اختيار الزوج الصالح .. محك شرعي ينجح العلاقة الزوجية

اختيار الزوج الصالح .. محك شرعي ينجح العلاقة الزوجية

أنا فتاة بلغت من العمر 24 سنة وقد تقدم لخطبتي خمسة شبان رفض والدي بشكل مباشر ثلاثة منهم واستشارني في اثنين، فالوالد يعلم أن شرطي هو الالتزام، فالأول كان والده من مدمني الخمر فخفت على أبنائي في المستقبل فاستخرت ولم يرد عليهم أبي حتى خطب الشاب فتاة أخرى، أما الثاني فهو أيضا ملتزم ولكن كان يشرب الخمر وتاب فاستخرت الله، ولا أعلم هل يجوز رفض الشاب الملتزم لهذه الأسباب؟ علما أني لا أجيب بالرفض بل أستخير؟ وهل يجوز للفتاة البحث عن الرجل الذي تتمناه؟ وهل المشاركة في قنوات الزواج تعد تصرفت خاطئا مسيئا للأهل؟
أختي الكريمة: لا شك أن اختيار الزوج الصالح محك شرعي يجب التمسك به لأنه بإذن الله يسهم في نجاح الزواج ويقوي العلاقة الزوجية، ولكن النصيحة التي يمكن أن أسديها لكِ هي البعد عن التردد والخوف والاستناد إلى معلومات موثقة تسهم في اتخاذ قرار لا ندامة بعده، بإذن الله، فمن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وما دمت في تصرفك أو رأيك تطلبين رضا الله فأنت على خير في حال الزواج أو حتى إن لم يتم هذا الزواج أو ذاك، أما المشاركة في أي عمل يهدف إلى الخير ويؤدي إلى زواج ناجح بإذن الله قائم على الأسس الشرعية فهو كأي عمل يبتغى به رضا الله وبحكمة فيه ولكن الابتعاد عن أي شيء فيه ريبة أو شك هو أو إذا كانت المشاركة التي أشرت إليها مرفوضة من قبل الأهل فاجتنبيها وتحري رضا الله أولاً ثم رضا الوالدين، وفقك الله لما فيه الخير والسداد والله أعلم.

صار خلاف بين والدي ووالدتي وبعد يوم حلت المشكلة لكن إخواني الآخرين بدأوا تكبير المشكلة حتى وصل بهم المطاف أن حرضوا والدتي على الطلاق من والدي، ومن ثم ذهبوا إلى المحكمة مع أني حاولت كثيراً إقناعها ولكن دون جدوى بسبب تحريض إخواني لها عليّ حتى صارت لا ترد على اتصالاتي ولها أكثر من تسعة أشهر لم أسمع صوتها ولم أقابلها لماذا؟ لأنني أبحث عن الصلح والتقريب ومنعوها عني حتى لا أرجعها إلى والدي مع العلم أني أكثر إخواني برا بها وبإخواني الصغار وهم الآن قاطعوني ونسوا كل شيء فعلته لهم. والغريب أنني لم أعد أفكر: هل صحيح الذي قمت به أم خطأ؟ والله لا أدري فما رأيكم في هذه المشكلة؟ أفيدوني جزاكم الله كل خير
أخي الكريم: لا شك أن الخلافات والمشكلات كالنار إذا انفتحت زاد اشتعالها ولهذا نجد أن المشكلة بين والدك ووالدتك وصلت إلى هذا الحد ولكن بالنسبة لموقفك من هذا الخلاف ورغبتك في إنهائه بالتي هي أحسن وبرك بهما هو نبع وأصل لهذا العمل، فأنت، إن شاء الله، مثاب عليه مهما كانت النتائج ولكن المطلوب منك الآن التعرف على أسباب عدم تفهم إخوانك للموقف وأسباب تصلب والدتك، فربما كان والدك هو السبب في ذلك وقد يكون من المناسب أن تبدأ بوالدك وتفهم موقفه، وتكون عوناً له إذا كان ظالماً تمنعه وإذا كان مظلوماً تتفهم كيف تمنع الظلم عنه، ثم تتلمس ذلك بالنسبة لوالدتك وقد يكون من المناسب أن يتدخل أحد أقرباء والدتك أي أخوالك أو أقرباء الوالد من أعمامك إذا كان الأمر يتطلب ذلك، ولا تنس أن تحاول إعادة العلاقة مع والدتك وإخوانك حتى لو قاطعوك، صلهم فربما تجد أحداً منهم يتفهم موقفك من الموضوع، وذكّرهم دائماً بالحقوق والواجبات الشرعية وما يتميز به ديننا الإسلامي من سماحة وتسامح وحب للخير، واغتنم المناسبات لتؤكد حرصك على التواصل معهم ولا تيأس فربما كان الوقت عاملاً مساعداً لك على إنهاء الموضوع وتفاءل بالخير، ونسأل الله لك مزيداً من البر والتوفيق.

مشكلتي باختصار أنني خُطبت لشخص وفشلت معه حيث إنه فيما يبدو كان يريد أن يتسلى، وعندما لم يجد التجاوب وأراد والدي، رحمه الله، الزواج بعد الخطبة ذهب ولم يعد ولم يكلف نفسه أن يعتذر حتى عن إتمام الزواج بل أخذت أمه تقول فيّ كل مناسبة ومكان أنها أجبرت ابنها على الزواج مني وأنه لم يرغب أن يتزوجني على الرغم من أنها وابنها كانا يسعيان حثيثا لكي أوافق على الزواج. وعندما وافقت حصل ما حصل وتألمت نفسيا واحتسبت وقلت في نفسي، إن شاء الله، يعوضني الله تبارك وتعالى ومرت السنوات ولم أتزوج أنا ولا أي واحدة من أخواتي، بل شعرت أن حالنا زاد سوء والحمد لله على كل حال، الآن عاد عملي القديم يطلبني لكن كرامتي لا تسمح لي بالعودة حيث شعرت بالإهانة الشديدة، وأفكر دائما في الماضي أفكر في خطيبي السابق وما فعله معي من ظلم وكلام جارح هو وأمه وأنا متأكدة من أنهم يتشمتون بي حيث لم تكلف أمه نفسها أن تواسينا في وفاة والدي، يرحمه الله تعالى، على الرغم من أن أمي أيام وفاة زوجها كانت يوميا تحدثها وتواسيها هي وأبي، يرحمه الله، ويرسلان لها المساعدات المالية والمعنوية لدرجة لا تتخيلها ومع ذلك قامت بالعزاء مرة واحدة فقط لا غير ولمدة دقيقة. تخيل لهذه الدرجة وصلت الأنانية ونكران الجميل، أنا تعيسة جدا، أشعر بفقدان الأمل في كل شيء، العمل يظلمني وفقدت حنان الأب الطيب الذي كان كل شيء في حياتي فهو سندي ـ بعد الله ـ في حياتي وهو الذي كان يصرف علينا ويهتم بنا، فلم نكن نشعر أن لنا إخوان ذكور أساسا فأخي الأكبر متزوج وسلبي جدا ولا علاقة له بنا، فلا يهمه سوى نفسه وزوجته كذلك وأولاده، وأخواي الآخران يصرفان علينا بقرف ودون نفس، وإذا تكلمت أنا أو أخواتي الإجابة واضحة من إخواني الثلاثة (يا فشلة العرسان هربت منكن لا أحد يريد الزواج بكم، احمدوا الله أننا متكفلون فيكم....)
ماذا أفعل؟ لقد فقدت الثقة بكل شيء وفقدت الثقة بكل الرجال، فلا أدري أتزوج من أو أترك من؟! كل من يأتي للخطوبة نسأل عنه فيقال لنا إنه مثال للاستقامة والأخلاق والالتزام وبعدها نفاجأ بالحقائق المرة. ماذا أفعل الشيطان يحزنني ويعيدني للماضي ويحسرني على العمل السابق والخطيب السابق وعلى كل شيء مضى ماذا أفعل...؟
أختي الكريمة: من خلال عرض موضوعك وما فيه من تواصل حول وضعك الأسري والاجتماعي والتعليمي والوظيفي تبين أنك تناولتها بشكل سلبي ومتشائم وقد يكون مبالغا فيه حتى أنك وصفت نفسك أسيرة الحزن. وهنا أود أن أقول لكِ إنك إذا أدركت المواقف والأحداث بشكل سلبي متشائم ستكون مشاعرك سلبية لأن فكرك وتفسيرك لا يقودانك إلا إلى هذه المشاعر (الحزن والألم والتوتر) إذن لا بد أن تبحثي عن التغيير في طريقة تفكيرك وتفسيرك للأحداث، فقد قال الله تعالى: "إن الله لا يغيِّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، فالحياة فيها جوانب كثيرة يمكن أن تجلب لنا السعادة إضافة إلى القدرة على التحمل والصبر والاحتساب، هذه عبادة إذا أراد الإنسان بها وجه الله فكل الناس تمر بهم مشكلات وظروف قد تكون أصعب من وضعك. ولهذا أنصحك أولاً بتبسيط الأمور والعودة للعمل وتعاملي مع الآخرين بطيبك وأخلاقك، وليس بما يريدونه لك من إثارة وتوتر فلا تتيحي الفرصة لهم.
أختاه: خططي للنجاح فأنت ناجحة مؤهلة وعقليتك ولله الحمد تساعدك على النجاح، لا تضعي في ذهنك بعض الأمور كأنها عقبات لا تنتهي وتشل تفكيرك وحركتك كأن تقولي لماذا فعلت فلانة كذا أو كذا؟ بل تجاهلي أي شيء لا ترينه مناسبا واحتقري بعض التصرفات لتتمكني من إبعادها من دائرة تفكيرك، لا تركزي على المشكلات، بل ابحثي عن الحلول والبدائل مع التفاؤل والأمل بعد الاتكال على الله سبحانه وتعالى، والله أعلم.

