مبارك: تبرع خادم الحرمين نواة لتعبئة المساهمات العربية والدولية

مبارك: تبرع خادم الحرمين نواة لتعبئة المساهمات العربية والدولية

دعا المشاركون في مؤتمر إعادة إعمار غزة في بيانهم الختامي الذي تلاه وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أمس إلى "الفتح الفوري والكامل وغير المشروط لكل معابر إسرائيل مع قطاع غزة".
وأضاف البيان أن المشاركين اعتبروا ان تحقيق المصالحة الفلسطينية والتهدئة متطلبان ضروريان" لإنجاز جهود إعادة إعمار غزة.
وكان الرئيس المصري حسني مبارك قد افتتح أعمال المؤتمر الذي عقد بحضور رؤساء ووزراء خارجية وأعضاء وفود نحو 87 دولة ومنظمة ومؤسسة مالية إقليمية ودولية.
وترأس وفد المملكة إلى الاجتماع الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية الذي دعا الأشقاء الفلسطينيين إلى احتواء الخلافات الداخلية وتغليب المصالح الوطنية وحماية الوفاق الوطني واللجوء إلى الحوار لحل الخلافات حفاظاً على وحدة الشعب الفلسطيني واستقلالية قراره السيادي باعتبار أن ذلك هو الطريق إذا ما أراد الشعب الفلسطيني تحقيق تطلعاته وآماله ودعم المجتمع الدولي لهذه الإرادة.
ونقل الأمير سعود الفيصل في كلمته أمام جلسة العمل الأولى للمؤتمر تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود لأخيه الرئيس محمد حسني مبارك رئيس مصر على الجهود التي بذلتها مصر الشقيقة لدعم الشعب الفلسطيني ومنها تنظيم هذا المؤتمر.
وعبر عن سعادة المملكة لتوصل الأشقاء في السلطة الفلسطينية وفي حماس والفصائل الفلسطينية برعاية مصرلإيجاد حل للخلاف الفلسطيني - الفلسطيني ليعود الصف الفلسطيني كلمة وموقفا واحدا موحدا، مؤكدا استعداد المملكة كما هي دائما للمساهمة الفاعلة في كل ما يمكن لتحقيق التطور والنماء لفلسطين والشعب الفلسطيني الشقيق.
وقال وزير الخارجية إن العدوان الإسرائيلي الهمجي والوحشي الأخير على قطاع غزة خلف مآس إنسانية وأوضاعاً اقتصادية قاسية وفاقم هذا العدوان ما يعانيه الشعب الفلسطيني أصلا من أوضاع مأساوية جراء استعمار ظالم حيث تعطلت التنمية الاقتصادية الفلسطينية بسبب استمرار الحكومة الإسرائيلية في تعسفها وسياستها الاستيطانية التي فرضت حصارا جائرا وإغلاقا للمعابر ومصادرة مستمرة للأراضي الفلسطينية وجعلت السلام المنشود أبعد منالا وأضحت معه المفاوضات بلا معنى حقيقي وتتعارض تماما مع كل ما اتفق عليه من مؤتمر أوسلو وحتى مؤتمر أنابوليس.
وقال إنه تجسيدا لنهج الدول العربية الساعية للسلام الشامل والعادل والدائم فقد أطلقت مبادرة السلام العربية في قمة بيروت عام 2002 ولم تجد أي تجاوب من إسرائيل والتي كان عليها كما قال خادم الحرمين الشريفين أن تدرك أن الخيار بين الحرب والسلام لن يكون مفتوحا في كل وقت وأن مبادرة السلام العربية المطروحة على الطاولة اليوم لن تبقى عليها إلى الأبد.
وقال إن المملكة وانطلاقا من مبادئها الثابتة في مساعدة ودعم الشعب الفلسطيني الشقيق لم تأل جهدا في تقديم جميع أوجه الدعم الحكومي والشعبي الممكنة للفلسطينيين حكومة وشعبا سواء من خلال الأطر الثنائية أو عبر الصناديق والمؤسسات التنموية الإقليمية والدولية وجهودها في هذا الصدد مستمرة وهي تنفذ بكل جدية ومصداقية كل التزاماتها تجاه الشعب الفلسطيني ومن ذلك ما قدمته من دعم إغاثي متنوع إثر العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة شمل المستلزمات الطبية ونقل الجرحى والمصابين بطائرات الإخلاء الطبي إلى مستشفيات المملكة لمعالجتهم والتكفل بنفقتهم ونفقة مرافقيهم كما صدرت توجيهات خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بإطلاق حملة تبرعات إغاثة الأشقاء الفلسطينيين حيث بلغت التبرعات حتى الآن أكثر من 228 مليون ريال سعودي.
وأضاف: "ويأتي ما أعلنه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز خلال قمة الكويت الاقتصادية والتنموية والاجتماعية بتقديم منحة بمليار دولار أمريكي مساهمة في جهود إعادة الإعمار استمرارا لهذا النهج المبدئي الثابت وسيتم تقديم هذه المساهمة عن طريق الصندوق السعودي للتنمية وسيقوم الصندوق بالتنسيق مع الجهات المانحة الأخرى في إطار الآليات المعتمدة في هذا الشأن كما يأتي في هذا السياق ما أطلقته دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من برنامج لإعادة إعمار غزة الذي نتطلع أن يسهم في تنسيق ومتابعة التنفيذ عبر المشاريع التي يتم تمويلها عن طريقه.
وشدد الأمير سعود الفيصل على أن إعادة الإعمار لن تكون مجدية ومفيدة في ظل افتقاد الأمن والاستقرار وأنه من غير المقبول أو المعقول أن يتم الإعمار وتأتي إسرائيل لتدمر ما بني وتحيله ركاما، مطالبا المجتمع الدولي بتحميل إسرائيل التبعات القانونية والمالية لعدوانها وعدم النظر بمعايير مزدوجة.
واختتم وزير الخارجية كلمته بتوجيه الشكر لكل من بذل جهدا في الإعداد والتنظيم لهذا المؤتمر والمشاركين فيه، معربا عن أمله في أن ينجح المؤتمر في حشد الدعم المنشود لإعادة إعمار غزة ويسهم في إزالة جميع المعوقات أمام الإسراع في مد يد المساعدة للشعب الفلسطيني وتخفيف معاناته الإنسانية ومن أهمها رفع جميع إجراءات الحصار الإسرائيلية وتسهيل جهود إعادة الإعمار وتوفير ما يحتاج إليه الشعب الفلسطيني الشقيق من دعم ومؤازرة تسهم في مساعدته لتجاوز محنته الإنسانية والاقتصادية وإعادة بناء اقتصاده وتحقيق تطلعاته.
من جهته، نوه الرئيس المصري في كلمته الافتتاحية بالمساهمة السخية التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والتي تقدر بمليار دولار مقدمة من المملكة للمساهمة في إعمار قطاع غزة، مشيرا إلى أنها يمكن أن تمثل نواة لتعبئة المساهمات العربية والدولية المطلوبة لإعادة إعمار القطاع.
من جانبه أعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أمس أن المشاركين في المؤتمر عدوا بتقديم أربعة مليارات و481 مليون دولار للفلسطينيين. وقال أبو الغيط في ختام المؤتمر الذي عقد بمشاركة نحو 70 دولة في المنتجع المصري "جمعنا أمس أربعة مليارات و481 مليون دولار، تضاف إلى تعهدات سابقة، فيبلغ إجمالي المبلغ خمسة مليارات و200 مليون دولار"

الأكثر قراءة