Author

فوائد الزيارات "المسمومة" !

|
(زيارة مسمومة بكل معنى الكلمة) بهذه العبارة وصف مدير الشؤون الاجتماعية في منطقة مكة المكرمة الدكتور علي الحناكي، زيارة وفد الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان لدار الملاحظة، في لقاء أجرته معه إحدى الصحف السعودية قبل أيام. وسر سمّية الزيارة -بحسب رأي الحناكي- يتمثل في أن الأحداث القاطنين في الدار أصبحوا متمردين بعد أن وزع مشرف جمعية حقوق الإنسان الدكتور حسين الشريف رقم هاتفه المحمول عليهم، لإبلاغه عن أي شكوى أو مخالفة، حتى إن بعضهم أصبح يهدد المراقبين والمسؤولين في الدار بنقلهم أو الخصم من مرتباتهم، إذا وجد تقصيرا في متابعتهم! ويتضح من طرح الدكتور أنه يعتبر اعتراض هؤلاء الأطفال المساكين على التقصير في إعطائهم حقوقهم من قبل موظفي الدار "تمرداً" بينما يعد ذلك من أبسط حقوقهم، خصوصاً بعد أن كشف تقرير جمعية حقوق الإنسان عن الزيارة ما كشف من تقصير لا يمكن السكوت عنه وإن ضايق المسؤولين في الدار للدرجة التي جعلته في نهاية المطاف أشبه بـ "السم"! ولا أخفيكم أنني توقفت كثيراً أمام اعتراض الدكتور على نشر وسائل الإعلام نتائج تلك الزيارة، حيث وصف نشرها بـ "تصفية الحسابات", ولا أعلم حقاً ما هي الحسابات التي من الممكن أن تحتاج إلى تصفية بين جمعية حقوق الإنسان والصحافة من جهة والشؤون الاجتماعية من جهة أخرى! دعوني أخبركم بشيء أعتقد أن الدكتور غفله أثناء إطلاقه هذا الوصف، وهو أن وفد الجمعية الذي زار دار الملاحظة كان مصحوباً بعدد من الصحافيين والمصورين، أي أن الوفد أبرأ ذمته أمام كاميرات الصحافة, كما أنه ومن ناحية أخرى ليس من مصلحته أن يمتدح أداء الدار أو يذمه لأنه باختصار غير مستفيد من هذه العملية ولا توجد حسابات بينه وبين الدار من الأساس، كما يتصور مسؤولوها، وهو تصور يكشف عن عداء تجاه أي جهة رقابية للدرجة التي يتوهم معها صاحبه أن هذا العداء عملية تفاعلية بين طرفين, تستدعي "تصفية الحسابات"! وبعيداً عن الزيارة المسمومة لم يخفِ مدير الشؤون الاجتماعية في منطقة مكة المكرمة، أن إدارته اكتشفت أن بعض من يعملون في الجمعيات الخيرية يشترطون لتقديم المساعدة للمحتاجين شروطا ما أنزل الله بها من سلطان، منها أن يكون المحتاج ملتحياً، أو أن يحفظ رب الأسرة جزءا من القرآن الكريم، أو لا يملك لاقطا فضائيا (دش أو رسيفر) في منزله، مؤكداً أن الشؤون الاجتماعية لا تقر ذلك أبداً. وهذا أمر يدعوني إلى دعوة الدكتور للقيام بزيارات مكثفة لتلك الجمعيات وأن يوزع رقمه على المحتاجين الواقفين على أبوابها علهم يتمردون على الموظفين ذوي الاشتراطات الغريبة والمخالفة الذين لربما وصفوا بدورهم زيارته لهم بـ "المسمومة"!
إنشرها