الدولة تسعى لدمج المعوقين في الحياة الاجتماعية ليصبحوا عناصر منتجة في عملية التنمية

الدولة تسعى لدمج المعوقين في الحياة الاجتماعية ليصبحوا عناصر منتجة في عملية التنمية
الدولة تسعى لدمج المعوقين في الحياة الاجتماعية ليصبحوا عناصر منتجة في عملية التنمية

أكد الأمير جلوي بن عبد العزيز نائب أمير المنطقة الشرقية،أن اللقاء التشاوري الثاني للجمعيات الخيرية الذي يبحث معوقات عمل الجمعيات الخيرية والجهات المعنية وإيجاد الحلول المناسبة وكذلك احتياجات الجمعيات التدريبية والتأهيلية ودور الإعلام في دعم قضية الإعاقة يأتي من أجل سبل تحسين حياة المعوقين، ودمجهم في الحياة الاجتماعية، ليصبحوا عناصر فاعلة ومنتجة في عملية التنمية.
وأوضح الأمير جلوي بن عبد العزيز في الكلمة التي ألقاها الثلاثاء الماضي, نيابة عن الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية، خلال اللقاء التشاوري الثاني للجمعيات الخيرية في الدمام، الذي تنظمه جمعية ومركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية وجمعية سيهات للخدمات الاجتماعية، أن بحث هذه المواضيع يعتبر خطوة ناجحة في الطريق نحو تبادل الخبرات والتجارب والمنافع بين الجمعيات الخيرية والقطاعين الحكومي والأهلي، وذلك تمشيا مع توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز، في دعم قضية الإعاقة لإيجاد حياة كريمة، وتوفير بيئة ملائمة للمعاقين، ،حيث يأتي هذا اللقاء ليؤكد هذا الاهتمام والرعاية من الحكومة الرشيدة.
وقال الأمير جلوي: "لا ننسى الدور الرائد الذي يقوم به الأمير سلطان بن سلمان في دعم هذه الفئة الغالية على قلوبنا، والاهتمام بهم وتسهيل جميع العقبات التي تواجه أبناءنا المعاقين وأسرهم ومساعدتهم على الاندماج الكامل في المجتمع"، معربا عن شكره للأمير سلطان بن سلمان على توجيهه لتنظيم هذا اللقاء في المنطقة الشرقية، وحضوره اللقاء.
من جهته طمأن الأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس إدارة جمعية ومركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة في بداية الكلمة التي ألقاها, الحضور على صحة الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وأنها على خير ما يرام، داعيا الجميع للمشاركة وحضور المؤتمر الدولي الثالث لأبحاث الإعاقة الذي يرعاه ولي العهد في مدينة الرياض.

