الثقافة والحاسب يستحيل وجود نظام تشغيلي يخلو من العيوب

[email protected]

الثقافة شديدة الشبه ببرامج أنظمة التشغيل الحاسوبية. فنظام التشغيل يعرف الجهاز على كل ما فيه وما يتعامل معه من خارجه، وآلية التفاعل بينهما. كما يتيح نظام التشغيل للجهاز فهم البرامج الأخرى التي تدخل عليه، ولا يتعامل معها بشكل صحيح سليم حتى تصبح متوافقة مع طبيعة هذا النظام وآلية عمله. كما أن أنظمة التشغيل تحتاج إلى تحديث مستمر، وإلا أصبحت عبئاً على الجهاز وثقيلة في التعامل مع البرامج الجديدة، وإذا لم يستمر التطوير والتحديث لأنظمة التشغيل لفترة طويلة يتطور سوق الحاسب والبرامج، ويظل جهازك يعمل في عالمه المستقل على برامجه القديمة، ويفقد آلية التعامل مع الأجهزة الأخرى، وكل ما هو خارج هذا الجهاز. وإذا طالت المدة سيصبح نظام التشغيل غير قادر حتى على تشغيل البرامج القديمة، وسيصبح بطيئاً ويفتقد الاستجابة السريعة لمتطلبات المستخدم، بل سيصبح عرضة للفيروسات التي تهاجمه، وتعطل آليات عمله وقدراته على المقاومة، وتتمثل له على أنها جزء منه، وهي في الحقيقة تعمل على تعطيله وهدمه.
ويحدو ذلك بالمستخدم للاطلاع خارجه رغبة في تحقيق احتياجاته. ولو لم يتم تحديث نظام التشغيل عند ذلك، فسيتوقف عن العمل نهائياً، ويصبح شكلاً لا مضموناً بحيث يعرف المستخدم أن هذا الجهاز يحتوي على نظام تشغيلي، ولكنه نظام قديم عقيم لا يعمل ولا يستطيع تلبية الاحتياج، وحين تعن له حاجة فلن ينظر لهذا الجهاز أو نظامه التشغيلي، بل سيبحث عن نظام تشغيلي حديث يستطيع التعامل بشكل سليم مع البرامج الحديثة والاستجابة السريعة لمتطلبات المستخدم.
كل هذا يمكن تجنبه لو استطاع المستخدم أن يحدث نظام التشغيل هذا، ويتيح له الاطلاع والتفاعل المستمر مع البرامج الأخرى، وكذلك لو سمحت طبيعة النظام التشغيلي بهذا التطوير والتحديث.
نعم، هناك برامج لا يمكن للنظام التشغيلي العمل معها إلا من خلالها، ولكن هناك بدائل كثيرة يمكن من خلالها فهم هذه البرامج أو التعامل معها عن طريق برامج طرف ثالث توفق بين البرنامج والنظام التشغيلي، وتتيح للمستخدم الاستفادة مما يمكن أن يقدمه له هذا البرنامج الجديد، دون أن تقف في وجهه مشكلة اختلاف نظام التشغيل في جهازه عن نظام التشغيل في البرنامج الجديد.
إن لكل نظام تشغيلي عشاقاً لا يرومون عنه تغييراً ويرونه أفضل الأنظمة جميعها، بل ويرون كل تحديث لهذا النظام ابتعاداً عن طبيعة النظام ذاته، ويخشون على النظام التشغيلي للحاسب من تأثير هذه التحديثات. وهذا العشق لا شك قاتل، فهو يغامر بحياة النظام التشغيلي، كما يغامر باحتياجات المستخدم التي، ولا شك تتغير مع تغير سوق الحاسب وبرامجه. ولكن سواء رغب عشاق أنظمة التشغيل القديمة أو لم يرغبوا، فإن العالم لا يتوقف عند نظام تشغيلي واحد، بل التطور هو إحدى آليات عالم الحاسبات التي لولا هذا التطور لما اكتسبت أهمية تذكر.
تتغير احتياجات مستخدمي الحاسب، ومن العبث وعدم المسؤولية إلزام جميع مستخدمي الحاسب بنظام تشغيلي موحد لا يتم تطويره ولا تحديثه. ونظراً لأن العالم متغير، فالثبات والجمود سيؤديان للفشل وعدم الفاعلية ومن ثم الانهيار.
لكل نظام تشغيلي نقاط قوة ونقاط ضعف، وسلبيات وإيجابيات، ويكاد يستحيل أن تجد نظاماً تشغيلياً يخلو من العيوب أو النواقص، ومن هنا تنبع المعرفة السليمة لمختلف الأنظمة التشغيلية ومحاولة الاستفادة منها في تطوير النظام التشغيلي الخاص بك، بحيث يكون متوافقاً مع البرامج الحديثة وقابلاً للتطوير على نحو يوفر لمستخدميه الفاعلية والقدرة على التعايش، دون الحاجة إلى النظر خارجه للبحث عن أنظمة أخرى تلبي هذا الطلب الملح.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي