80 % من مستهلكي العدسات يسيئون استخدامها

80 % من مستهلكي العدسات يسيئون استخدامها

ما إن ظهرت العدسات اللاصقة الملونة إلا وبدأت كثير من الفتيات والنساء يتسابقن في استخدامها وشراء ما يستجد في عالمها، ولم يقتصر الأمر على النساء بل تعدى إلى بعض الرجال، الدكتور منصور المفرج استشاري عيوب الإبصار والعدسات اللاصقة والمدير العام لمراكز بلو آيز Blue Eyes للبصريات يؤكد ''للاقتصادية'' أن العدسات اللاصقة ذات جانب طبي مهم لا بد من العناية به من ناحية الجودة وملاءمة العين للعدسات: أي لابد من استشارة إخصائي البصريات أو طبيب العيون قبل شرائها. ويضيف: ''تنقسم العدسات اللاصقة إلى عدسات صلبة وعدسات مرنة، وفي الغالب العدسات المرنة هي المستخدمة حيث إنها مريحة أكثر من الصلبة، ولكن نضطر إلى استخدام العدسات الصلبة اللاصقة إذا كانت العدسات المرنة غير مجدية بسبب وجود مشاكل أو عيوب في القرنية'' . ويرى الدكتور المفرج أنه من الصعب التعرف على جودة العدسات اللاصقة للشخص العادي، حيث إن شركات العدسات اللاصقة تتسابق على أن تكون منتجاتها من العدسات مجازة للاستخدام البشري من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA وهي هيئة عالمية تعنى بأبحاث الغذاء والدواء ومن ضمنها الأجهزة الطبية حيث تدخل في تصنيفها العدسات اللاصقة، ويشجع الدكتور المفرج كل مستخدمي العدسات اللاصقة على استخدام الإنترنت في الوصول إلى مواقع الشركات المنتجة للعدسات اللاصقة التي يستخدمونها لمعرفة ما إذا كانت حاصلة على تصريح الهيئة الأمريكية، وكذلك معرفة العمر الافتراضي للعدسة؛ لأنه- كما يقول - يكثر في أسواقنا المحلية - وربما على مستوى العالم العربي- وجود عدسات أسبوعية ''أي يتخلص منها بعد أسبوع من استخدامها'' وتفاجأ بالبائع يقول إن هذه العدسات كافية لستة أشهر، وهذه مصيبة في حقيقة الأمر، وقد ساعد على ظهورها ثلاثة عوامل: 1- جهل البائع نفسه بمعلومات العدسة اللاصقة من الناحية الطبية. 2- جهل الزبون بتفاصيل العدسة التي يستخدمها وربما لسنوات. 3- عدم وجود مرجعية رسمية لتقييم العدسات اللاصقة وتصنيفها. ويقول الدكتور المفرج: ''أكاد أجزم من خلال مشاهداتي اليومية في العيادة بأن 80 في المائة ممن يستخدمون العدسات اللاصقة لا يستخدمونها بالشكل الصحيح إما من ناحية أوقات وساعات اللبس أو استخدامها لفترة تتجاوز عمرها الافتراضي، أو من ناحية طريقة العناية بالعدسة وتعقيمها، وهذا في النهاية له عواقب وخيمة لا تحمد عقباها من التهابات قد تؤدي إلى عتامة في القرنية وبالتالي تدني الرؤية؛ لذا لابد من استشارة المختص في هذا الأمر''. الدكتور محمد بن عبد الله العمري استشاري طب وجراحة العيون في مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون يؤكد من جانبه أن أثر العدسات اللاصقة المقلدة على العين أكبر من أثر النظارات الطبية؛ لأن العدسة اللاصقة ملاصقة للعين، خاصة أن قابلية العدسة لتنفيذ الأكسجين إلى القرنية مهم، وبالتالي قد تسبب العدسة اللاصقة الرديئة قلة نفاذ الأكسجين إلى القرنية مما يؤدي إلى إصابة العين بتورمات أو تجمعات سوائل.