عزم وهمة يحققان صناعة سياحية
<a href="mailto:[email protected]">ammorad@ewaa.com.sa</a>
جزيرة سياحية ومعلم من معالم الإبداع والتخطيط السياحي، مداخلها ثلاثة طرق إما عن عبارة بحرية أو عن "كيبل كار" أو جسر عبور مائي. وعند دخولك تتكون لديك في دقائق معاني الصناعة السياحية المتكامل والتي تكمّل نهضة مدينة واقتصاد دولة.
جزيرة سنتوسا في سنغافورة تمكن الزائر والمقيم من الوصول إلى الراحة والارتياح والترفيه المميز الذي يزيل الضغوط الناتجة عن الأعمال اليومية ويرفع مقدار احترام الزائر والمقيم في تلك الدولة. وتم الوصول إلى ذلك بالاعتماد على رفع كفاءة الإنسان ليقدم نموا وتطواير ونهضة يفتخر بها الفتى ابن المواطن لتلك الدولة.
ففي فكرة الجزيرة السياحية وقراءة لما حصر بصدد تنمية الإنسان تؤكدان أن التسويق السياحي عملية متكاملة يجب أن يشارك فيها الجميع، ولأنها عملية مستمرة يجب ضخ دماء جديدة في كوادر التسويق يتمتع أصحابها بالقدرات الشخصية المناسبة لأداء دورهم بأفضل طريقة ممكنة، وقادرة على ابتكار الجديد والشائق والمتنوّع من الخدمات والمنتجات التي تقدمها (بمقياس عالمي) واستبعاد ما يخف الإقبال عليه أو تطويره، ودائماً تقديم الجودة لا يكلف أكثر مما دونها مرتبة.
الإستراتيجيات الناجحة في التسويق السياحي للمدن تقوم على استهداف فئات عديدة أهمها: الزوار والمقيمون، التجارة والصناعة والخدمات، أسواق التصدير وغيرها. والغاية من هذه الإستراتيجيات هي تنظيم الجهود لتنمية مصادر(الدولة) بمساندة موارد بشرية مهيأة لمعرفة احتياجات المواطنين والمقيمين ومجتمع الأعمال والزوار وتخطي توقعاتهم، والغاية الأخرى هي التركيز دائماً على جذب فئات جديدة من الزوار مثل رجال الأعمال والمديرين التنفيذيين بهدف رفع كفاءة تسويق المدينة على مستوى الإدارات العليا عالمياً (النخبة).
ومن المهم أيضاً تسويق صورة إيجابية للبلد واستخدام عوامل الجذب الطبيعية والمطوّرة مع الالتزام بتقديم الصورة الصحيحة القابلة للتصديق عن بُعد التي تتضمن شيئاً من المفاجأة، ويتم دمج التسويق السياحي مع توفير التسهيلات السياحية ذات النوعية ومع حسن الضيافة، فمن غير المقبول أن تنظم معارض التسويق وتخصص الميزانيات لها، وتقدم الدعوات للبرامج السياحية، لكن ما أن يصل هؤلاء الزوار حتى يواجهوا صعوبات في المطار من إجراءات الدخول وعدم توافر المواصلات اللائقة وعدم وجود غرف فنادق شاغرة وفنادق بأعداد كافية تفي بالحاجة وعدم وجود المقومات السياحية ذات التميز والجودة في الخدمات ابتداء من المظهر العام للمدينة وحدائقها وشوارعها ونظافتها والمعالم السياحية المدرّة للدخل من السياح والزوار.
وكي نصل إلى سياحة متميزة لابد أن نعلم الأجيال (الفتى ابن المواطن) أهم مقومات السياحة، وهي معرفة أنه عندما يبتسم الإنسان لنفسه من السهل أن يبتسم للآخرين وعندما يحب الإنسان نفسه من السهل أن يحب الآخرين، وأهم الأسرار التي في الابتسامة هي انتزاع الطاقة السلبية من صدور الناس واقتلاع اليأس والإحباط. هذا يحدث عندما يؤدي الإنسان عملاً مجدياً يحمل آلية الفرح والافتخار وتعمّ الألفة والود يُبعث التسامح معها ويحترمه الجميع كمبدأ في الحياة وتقاليد يحترمها الزائر والمقيم وهي تدعم وجود احترام للذات وللآخرين واتزان في وضع الحياة اليومية وتقديم الامتياز والحضارة.
التغيير الدائم مطلب لأن الامتياز لا يعرف الجمود، المبادرة توجد الرغبة في ابتكار الجديد من كل شيء ووجود الارتياح يزيد الإنتاج لدى الفرد ووجود ترفيه مميز يزيل الضغوط الناتجة عن العمل ودورته المعتادة اليومية.
يستطيع المسؤولون وكوادر ورجال الدول أن يؤكدوا أنهم يعملون في جميع الاتجاهات للوصول إلى أفضل تمييز وانطباع لدى الزائر، لكن الرؤية تكتمل عندما يعمل الجميع في اتجاه واحد متصل ومتواصل مع رؤية البرامج السياحية والتطويرية لتطوير وإنماء المدن وصناعة السياحة فيها.
تحقيق الامتياز هو هدف واقعي يمكن تحقيقه وتحقيق الأفكار وتحويلها إلى حقائق، إن العالم المقبل عالم مثير ستكون الريادة فيه لمن يملك البدائل المناسبة والمرونة والإبداع والأفكار الخلاقة والاستعداد السريع للتأقلم مع التغيير. وتحقيق الفوز في هذا السباق يكون حينما نعرف ونحدد إطار الرؤى ليعرفها جميع الناس (الفتى ابن المواطن) لتأكيد الفوز في الوصول إلى التنمية السريعة.
ونحن ليس ولسنا في سباق مع الآخرين فقط، بل في سباق مع أنفسنا، وفي سباق مع الزمن، إن الحياة فرص تغتنم ولا تترك، والتنمية لا تتوقف، لذا ليس لها أين أو متى، لذا يجب أن تضع الرؤى لتكوّن رؤية بلا حدود والاستمرارية في رسمها مع العدو السريع للوصول إلى المحطات التالية.. نحو أهداف قادمة. تطوير المدن والأحياء والشوارع وتقديم منتجات سياحية تكامل الرؤى في صناعة سياحية مبنية على عزم والهمة... ابن وعمّر أرض بلادك... بكرة الخير لك ولأولادك... الفتى ابن المواطن... ومين لابنك غيرك؟