماعة سريعا، وفي الغد أراد الله أن يكشفه أمامي نسي الهاتف الجوّال في البيت وهو ذاهب إلى عمله وعند استيقاظي وجدته وفيه الكثير من الاتصالات والرسائل وعند فتحي وجدت الرقم نفسه ورسالة تقول: (ترى زوجتك دقت علي بالليل وش تبين)، مع العلم أنه في بداية الإرسال أرسلت: (ترى زوجتك ما تكفيك). ويوم جاء من العمل كنت جامعة أغراضي عند الباب وقلت له إن الذي بيننا انتهى، وأنكر بشدة وطلبت يصلني لأهلي لكنه رفض، ورحت أكلم أخي لكنه حاول أن يمنعني وقال إنني سوف أتأكد أنني غلطانة، أصبح يحاول إرضائي بأي شكل، وفعلا انقطعت المكالمات وارتحت وبعد مرور أقل من سنة لاحظت اهتمامه بجهازه وصار يتركه على الصامت وتأتيه مكالمات من الرقم نفسه ويتضايق إذا مررت من جانبه وهو يحمل الجوّال مع أنه ما كان كذلك. انصحوني كيف أتعامل معه؟
أختي الكريمة: ما تذكرينه حول زوجك يشير إلى أنك تتهمينه بالخيانة الزوجية، وقد يكون ذلك صحيحاً أو خاطئاً، فربما أنها زوجة ثانية، ولكن السؤال والبحث هو الذي أوصل الأمور إلى هذا الحد، فابحثي عن الأسباب وخاصة من قبلك أنتِ، فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، ولا يسيطر عليك الشك والبحث والتعقب، وازرعي الثقة بينكما فربما كان ذلك سبيلاً إلى الإصلاح والتغيير في زوجك، والعدول عن أي سلوك قد يسيء لكما، فالغيرة الزائدة لها سلبياتها ولا تعبر عن الحب، فالحب يقوم على الثقة المتبادلة،أسأل الله لزوجك الهداية، كما نسأله لكما التوفيق في الدنيا والآخرة... والله أعلم.

المستشار في مشروع ابن باز الخيري لمساعدة الشباب على الزواج

الأكثر قراءة