وإذا كانت المادة المصنوعة منها العدسة اللاصقة رديئة فمن الممكن أن تصيب العين بحساسية وبالتالي سيضطر المريض إلى استبدال العدسات عدة مرات وقد يلجأ إلى المكان نفسه ويطرح عليه البائع ماركات مختلفة ولكن بالنوعية الرديئة نفسها، وهذه تكلفة مادية على المريض. عمليات غش إخصائية البصريات في مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون أضواء العقيل تكشف بعض عمليات الغش في بعض محلات النظارات فتقول: ''يحصل أن نكتب وصفة معينة لعدسات لاصقة. يقوم المحل بطلب الوصفة من المريض ويأخذ العدسات من العلبة التي كتبت عليه المعايير الصحيحة ويضعها في علبة لا يوجد عليها أي معلومات ثم يرجع المريض إليّ فلا أعرف ما نوع العدسة التي أحضرها وما مقاسها، خاصة أن قياس درجة العدسة صعب جداً''، وتتوقع أضواء أن البائع يقوم بهذا العمل لكي يروج لعدسات الشركة التي يتعامل معها، وتضيف: ''لذلك على المريض أن يتسلم العدسة بعلبتها مختومة ومقفلة وعندما يراجع في الموعد المحدد يأتي بالعلبة أو أوراق المصنع. كل هذا يفيد في معرفة العدسة ومقاسها ومصدرها''. وتقول أضواء العقيل: ''بعض المحلات تعطي الزبون محلولا لتنظيف العدسات ويكون هذا المحلول من قبل الشركة التي يتعامل معها المحل، ويقنع البائع الزبون أنه هذا المحلول صالح لجميع أنواع العدسات سواءً كانت لينة أم صلبة، ونحن نكون قد حذرنا المريض سابقاً من هذا وربما أعطيناه عينة من المحلول المطلوب، ويذهب إلى المحل فيعطيه محلولاً آخر مقنعاً إياه بأنه يصلح لجميع الأنواع مع أن المريض لو قرأ ما كتب على المحلول لعرف أن هذا المحلول لا يصلح إلا لنوع معين من العدسات، لكننا نفاجأ بأن الزبون صدق المحل وبدأ في استخدام المحلول الذي أعطي له''. وتوضح زميلتها الإخصائية باسمة دليقان أن محلول العدسات الصلبة يكون لزجا قليلاً ليحفظها بطريقة أفضل، ومحلول اللينة مختلف، وتؤكد أن الخلط بينهما يفسد العدسات. وتشدد الإخصائية أضواء العقيل على أهمية تنظيف العدسات يومياً، وعدم النوم فيها وتقول: ''عدم النظافة يسبب التهابات أو تقرحات في العين، أيضا النوم بها خطأ حتى لو كانت بعض الدعايات تؤكد إمكانية النوم ببعض العدسات فأفضل عدم النوم بها أبداً، ومشكلة النوم فيها أنه قد يسبب اختناقاً للعين، فعندما يغلق الإنسان عينيه وتحت أجفانه عدسات، هذه العدسات تمنع الأكسجين من الوصول إلى القرنية''.ق أما عن كثرة ارتداء العدسات الملونة فتقول الإخصائية باسمة دليقان: ''لا يسبب أي مشكلة بإذن الله طالما التزم مستخدمها بنظافتها وعدم النوم فيها''. الجديد في عالم العدسات اللاصقة عن آخر المستجدات في عالم العدسات اللاصقة يقول الدكتور منصور المفرج: ''مع التقدم العلمي الهائل في جميع نواحي الحياة قامت بعض الشركات بتصميم عدسات تسمى: ortho-k وهي اختصار لعبارة : orthokeratology وهي عدسات ذات تصميم خاص تقوم بإعادة تشكيل سطح القرنية خلال ساعات النوم وبالتالي علاج قصر النظر بجعل القرنية أقل تحدباً وهي نفس فكرة عملية الليزر تقريباً. حصلت هذه العدسات على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDAمنذ سنوات وهي غير منتشرة في السعودية لصعوبة إجراءاتها والحاجة إلى أجهزة خاصة لتقييمها، ويمكن للقارئ الرجوع إلى موقع الأكاديمية الأمريكية للأورثوكيرتولوجي www.okglobal.org أو الموقع الرسمي للتقنية www.ortho-k.net للاستزادة ومعرفة تفاصيلها ؛ لأن المجال هنا لا يتسع لشرحها. كذلك توجد عدسات خاصة للمصابين بعمى الألوان أو صعوبات التعلم، وهي كذلك تحتاج إلى متخصص فيها وفي طرق علاجاتها''.
إنشرها

أضف تعليق