مرض البطانة الرحمية يسبب نسبا كبيرة من العقم.. والتنظير البطني من أهم وسائل التشخيص والعلاج

مرض البطانة الرحمية يسبب نسبا كبيرة من العقم.. والتنظير البطني من أهم وسائل التشخيص والعلاج

مرض البطانة الرحمية يسبب نسبا كبيرة من العقم.. والتنظير البطني من أهم وسائل التشخيص والعلاج

د. شكران الجبوري
إخصائية النساء والولادة
مركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي

البطانة الرحمية الهاجرة هي حالة مرضية غير سرطانية، عبارة عن ظهور أنسجة بطانة الرحم في أماكن خارج الرحم مثل المبيض، قناة فالوب، المثانة، الأمعاء، الجلد وغيرها. وتتأثر هذه الأنسجة الهاجرة بالهرمونات التي تفرز من المبيض وخاصة هرمون الاستروجين الذي يؤدي إلى نمو هذه الأنسجة وزيادة سمكها وعندما يقل مستوى الهرمون في الجسم عند اقتراب نزول دم الدورة الشهرية تبدأ هذه الأنسجة بالنزيف وتؤدي إلى حدوث التهابات والتصاقات وعند وجودها في المبيض تؤدي إلى تكوين أكياس دم.
يؤثر هذا المرض في 10 إلى 15 في المائة من النساء في سن الخصوبة ويعد من الأسباب الشائعة لحدوث العقم وآلام الحوض، حيث وجد أن 35 إلى 50 في المائة من النساء المصابات بهذا المرض غير قادرات على الإنجاب وذلك من خلال تأثيره في المبيض بوجود أكياس الدم أو عندما يسبب المرض الالتصاقات في الحوض و حول قناتي فالوب.

آلام الحوض والدورة الشهرية من أهم أعراض المرض
وتكون أعراض المرض كالتالي: ألم أثناء الدورة الشهرية وهو من أكثر الأعراض شيوعا. وألم أثناء الجماع وألم بعد التبرز إذا وجد النسيج الهاجر في الجدار الخلفي وألم أثناء التبول إذا وجد النسيج الهاجر في الجدار الأمامي للمهبل قريبا من المثانة ويسبب دورة شهرية غزيرة، وألم في الحوض إضافة إلى ألم في الظهر والخصر إذا وجد الغشاء الهاجر في الحالب وإسهال وتقيؤ ومغص في البطن إذا وجد الغشاء الهاجر في الأمعاء. وتعد أسباب المرض ما زالت غير معروفة.

عملية التنظير البطني من أهم الوسائل التشخيصية لهذا المرض
والتشخيص يكون بأخذ السيرة المرضية؛ الأعراض المصاحبة إضافة إلى فحص الحوض سريريا الذي يمكن أن يعطي الطبيب احتمالية وجود هذا المرض، أما الفحوص الخاصة بهذا المرض فتشمل:
- عملية التنظير البطني: يعد من أهم الوسائل التشخيصية لهذا المرض، حيث وجد أن 50 في المائة من النساء اللاتي لديهن ألم أثناء الدورة الشهرية وألم في الحوض مصابات بداء البطانة الرحمية الهاجرة عند إجراء عملية التنظير.
- جهاز الألتراساوند المهبلي: ممكن أن يكشف عن وجود أكياس دموية على المبيضين.
ـ الرنين المغناطيسي MRI: يمكن أن يكشف عن أكياس الدم ووجود الأنسجة الهاجرة متناثرة في الأمعاء والمثانة ووجود التصاقات حول المبيض.
- فحص الدم: يمكن أن يكشف عن نوع معين من البروتين يسمى CA125 وغالبا يكون البروتين مرتفعا عند النساء اللواتي وصل المرض لديهن إلى مرحلة متقدمة.

العلاج يشمل طريقتين أما بالدواء أو الجراحة
العلاج لا يوجد شفاء تاما ونهائيا من داء البطانة الرحمية ولكن توجد خيارات للعلاج للتخفيف من شدة المرض.
العلاج الدوائي يعتمد على شكوى المريضة من الألم فتعطى كان الأدوية المسكنة للآلام لتخفف من أعراض المرض خاصة ألم الدورة الشهرية. والعلاج الهرموني ويشمل حبوب منع الحمل وهرمون الإندروجين ويوجد على شكل حبوب تسمى danazol ويتم تناوله لفترات طويلة قد تصل لأشهر.
هرمونات تعرف بـ GNRH analogue وتوجد على شكل إبر تحت الجلد أو إبر في العضل أو على شكل بخاخ أنف.
وإذا كان الشكوى من تأخر الحمل فيكون عن طريق المنشطات وطرق المساعدة على الإنجاب.

العلاج الجراحي، ويشمل:
1- المنظار البطني لغرض إزالة البطانة الهاجرة بواسطة الحرارة أو الليزر وإزالة الالتصاقات وأكياس الدم وغالبا ما يستخدم عندما تكون المرأة في سن الخصوبة وترغب في إنجاب الأطفال.
2- استئصال الرحم والمبيض: يستخدم في حالات المرض المتقدمة وعند وجود أعراض شديدة جدا أو أن المرأة لا تريد إنجاب المزيد من الأطفال.

الأكثر قراءة