يمكن الشفاء من قرحة عنق الرحم تماما

يمكن الشفاء من قرحة عنق الرحم تماما

تعاني العديد من النساء مشكلات الرحم، وكثيراً ما يبالغ في تشخيص حالة ما، حيث يتم أحيانا تشخيص الحالة على أنها قرحة عنق الرحم ويجرى لها كي أو تعطى علاجا على هذا الأساس وبعد ذلك نجد أن الحالة ما هي إلا عباره عن ectropin أو تبدل طبيعي وليس قرحة.

الدكتور رنا الموقع استشاري أمراض النساء والولادة في مركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي، سلط الضوء على قرحة عنق الرحم ما المقصود بها ؟ وما أسبابها ؟ وما علاجها وسبل الوقاية منها ؟.

ما المقصود بقرحة عنق الرحم ؟

القسم المهبلي من عنق الرحم مغطى بطبقة ملساء بيضاء اللون، يقال لها البشرة الرصفية المطبقة بينما قناة عنق الرحم مغطاة ببشرة غدية أسطوانية حمراء مفرزة للمخاط يقال لها (البشرة الأسطوانية) مكان التقاء البشرتين مع بعضهما يقال له الوصل الرصفي الأسطواني حيث تطرأ عليه معظم التبدلات.

فقرحة عنق الرحم : هي عبارة عن غياب جزئي أو كامل للبشرة الرصفية المطبقة البيضاء ليحل محلها بشرة التهابية من باطن عنق الرحم حمراء تعطي عنق الرحم منظر أحمر قرحي.

هنا لابد من التميز بين قرحة عنق الرحم Cervical erosion والـ Ectropron الذي هو تبارز البشرة الغدية للخارج يكون سببه سليم طبيعي كما يحدث خلال البلوغ أو الحمل أو تناول حبوب منع الحمل حيث يحدث بسبب تأثير هرمونات الأستروجين والبروجسترون أن تتبارز البشرة الأسطوانية الحمراء خارجاًمثل الزهرة عندما تتفتح وهذه هي أكثر الحالات شيوعاً عند النساء وسليمة ولا تحتاج إلى علاج وكثيراً ما تشخص خطأً على أنها قرحة وما هي بذلك.

ما أسباب قرحة عنق الرحم ؟

قد تحدث بسبب التهابي فيروسي مثل فيروس HPV أوHSV، أو بكتيري، أو لسبب كيميائي بسبب استعمال دوشات مهبلية مخرشة، وأحيانا بسبب رضي هو رض على عنق الرحم أثناء الولادة أو الإسقاط المتكرر يؤدي إلى القرحة، وكذلك بسبب تعدد الشركاء الجنسيين ما يؤدي إلى التهابات متكررة تؤدي إلى قرحة، أو التهابات التناسلية المعدية عند الزوج.

ما أعراض قرحة عنق الرحم ؟

أعراض قرحة عنق الرحم تكون بنزف مهبلي غير طبيعي غير متوافق مع الدورة الشهرية يحدث بعد الجماع Postcoita أو بين الدورات الشهرية، وإفرازات مهبلية غير طبيعية صفراء ذات رائحة كريهة متدافعة مع التهابات مهبلية.

كيف يتم تشخيص قرحة عنق الرحم ؟

بالفحص المباشر بالعين المجردة: يمكن رؤية منطقة حمراء ملتهبة غير طبيعية مغطية لجزء أو كامل عنق الرحم، وبمسحة عنق الرحم التي ممكن أن تكتشف من خلال المسحة وجود خلايا غير طبيعية، أو زراعة مفرزات عنق الرحم: HVS ممكن مشاهدة بعض الكائنات المجهرية الالتهابية مثل Ecoli، منظار عنق الرحم المبكر: Colposcopy حيث يشاهد من خلاله بشرة متقرحة منفصلة عما حولها (مناطق وعائية - منقطة) بإضافة حمض الخل تصبح بيضاء، أو عن طريق خزعة عنق الرحم قد تكون ضرورية لتأكيد التشخيص ونفي وجود أي حالة قبل سرطانية CIN أو سرطانية.

أريد أن أوضح أمرا مهما وهو أن هناك مبالغة في تشخيص وعلاج القرحة للأسف، حيث إن قرحة عنق الرحم قد تكون في معظم الأوقات ما هي إلا تبدل طبيعي كما تكلمنا سابقا وطبيعية وفي هذه الحالة لا تحتاج إلى علاج ولا تؤدي إلى عقم على الإطلاق.

بفترة الحمل قد تبقى القرحة غير عرضية أو قد يحدث نزف خفيف وهنا يؤجل العلاج لما بعد الولادة بسبب احتقان عنق الرحم خلال الحمل وصعوبة المعالجة وحتى التشخيص أما بالنسبة إلى الجنين فإنه لا يتأثر مطلقا بهذه الحالة.

هل توجد علاقة بين قرحة عنق الرحم والعقم ؟

ترجع العلاقة بين قرحة عنق الرحم والسرطان إلى الفحص الخلوي المجرى باللطاخة أو تحت المنظار المكبر مع الخزعة فلو كان هناك تبدلات خلوية من نوع CIN أي عسر تصنع داخل البشرة. وفي هذه الحالة يمكن أن تكون حالة قبل سرطانية وتتطلب المعالجة المبكرة بالكي أو غيره مثل (خزعة كون) على حسب الحالة أما إذا كانت قرحة بسيطة دون تبدلات خلوية هنا يمكن أن تتراجع تلقائيا أو بالعلاج ولا تعد حالة سرطانية أو قبل سرطانية.

وتبرز هنا أهمية المسح المبكر لكل سيدة متزوجة بواسطة لطاخة عنق الرحم إذ لا يكفي رؤية القرحة وتركها أوعلاجها وإنما لا بد من تشخيص وجود أي تبدلات خلوية وراءها سواءً باللطاخة أو بواسطة منظار عنق الرحم المكبر.

ما علاج قرحة عنق الرحم ؟

غالباً ما تتراجع القرحة تلقائياً، فالعلاج إذا كان ضروريا فإنه غالبا يحمل نسبة نجاح عالية ويعتمد على التوجه إلى السبب الذي أدى إلى حدوث قرحة فإذا كان السبب التهابي يكون العلاج دوائي بواسطة مضادات الالتهاب، وإذا كانت القرحة المسببة بالدوشات المهبلية فعلاجها تجنب مثل هذه الدوشات المخدشة، أما علاج القرحة المسببة بالرض تكون بتجنب الرضوض مستقبلا مع إعطاء الوقت الكافي للبشرة كي تشفى تلقائيا، وقد يستعمل الكي وهو عدة أنواع: الكي بالتبريد – الكي الحراري – الكي بالليزر، ولابد من التأكيد أن العلاج يكون فقط بحالة وجود قرحة مترافقة مع التهابات متكررة لا تستجيب للعلاج، نزف بعد الجماع أو بين الطمث، عقم بعد نفي جميع الأسباب الأخرى، تبدلات خلوية بواسطة منظار عنق الرحم المكبر أو اللطاخة أو الخزعة.

أما إذا كان الحالة عبارة عن Ectropion في هذه الحالة لا تجب المعالجة إطلاقا وتترك لتتراجع مع المتابعة بالمسحة فقط.

كيف يمكن الوقاية من قرحة عنق الرحم ؟

يجب تجنب الاتهابات المهبلية المتكررة بالكشف والعلاج المبكرين واتباع سبل النظافة الشخصية، عدم المبالغة والإفراط في استعمال الدوشات المهبلية الكيميائية ما لم تنصح به الطبيبة كونها مخدشة وراضة لعنق الرحم، الكشف الدوري لدى الطبيبة النسائية من أجل الكشف المبكر وإعطاء النصائح في وقتها.

أسباب قرحة عنق الرحم متنوعة وقد تشمل العديد من العوامل المؤثرة منها :

فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) : يُعتبر فيروس HPV أحد العوامل الرئيسية المسببة لقرحة عنق الرحم. ينتقل الفيروس عن طريق الاتصال الجنسي وقد يتسبب في تغيرات في خلايا عنق الرحم وتطور قرحة.

التدخين : يعد التدخين عاملاً مؤثرًا في زيادة خطر ظهور قرحة عنق الرحم. تتأثر الأنسجة بالمواد السامة الموجودة في الدخان ويزيد احتمال تطور القرحة.

التغيرات الهرمونية : تلعب التغيرات الهرمونية دورا في تكوين قرحة عنق الرحم. تشمل هذه التغيرات فترات الحمل والولادة والتبديل الهرموني وسن اليأس.

العوامل البيئية : يمكن أن تؤثر العوامل البيئية مثل التلوث والتعرض للمواد الكيميائية الضارة في زيادة خطر ظهور قرحة عنق الرحم.

الأكثر قراءة