مشكلتي أنني أشك في زوجتي أنها كانت لها علاقات قبل زواجنا, وهذا الشك بدأ في الأشهر الأخيرة الماضية عن طريق ملاحظتي لها, بأنها تنظر إلى رجال آخرين, ففي المرة الأولى لم أفاتحها في الموضوع لأنها كانت نظرة قصيرة خاطفة فاعتبرت أن ذلك كان من عمل الشيطان واستغفرت لها ولنفسي ودعوت الله أن يجعلها مخلصة لي، وحاولت تناسي الموضوع لكونها حاملا وقّدرت وضعها الصحي والنفسي الصعب بسبب الحمل الأول, ولكن الموضوع بقي في رأسي إلى أن تكررت الحادثة مع جاري وكانت النظرة أطول وصدف ذلك عند عودتنا من المستشفى بعد عمل فحوص أجريت لها وتبين أنها مرهقة جدا لأسباب طبية، فتصرفت كما في المرة السابقة، وقلت في نفسي حسبي الله ونعم الوكيل. هنا بدأ الشيطان يأخذني بالتساؤل ما دمت أنا معها وهي تنظر للغريب وهي متزوجة فكيف كانت قبل الزواج؟ مع العلم أني - والحمد لله - أتمتع بوسامة في الشكل ورشيق الجسم وحسن المظهر, ومعاملتي لها رائعة بشهادتها وشهادة أهلها، وكلمة "والله أنت ما في أحسن منك" سمعتها كثيرا جدا و لا أزال، هذا عدا كوني مهندسا وبشهادة عليا من أوروبا. آخر حادثة حصلت بعد ولادتها بشهر ونصف وكنا في طريقنا إلى العمرة مع والدتها, فجلست هي ووالدتها متجاورتين وأنا ورائهما مباشرة وجلس إلى جانبي رجل لا أعرفه فبدأت تلتفت إلى الوراء لتحادثني أو تسألني ولكن عيونها كانت تنظر إلى الرجل الآخر, جن جنوني وقتها, وبدأت نفسي تسول لي أن أطلب من السائق إيقاف الحافلة وإنزال زوجتي وابننا ووالدتها والعودة إلى المدينة التي غادرنا منها ثم تطليقها, وإرسالها مع والدتها إلى أهلها، تعوذت من الشيطان كثيرا وقرأت المعوذات ولكن لا فائدة فكان دمي يغلي وكدت أصاب بجلطة دماغية من شدة حنقي عليها, شعور لا يمكن وصفه بالكلمات, ولكن الله تعالى ألهمني الصبر والحكمة وأتممنا العمرة وعدنا إلى البيت، وكان ثاني يوم موعد سفرهم إلى بلدنا الأصلي فتمالكت نفسي وتركتهم يسافرون دون أن أعمل أي مشكلة، أصابني البهاق (بعض البقع الصغيرة في جسمي) في هذه الشهور وليس في كل عائلتنا أحد مصاب به فقال لي الطبيب أن سببه ضغطا نفسيا شديدا وهو يزاد كل فترة، الطامة الكبرى أنني وجدت في أوراقها وصفة طبية تاريخها أكثر من عام واستطعت عن طريق الإنترنت أن أعرف أن أحد هذه الأدوية يعطى بعد العمليات الجراحية ودواء آخر خاص حصرا بالنساء (غسول) فذهبت بي الشكوك إلى بعيد, وخصوصا ما نسمع ونقرأ عن عمليات رتق غشاء البكارة، واجهتها بموضوع النظرات فأنكرت وأقسمت أن كل ذلك تهيؤات, وليس هناك من الأمر شيء، حذرتها وطلبت منها أن تحفظ بصرها ولكن الموضوع الثاني لم أجرؤ على مصارحتها به, فأولا أنا لست متأكدا وفي هذه الحال أدمر نفسي وعائلتي الصغيرة وأرتكب كبيرة من الكبائر, وإن لم أفاتحها فسأظل أسير شكوكي وعذاباتي.
من الجدير بالذكر، أنا أحب زوجتي جدا فهي جميلة وذكية ولبيبة ومطيعة وتصلي ولكن تؤخر الصلاة بعض الأحيان من غير مبرر, وأنصحها بهدوء أن تحاول أن تصلي الصلاة في وقتها، وأنها أحب الأعمال إلى الله وما زلنا أنا وهي على ذلك. وهي من عائلة متدينة وذات سمعة طيبة - ولا نزكي على الله أحدا – أفيدوني؟
أخي الكريم: الأسلوب الذي تتبعه مع زوجتك وذلك بمراقبتها والتوتر والانفعال الذي يترتب على ذلك يدل أن عندك نوع من الغيرة والشك الزائد والدليل أنك لا تعالج الأمور بالطريقة المناسبة فالصمت غير صحيح والتوتر والانفعال كذلك فحاول أن تنهج طريق المناقشة حول أي موقف ليس من باب أنك تشك فيها ولكن لأن هذا التعرف أو السلوك قد يجعل الآخرين يسيئون الظن بها، وكن ناصحا أمينا لأنك لا تعلم حقيقية مشاعرها فقد يكون الفضول والعفوية وعدم تقدير الموقف بالشكل الصحيح هو الذي وراء الموقف وليس خيانة أو رغبة غريزية لأنها لو كانت تبحث عن ذلك لتجنبته أمامك لذا أنصحك بإحسان الظن (إن بعض الظن أثم) ولا تجهد نفسك لملاحقة الزلات والبحث عن العثرات فهذا يجعلك دائماً متوترا ولا تحسن الظن، فثق بالله ثم بزوجتك مادمت متأكدا من حبها لك وإخلاصها وأنت كذلك واستخدم الحكمة والموعظة الحسنة في كل أمورك لتحقيق السعادة وابتعد عن أسباب الشقاء لتصل إلى الطمأنينة لأنك لو استمررت على هذه الحال، فأنت تهدم حياتك الزوجية وتدمر مستقبل بيتك بسبب الشك والريبة، فاملأ زوجتك بمحبتك وليس بمراقبتها متمنياً لك التوفيق والسداد.

مستشار في مشروع ابن باز الخيري لمساعدة الشباب على الزواج

نستقبل أسئلتكم على:
جوال: 00966552298888 (فقط للرسائل)
هاتف الاستشارات الأسرية: 0096612297777
هاتف الإصلاح الأسري عبر المقابلة للحجز: 0096612293333 تحويلة 600
فاكس المشروع: 0096612298888
بريد إلكتروني: [email protected]
موقعنا على الإنترنت: www.alzwaj.org

الأكثر قراءة