#2#

وثمن الأمير سلطان بن سلمان ما تلقاه الجمعيات الخيرية من الرعاية والدعم الذين تقدمها الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي عهده، ودعم رجال المال ومحبي الخير، والتي تجسد روح التكافل والتراحم في المجتمع السعودي، مشيرا إلى أن اهتمام السعودية بقضية الإعاقة وصل درجات ومراحل كبيرة تجاري كثيرا من دول العالم بشهادة عديد من المنظمات الدولية في هذا المجال.
وأبان الأمير سلطان بن سلمان أن العمل الخيري في مجال الإعاقة اتسع وامتد في طول البلاد وعرضها، وبالتالي اتسعت معه قطاعات المستفيدين، منوها أن اللقاء يوفر فرصة جيدة للتواصل بين المسؤولين في مجال الإعاقة ، وبما يعكس الدور التكاملي بين القطاعين الأهلي والحكومي، موضحا أن هذا اللقاء يبحث عن آفاق جديدة للخدمات المقدمة وتنمية موارد الجهات الخيرية بما يتناسب وأدوارها المستقبلية والطموحات المنعقدة عليها.
ولفت الأمير سلطان إلى أن اللقاء يهدف إلى تبادل الخبرات والتعرف على القدرات والخدمات والاحتياجات ووضع إطار تنسيقي متكامل بين الجمعيات، داعيا الجميع إلى بذل مزيد من الجهد واحتساب الأجر والثواب من وراء العمل في الميدان الخيري عند الله.
وقال الأمير سلطان في كلمته "أشكر الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية على موافقته لاستضافة المنطقة لهذا اللقاء، وأشكر الأمير جلوي بن عبد العزيز نائب أمير المنطقة الشرقية على حضوره اللقاء ،كما أشكر الدكتور يوسف العثيمين وزير الشؤون الاجتماعية على جهوده ومشاركته في اللقاء، وأشكر القائمين على هذه الجمعيات وجميع القطاعات الأخرى على تفاعلهم وحضورهم اللقاء".
وأشار الأمير سلطان بن سلمان في تصريحه للصحافيين إلى أن اللقاء يناقش قضايا محددة للوصول إلى توصيات محددة يتم تنفيذها، وقال: "المجلس الأعلى للمعاقين الذي صدر بقرار ضمن النظام الوطني لرعاية المعاقين، والمجلس التنسيقي للجمعيات الخيرية، يخدم العمل الرسمي والتنسيق بين المؤسسات والجمعيات الخيرية المعنية في الإعاقة، موضحا أن من بين التوصيات التي ستصدر عن اللقاء توصية تتعلق بتطبيق برنامج الوصول الشامل من قبل أمانة المنطقة الشرقية، وهو تهيئة جميع المواقع لاستقبال المعاقين وتوفير المواقع الخاصة بهم.
وذكر الأمير سلطان بن سلمان أن مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة, الذي يضم في عضويته أكثر من 110 من الأعضاء المؤسسين، يعنى بكثير من الأبحاث المتعلقة بالإعاقة، كما أن هناك المؤتمر الثالث لأبحاث الإعاقة الذي سيقام الأسبوع المقبل تحت رعاية الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، مبينا أن المركز يتعاون في أربع دراسات رئيسة متخصصة ودقيقة تتعلق بالإعاقة الحركية يجريها المركز مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، ومستشفى الملك فيصل التخصصي، والجامعات العالمية، تتعلق بالخلايا الجذعية، كما وقع المركز عددا من الاتفاقيات مع جهات تمويلية مثل بنك التسليف، ومجموعة من الجامعات العالمية.
وألمح الأمير سلطان إلى قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما, الذي صدر أخيرا بالسماح بإجراء أبحاث بشكل واسع في مجال الاستفادة من الخلايا الجذعية، وقال إن هذه الدراسات على قدر كبير من الأهمية خصوصا الخلايا الجذعية في مساعدة الأشخاص المصابين بالشلل.
وفي السياق ذاته أكد الدكتور يوسف العثيمين وزير الشؤون الاجتماعية، أن الدولة أولت العمل الخيري عامة وجمعيات المعوقين خاصة جل اهتمامها، وساعدت على إنشاء الجمعيات الخيرية المنتشرة في مناطق السعودية، وقدمت لها الإعانات المادية والفنية، كما أولت المعوقين على اختلاف إعاقاتهم عناية خاصة، وتوسعت في إنشاء مراكز التأهيل الشامل، والتأهيل الاجتماعي، ومراكز الرعاية النهارية للمعوقين من الجنسين في مختلف مناطق السعودية، وتجهيزها بأحدث الأجهزة المناسبة، إضافة إلى تطوير برامج التأهيل المهني بما يتفق مع احتياجاتهم وظروفهم، وبما يهيئهم لحياة كريمة مستقرة، كما أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قبل عدة أشهر برفع الإعانة المقدمة للمعوقين بما نسبته 100 في المائة، من أجل تمكين الأسر من تلبية احتياجات المعوق ولوازمه.
وخلال حديثه للصحافيين عقب اللقاء قال الدكتور العثيمين إنه لا يوجد ما يمنع ترشح المعاقين لعضوية مجلس إدارة الجمعيات الخاصة بهم، متسائلا لماذا لم يرشحوا معوقين يمثلونهم في مجالس إدارات الجمعيات التي تقدم الخدمات للمعاقين؟
وتطرق العثيمين إلى صعوبة فرض قرارات معينة على الجمعيات من حيث التمثيل في مجلس الإدارة أو غيره، لأن ذلك ينافي الهدف من إنشاء هذه الجمعيات التي تعتبر من مؤسسات المجتمع المدني.
وقال العثيمين: "إن وزارة الشؤون الاجتماعية ترعى 100 ألف معوق جميعهم يتمتعون بكامل الإعانات التي تقدمها الحكومة لهم على مستوى السعودية، مشيرا إلى أن قرار خادم الحرمين الشريفين برفع إعانة المعاقين إلى 100 في المائة سيسهم كثيرا من التخفيف من معاناتهم، نافيا أن يكون هناك حالة إعاقة واحدة على قائمة الانتظار في الحصول على الإعانات المقدمة من قبل الوزارة.
وأضاف العثيمين أن التوجه الجديد للوزارة هو تمكين الجمعيات المهتمة بقضايا المعوقين من تقديم الخدمات لهم بعد أن تقدم الوزارة الدعم المالي والفني لهذه الجمعيات.
من جهته أبان الدكتور طلعت وزنة مدير الخدمات الطبية في وزارة الشؤون الاجتماعية، أن قضايا تأخر تسليم الأجهزة السمعية والبصرية والحركية للمعوقين ستنتهي خلال أسبوعين، حيث تقوم الوزارة بترتيبات جديدة في هذا الجانب تتضمن إنشاء مستودعات للأجهزة السمعية ومرفق بها عيادة طبية لتقييم حالة المعاق، إضافة إلى مستودع آخر للكراسي والأسرة وغيرها من الأجهزة التي يحتاج إليها المعاق.
وأوضح وزنة أن أمام الجهات الحكومية الصحية والمهنية والقانونية والرياضية ومختلف الوزارات، مدة ستة أشهر لتغيير أنظمتها بما يناسب الاتفاقية الدولية التي انضمت لها السعودية، وتعريف المعاق ضمن أدبياتها وأنظمتها "بالشخص ذوي الإعاقة"، مشيرا إلى أن كثيرا من حالات الإعاقة الموجودة في المراكز يمكنها أن تتلقى الرعاية الأسرية في المنزل، إلا أن الأسر تحتاج إلى إعانة في مسألة التدريب على كيفية رعاية المعاق، وتدريب المعاق على كيفية التعايش مع إعاقته، لافتا إلى أن التفاوت في الدعم بين جمعية وأخرى يكون على أساس البرامج التي تقدمها الجمعيات ومدى فاعلية هذه البرامج.
يشار إلى أن اللقاء التشاوري الثاني للجمعيات الخيرية شارك فيه أكثر من 100 عضو يمثلون أكثر من 25 جمعية خيرية من مختلف مناطق السعودية، إلى جانب عديد من الجهات المعنية بخدمات المعوقين، بهدف توثيق العلاقة بين الجمعيات والمؤسسات المعنية بخدمات المعوقين، ودراسة أوضاعها والمعوقات التي تعترض عملها، وإيجاد الحلول المناسبة لها، وتنسيق ما تقدمه من خدمات في مجال الإعاقة، حيث بدأت أولى جلسات اللقاء بمناقشة عدد من المحاور التي تضمنت احتياجات الجمعيات التدريبية والتأهيلية، البرامج التدريبية القائمة، الاحتياجات المستقبلية لتطوير البرامج التدريبية، تجارب تدريبية ناجحة، والتدريب على رأس العمل وناقشت الجلسة الثانية معوقات عمل الجمعيات الخيرية وإيجاد الحلول المناسبة، تجارب الجمعيات المستفادة في تذليل الصعوبات، دور التكافل وتوحيد الجهود في تذليل المعوقات. والدور المطلوب من القطاعين الحكومي والخاص في تذليل المعوقات،أما الجلسة الثالثة والختامية فناقشت دور الإعلام في دعم قضية الإعاقة، وعي المعوقين بقضيتهم، دور الإعلام في متابعة ما يتعلق بالمعوقين وتوعية مجتمعاتهم، نظرة المعوقين تجاه وسائل الإعلام وما يتم تناوله عنهم، وتفعيل دور الإعلام والصحافة المتخصصة لتولي دور أكبر يخدم المعوقين.

الأكثر قراءة