اوباما يدعو لأوروبا أكثر قوة ويعتبر الناتو انجح تحالف في التاريخ الحديث

دعا باراك اوباما الرئيس الامريكي اليوم الجمعة من أجل وجود أوروبا اكثر قوة في الوقت الذي اثني فيه على نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي لقيادته التى يظهرها خلال الصراع الراهن في افغانستان. وقال اوباما عقب محادثات مع ساركوزي في مدينة ستراسبورج الفرنسية "نريد حلفاء اقوياء ، نرغب في امتلاك اوروبا لقدرات دفاعية اقوى .. اننا نتطلع لان نكون رعاة اوروبا .. اننا نتطلع لان نكون شركاء اوروبا". وعقد الرئيسان اول محادثات ثنائية بينهما منذ انتخاب اوباما رئيسا للولايات المتحدة اليوم الجمعة واجتمعا قبيل افتتاح قمة حلف شمال الاطلسي (الناتو) في ستراسبورج ومدينتي كيهل وبادن - بادن الالمانيتين للاحتفال بالذكرى الستين لانشاء التحالف. وقال اوباما "ان الناتو هو انجح تحالف في التاريخ الحديث .. وكانت المقدمة الرئيسية لانشاء الناتو هي امن اوروبا وكذلك امن الولايات المتحدة والعكس صحيح.. ان هذا يمثل دعامة السياسة الخارجية الامريكية". ومضى اوباما في الاثناء على فرنسا وساركوزي لمساهمتهما في جهود ارساء الاستقرار في افغانستان . وقال "لقد كانت فرنسا بالفعل حليفا شجاعا فيما يتعلق بافغانستان... مشيرا الى انهم لم يضطروا لجر فرنسا رغم ارادتها للمشاركة في الحرب في افغانستان ". وقال ان باريس وواشنطن "على نفس الصفحة" فيما يتعلق بافغانستان وشكر ساركوزي على "قيادته المتميزة" في الصراع. وفي الوقت الذي اكد فيه ساركوزي مجددا موقفه بان فرنسا لن تعيد نشر المزيد من القوات المقاتلة الى المنطقة قال ان باريس "مستعدة لبذل المزيد فيما يتعلق بامور الشرطة وقوات الدرك و) مساعدة (الاقتصاد". وسترسل فرنسا 1500 من قوات الدرك الفرنسية الى افغانستان كجزء من بعثة شرطة اوروبية. وقال الرئيس الفرنسي انه مستعد ايضا لمساعدة اوباما في واحدة من المشكلات الشائكة التي تواجهه وهي اغلاق معتقل جوانتانامو بخليج كوبا. وفي رده على سؤال حول استعداد فرنسا لاستقبال بعض من سجناء جوانتانامو الذين يمثلون خطورة بصورة تجعل من غير الممكن اطلاق سراحهم قال ساركوزي "اذا سمح ذلك للولايات المتحدة باغلاق المعسكر ، فان الاجابة هي نعم". واثنى ساركوزي على "روح الانفتاح" الجديدة في واشنطن منذ تولي اوباما السلطة.
وقال "انها اخبار جيدة لان يكون هناك رئيس امريكي يعرف ان العالم لا ينتهي لدى حدود دولته". واشاد اوباما بقرار ساركوزي باعادة بلاده الى هيكل القيادة العسكرية لحلف الناتو ، واصفا فرنسا ب "اقدم حليف واول حليف". وستعود فرنسا رسميا كعضو كامل بالناتو غدا السبت بعد 43 عاما من انسحاب شارل ديجول من القيادة العسكرية للحلف. وكان أوباما وقرينته ميشيل قد وصلا صباح اليوم الجمعة إلى مدينة ستراسبورج الفرنسية للمشاركة في قمة الناتو قادمين من لندن حيث حضر اوباما قمة العشرين. وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وقرينته كارلا بروني في انتظار الرئيس الأمريكي وقرينته ميشيل أوباما للترحيب بهما في مركز مدينة ستراسبورج. يشار الى ان اوباما وساركوزي كانا قد التقيا اخر مرة بشكل مقتضب في باريس صيف 2008 عندما كان اوباما مرشحا رئاسيا يقوم بجولة لعدة عواصم اوروبية. واكد الرئيسان ان اوباما سيعود الى فرنسا في 6 يونيو القادم للمشاركة في احتفالات احياء ذكرى انزال نورماندي عندما غزت قوات الحلفاء فرنسا التي كانت خاضعة لسيطرة النازي عام 1944. واتسمت الأوضاع الأمنية في ستراسبورج صباح اليوم بالهدوء وذلك بعد الاشتباكات التي وقعت أمس على خلفية القمة والتي جرى خلالها القبض على نحو 300 متظاهر. وتم فرض قيود أمنية كبيرة في قلب مدينة ستراسبورج وهو نفس الأمر في مدينة بادن - بادن. ولا يزال 105 من مناهضي قمة الناتو قيد الاحتجاز في ستراسبورج وذلك بعد أعمال الشغب التي وقعت الليلة الماضية في المدينة الفرنسية والتي قام خلالها المتظاهرون بتكسير محطات للحافلات وإضرام النيران في حاويات للقمامة. وبدت مدينة بادن - بادن صباح اليوم مثل الحصن العسكري حيث تم رفع الإجراءات الأمنية لأقصى درجة قبل وصول الضيف الأمريكي كما خضع المارة في بعض الشوارع لعمليات تفتيش صارمة. وكانت الإجراءات الأمنية أكثر تشديدا في قاعة "كورهاوس" التي سيلتقي خلالها كبار زعماء العالم مساء اليوم حيث ستكون في استقبالهم المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل.