مستشارك: تلبية متطلبات الزواج المادية والنفسية والاجتماعية من أسباب نجاحه

مستشارك: تلبية متطلبات الزواج المادية والنفسية والاجتماعية من أسباب نجاحه

هذه الزاوية مخصصة لخدمة قرائنا من خلال استضافة مختصين مشهود لهم بالكفاءة والجدارة, والهدف هو التواصل المثمر في كل ما يخدم القارئ، هؤلاء المختصون سيجيبون عن أسئلتكم كل حسب تخصصه وسنجتهد معهم ليكون المضمون ذا فائدة ومنفعة للجميع، محافظين على سرية الرسائل وخصوصية كل سائل.

اتصلت على صديقتي وهي تنزف دموعاً من جروح قلبها وتقول وجدت رسائل غزلية في جوال زوجي ومكالمات تتعدى نصف الساعة, فحاولت أن أمتص غضبها وجرحها وقلت أحسني الظن يمكن أن يكون أحد أصدقاء زوجك يتمازح معه, فقالت إنني اتصلت على الأرقام الثلاثة وكلها أصوات ناعمة من بنات لا يخجلن من فعلتهن, ماذا أفعل؟ أريد حلاً, ساعدوني هل أواجهه بفعلته؟ أم أسكت وأتجرع نار الغيرة؟ صديقتي في حيرةٍ من أمرها بماذا أنصحها؟
أختي الكريمة: إذا ثبت أن زوج صديقتك له اتصال مع نسوة أخريات، فلا بد أن توصيها بالتالي:
1 ـ أن تهدأ وتتصرف بحكمة وأن تغلب منطق العقل على العاطفة، وأن تعلم أن الرفق كله خير كما أخبر النبي, صلى الله عليه وسلم, "ما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه".
2 ـ أن تتعرف على أسباب لجوء زوجها إلى هذا التصرف هل هو بسبب تقصيرها معه في حقوقه؟ هل وجد في المنزل أسباب الفتن من القنوات الإباحية والمثيرة.
3 ـ أن تعرف أن المصيبة إذا حلت بالإنسان، تَفقَّد نفسه ورجع إلى ربه "أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" فلتراجع الزوجة نفسها ولتعد إلى ربها، ولتعلم أن من أعظم أسباب انفراج المشكلة مع زوجها هو رجوعها إلى ربها، لأنه هو سبحانه فارج الكربات "وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ".
4 ـ لا بد أن تشعره بالأمر دون مصارحة إنما تلميحات تجعله في ريب من الأمر. فتحدثه عن قصص أناس خانوا أزواجهم ثم كان مآل حياتهم إلى الفراق والشتات .. وهكذا، أو الاستماع معا إلى شريط يتكلم عن جوانب من ذلك ...) أو أي أسلوب هي أعرف بالأنسب مع زوجها.
5 ـ تحاول ألا تكثر التفكير، وألا تتصور فيه السلبية في جميع أفعاله، لأن ذلك سينعكس على تصرفاتها ونفسيتها مما قد يؤثر سلباً في الحياة الأسرية فيجعل الأمور تتفاقم.
6 ـ في حال الجلوس معه في جو هادئ في رحله أو في أي مكان، فلتتعرف على متطلباته ونظرته إلى الحياة وتسعى في تحقيقها قدر الاستطاعة، ولتسعى إلى تلافي السلبيات التي قد تكون فيها من خلال رؤية زوجها لها، ففي ذلك طريق إلى الحل وإلى إضفاء جو من الحياة الأسرية السعيدة.
أسأل الله أن يوفقك أنت على مسعاك الخير وأن يؤلف قلبها مع زوجها وأن يصلح ما بينهما.
لدي أهل ولكن ليس لهم وجود في حياتي, أمي مع زوجها وأبي مع زوجته, التي حرمتني منذ أن كنت طفلة وأنا الآن في الصف الأول ثانوي وأعيش مع أمي وزوجها ولكن حياتي تتدهور أكثر ليس لدي من أشكو همومي له وليس لدي أحد أتكلم له وحيدة في الحياة, فكرت كثيرا في الانتحار ولكن أتراجع لأنني إنسانة مسلمة ولكن لا أعرف ماذا أفعل, أتمنى أن أتزوج حتى أجد من يتكلم معي, أتمنى أن أجد أمي أتكلم معها, حائرة في حياتي منذ الطفولة لم أعرف الحنان والحب بل مازلت أرى المشكلات والظلم, أفيدوني.
أختي الكريمة: أسأل الله, عز وجل, أن ييسر أمرك وأن يصلح حالك وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في حياتك إنه على كل شيء قدير. آمل أن تتأملي معي هذه النقاط التي تمس وضعك:
ـ الابتلاء سنة كونية أرادها الله في الخلق قال تعالى "الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ" وتنوعت الابتلاءات في الخلق منهم من كانت في نفسه بمرض ومنهم في ولده في انحراف ومنهم من عق والديه.. وهكذا فاعلمي أختي الكريمة أن الذي تعيشين فيه نوع من الابتلاء الذي يرفع الله به الدرجات ويمحو السيئات، ويتقرب العبد به إلى ربه بالدعاء. إلخ والخير الذي لا يعلم الإنسان ما أعده الله له في مستقبله في الدنيا والآخرة.
ـ عليك باحتساب الأجر والصبر على ذلك وتوطين النفس، بذلك يعوضك الله سعادة بانشراح صدرك وتيسير أمرك.
أختي الكريمة: أنت بهذا العمر في تمام النضج العقلي والاتزان الانفعالي، وهذا واضح من خلال توضيح شعورك ورغبتك في البحث عن وسيلة حل.
ـ ثم اعلمي أن وجود والديك في هذه الحياة نعمة من الله عليك، ولو أنك تشعرين ببعدهم عنك فهي نعمة، من أجل أن تتقربي إليهم وأن تبريهم وأن تحسني إليهم وقد ألزم الله الإحسان إليهما ولو كانا مشركين بالله قال تعالى "وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لكي بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ" ومن واجبك أن تبادري بالتقرب والتودد إليهما وعطف قلوبهما إليك وذلك بوسائل كثيرة لو طبقت على الأبعدين لأثرت فيهم فكيف بالأقربين وكيف بالوالدين الذين يكنون في أنفسهم أكبر محبة ورحمة بابنتهم؟ وهنا بعض الوسائل الكفيلة بتقريب القلوب:
ـ الابتسامة الدائمة للوالدين, تقبيل يديهما, الملاطفة والخضوع بالقول معهما, تقديم الهدايا ولو كانت بسيطة, إرسال رسائل معبرة عبر الجوال, والاتصال بين الحين والآخر, والنتيجة مضمونة, بإذن الله, ولو بعد حين, وهناك وسائل تعينك على تسلية نفسك وإسعادها:
1 ـ تقوى الله. وهو سبب لانشراح الصدور وتفريج الكروب كما قال تعالى "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا".
2 ـ الاشتراك في أحد المراكز النسائية الخيرية مثل جمعيات تحفيظ القرآن الكريم القريبة لك في الحي، وحضور الندوات، والأسواق الخيرية وغيرها مما يفيد ويسلي النفس ويستغل به الوقت.
3 ـ دخول دورات تدريبية تعينك على الرفع من قدراتك الشخصية واكتساب مهارات لتطوير الذات, وهي كثيرة بحمد الله.
4 ـ اختلاطك بالخيِّرات في أي مكان وسيلة لاكتساب الأخلاق السامية, والاستفادة من الأوقات فيما ينفع وفيها غرس الشعور بالانتماء والقيمة الذاتية لك، وأيضا يعرف الأخريات بأخلاقك، فتكونين محل الإعجاب والطلب للزواج من الصالحين من أمثالك .
5 ـ في حال وجود سلبيات مشاهدة من أحد والديك فلا تترددي في الجلوس معه ومصارحته بما في نفسك بأسلوب لبق جذاب محترم، تلاقين بإذن الله الاستجابة والتفاعل. وبهذه الوسائل سالفة الذكر إن عملت بها سترين ما تتمنين, بإذن الله, والله يحفظك ويرعاك.

لدي فتاة تبلغ من العمر 15 سنة في الصف الثالث متوسط بدأ ينهال عليها الخطّاب, وهي بنتي البكر, خطبها ابن عمها وهو أكبر منها بثلاث سنوات وهو في الثالث ثانوي يريد أن يحجزها بأن يكون زواجهما بعد ثلاث إلى أربع سنوات تقريبا, وأنا لم أعطهم كلمة، بعد فترة تقدم لها شاب خلوق ذو دين ومستقيم ومن عائلة طيبة ومحافظة وسيم صفاته تتمناها كل فتاة عمره 23 عاما موظف ليس جامعيا, أخبرت ابنتي به, أنا وأبوها رضينا به, لكن ابنتي لا تريد الزواج الآن رغم أن والدة الشاب تقول بإمكاننا تأخيره لإجازة الربيع المقبلة كأقصى حد, لكن البنت رافضة، نريد الشاب الآخر ولا نريد أن نخسره فعرضنا الفكرة على أختها الأصغر منها 14 سنة التي رحبت بعد تردد وأيدتها إحدى صديقاتها وقالت لا تفرطين فيه مادام أهلك يستشيرونك, الآن البنت الصغرى موافقة لم يبق إلا عرض الفكرة على أهل الشاب حاولت أستشير من حولي فيقولون البنات صغار وحينما ننظر لحديث النبي صلى الله عليه وسلم, الذي يحث على الزواج, فالأب يؤيد الزواج المبكر لحالة المجتمع الآن وانفتاحه بينما لا يرى في ابن أخيه كفاءة .. يرى أنه صغير وسفيه ويؤيد ويريد الشاب الآخر لما يمتاز به من كفاءة .. هنا أنا محتارة نريد منكم الاستشارة.
أختي الفاضلة الشاب والشابة هم من وصلوا إلى حد البلوغ، سواء بالسن بأن أكمل 15 سنة أو بأي سبب من أسباب البلوغ, والشباب هم الموجه إليهم الخطاب النبوي "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" متفق عليه.
الزواج راجع إلى تيسر الأسباب وإلى حسن الترتيب من الناس، والزواج المبكر له إيجابياته فهو تحصل به مزايا كثيرة، ومنها السكون والطمأنينة وراحة الضمير وقرة العين وتأتي معه البركة والخير وهو طاعة لله ورسوله، وفيه صون وعفة للشباب من الانحراف والوقوع في الرذيلة، خاصة في هذا الوقت الذي كثرت فيه الفتن وأسباب الغواية والضلال بوسائل عديدة ومتعددة ونقدر حرصكما واستجابتكما لحديث النبي, صلى الله عليه وسلم, الذي قال فيه: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض" سنن ابن ماجة. وفي المقابل فلا بد من أن نضمن وجود أسباب النجاح في مثل هذا الزواج خاصة فيمن بلغ عمره 15 سنة أو 14 سنة, فهناك ما سيترتب على الزواج من متطلبات مادية أو نفسية اجتماعية وفي هذا الزمن أصبحت الحياة مكلفة وصعبة وليست بالأمر اليسير في غالبها إلا من وفقهم الله في ذلك، والزواج لا بد له من أخذ وعطاء. والفتاة بعد زواجها لا بد لها أن تجهد نفسها أمام مسؤوليات الزواج المتعددة فلا بد أن تكون على قدر من المسؤولية، كما أن صغر السن قد ينقصها الكثير من المهارات والمعلومات, إضافة إلى قلة النضج الجسمي والعقلي, وأيضاً في مرحلة الصغر ما زالت الفتاة متقبلة للعواطف والآراء ولا تزال حاجاتها العميقة العاطفية والتربوية دون إشباع ويخشى مع قلة قدراتها أن يكون عطاؤها العاطفي لزوجها وأطفالها قليلا مما قد يولد المشكلات لها ولزوجها ولأطفالها فيما بعد، فلا بد للإنسان أن يكون على درجة كافية من الإشباع والتوازن قبل أن يستطيع أن يعطي (رجلاً كان أو امرأة). أختي الفاضلة إن كان لديكما معرفة تامة بقدرات الفتاة العقلية والجسدية وتناسبها مع الزواج، أو قربكما للزوج ومعرفتكما به وأسرته وقدرتكما على مساعدتهما على تكاليف الحياة وشعوركما ومعرفتكما بنسبة التقارب بين الزوجين وأهلهما فنحن نؤيد هذا الزواج ولعل الله أن يبارك لهما، أما إن كان العكس ولا توجد ضمانات ولا معرفة دقيقة بوضع الزوج وأهله وكون قدرات الفتاة أقل من المطلوب فلا تستعجلوا فهم الآن صغار والخير قادم بإذن الله. أسأل الله العظيم أن يريكما صلاحها وصلاح ذريتهما إنه على كل شيء قدير.
نستقبل أسئلتكم على:
جوال: 00966552298888 (فقط للاستشارات )
هاتف الاستشارات الأسرية: 0096612297777
هاتف الإصلاح الأسري عبر المقابلة للحجز: 0096612293333 تحويلة 600
فاكس المشروع: 0096612298888
بريد إلكتروني: [email protected]
موقعنا على الإنترنت: www.alzwaj.org

الأكثر قراءة