جماهير الهلال تصحو وتردد: إلا الكيان يا التائب

جماهير الهلال تصحو وتردد: إلا الكيان يا التائب
جماهير الهلال تصحو وتردد: إلا الكيان يا التائب

يقال: "عند الشدائد تنكشف الأقنعة عن الوجوه"، وهذا الكلام ينطبق على الليبي طارق التائب الذي أظهر قناعه الحقيقي، عندما أدار ظهره إلى كل من وقف معه منذ وطئت قدماه في العاصمة السعودية الرياض بعد أن اهتزت صورته مع ناديه السابق غازينتاب التركي، وانتشله ناديه الهلال من حالة الإحباط التي صاحبته في تلك الفترة، وبدأ بتأهيله من جديد..
التائب.. نجم لا يختلف عليه ولا يشق عليه الغبار، ولكنه بدأ يكتب نهايته مع فريقه الهلال لكرة القدم بيده قبل نهاية الموسم الحالي، بعد أن صاحب أداءه الغرور والتعالي على زملائه اللاعبين والنظر إليهم من برج عاجي، بعد أن أمضى بين صفوفه ثلاثة مواسم، فالمتابع للفريق الهلالي في الموسم الحالي، يلاحظ تغيرا واضحا في أداء اللاعب، مقابلا حب الجماهير بالغرور والتعالي، ما جعلها تتفق إذا كان التائب يعتقد أنه نجم "سوبر ستار" فإن النادي كيان له اسمه ومكانته محليا، إقليميا، وقاريا، ولا يقف عند عطاء لاعب معين، ولا سيما أن كرة القدم تخدم من يخدمها وتعرض عمن يعرض عنها..
بالأمس، كانت الجماهير الزرقاء تقف كلها وبصوت واحد في صف التائب سواء كان على صواب أو خطأ، ولا ترضى أن يمسه أحد بسوء لا من قريب أو بعيد، ولنا في تعاقد إدارة النادي مع البرازيلي نيفيز خير شاهد ودليل، حيث ثارت ثائرتها رافضة التفريط به مهما كانت الأسباب والمبررات، ولكن نظرتها بدأت تتغير الآن، بعد أن بدأ نجمه بالأفول في سماء التغطرس والتعالي والغرور، وأصبح "مزاجيا" لا يلعب إلا أمام الكبار استحقارا للصغار..
نعم، هذه حقيقة نجم غاب عن فريقه جل مباريات الموسم سواء بداعي الإيقاف أو الإصابة حتى وإن إصابته "شوكة" في التدريب قص تذكرته لطبيبه الخاص في تونس غير آبه بطبيب النادي والعيادة الزرقاء التي يقف على سدتها الاستشاري الجزائري علي يقدح، ولم تعهده جماهيره عشاقه كما كان، تارة يقاتل ويحترق من أجل القميص الذي يرتديه، وتارة يقبله، فغاب الاحتراق وغاب التقبيل فتصدع الجدار بين الحبايب..

#2#

وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير، عندما خذل عشاقه في نزال فريقها الأخير أمام الاتحاد والذي خسره بهدفين مقابل هدف، في ختام دوري المحترفين السعودي، مهدرا جهد موسم كامل عندما مال أداؤه إلى الاستعراض والبحث عن "الكوباريات" متخليا عن مهمته صناعة الأهداف، فضلا عن الثقل الذي صاحب أداءه طوال المباريات التي خاضها مع فريقه، وليس المباراة الأخيرة فحسب، وكانت ثالثة الأثافي اعتراضه على مدربه البلجيكي جورج ليكنز وعدم مصافحته إياه بعد تغيره بدخول أحمد الفريدي بدلا عنه، ورفضه الجلوس على دكة البدلاء بعد مغادرته أرض الملعب إلى غرفة الملابس التي ظل بها وحيدا حتى نهاية المباراة.
ففي الموسم الحالي، عانى الفريق الهلالي الأمرين كثيرا، ولا سيما أنه يصارع على جبهات عدة حيث دخل السباق على خمس بطولات، خرج من اثنتين خالي الوفاض، وحقق واحدة "كأس ولي العهد"، ولم تبق أمامه سوى بطولتين كأس دوري خادم الحرمين الشريفين للأبطال، ودوري المحترفين السعودي، فضلا عن إقالة مدربه الروماني كوزمين أولاريو في وقت عسير، وكانت الجماهير تؤمل كثيرا على اللاعبين بعد رحيل مدربها الذي بادلته الحب والعشق، ولكن الأوراق بدأت تتساقط والأقنعة انكشفت..
وبالأرقام، لعب التائب مع فريقه الهلال في الموسم الحالي 16 مباراة فقط من أصل 34 مباراة حتى الآن أي "1041 دقيقة من أصل 3060 دقيقة"، ما يعني أن الفائدة منه لم تكن بالمستوى المطلوب، ولا سيما أنه لاعب محترف، وكان غيابه لأحد سببين إما الإيقاف مطلع الموسم أكثر من شهر ونصف، وإما الإصابة.

الأكثر قراءة