سوق الأسهم تختار مسار الهبوط والمحكّ عند 4450 نقطة

بدأنا مطلع هذا الأسبوع ونحن نعلم فنياً أن مؤشر السوق سيكون مُجبراً على تحديد مساره ولن يُراوغ أكثر من هذا كما كان قد فعل في الأسابيع الماضية، وكان عنوان تقريري الذي نُشر يوم الجمعة الماضي هو "الأسهم السعودية مجبرة على تحديد مسارها الأسبوع المقبل"، عنونته هكذا عنوان بهدف تحفيز القارئ على مراقبة السوق مراقبة لصيقة إذ إننا اقتربنا من لحظة حسم، وقد استندت في قولي هذا على مؤشر "بولينجر باند" الفني.
إن هبوط مؤشر السوق مطلع الأسبوع كان تلميحاً منه على نواياه ثم أعقبه بتأكيد لاتجاهه وذلك بالهبوط الحاسم والقوي يوم الثلاثاء، نعم هبوط قوي بمقدار 219 نقطة سُحق فيه علية القوم من الأسهم القيادية قبل غيرها، وهذا التراجع هو ثاني أكبر تراجع للمؤشر في يوم واحد خلال العام الجاري، نعم لقد اختار مؤشر السوق اتجاهه ولكن هذا لا يمنع من القول إن الهبوط القوي والسريع ليس مُبرراً، ومثلما نرى أن الارتفاع السريع مذموم فإن الهبوط القوي هو أيضاً مذموم ومشؤوم.
مع استغرابنا من سرعة الهبوط إلا أننا نؤكد على عرف أساسي في التحليل الفني وهو أن اتجاه السوق دائماً على حق ولا تعترض عليه بل اتبع مسارات السوق وغير وضع محفظتك، والسبب أن هذه الحركة دائما حقيقية وتُخفي خلفها أموراً قد لا تبدو واضحة الآن لكل المُتداولين بل لبعضهم وستتجلى الحقيقة بعد حين.

الأسبوع الحالي

انتهت تداولات هذا الأسبوع على تراجع من مؤشر السوق للأسبوع الثاني على التوالي بنسبة 4.9 في المائة مُغلقاً عند 4542.1 نقطة، وسجلت جميع القطاعات انخفاضاً بينما تميز عنها قطاع الأسمنت بارتفاعه بنسبة 4.04 في المائة وكذلك بارتفاع طفيف من قطاع الطاقة، وكان أكثر القطاعات انخفاضاً البتروكيماويات بضغط قوي من سهم "سابك" الذي هبط دون سعر 40 ريالا لأول مرة منذ آذار (مارس) لعام 2004. جدير بالذكر أنه خسر من سعره 23.7 في المائة منذ بداية العام الحالي في وقت حققت فيه أسهم صغيرة 80 في المائة من الارتفاع، وهنا تبرز فائدة المتاجرة بالأسهم استناداً إلى اتباع مسار حركة السهم باستخدام التحليل الفني.

لماذا الهبوط؟

نحن نُبرر حركة السوق من الناحية الفنية، ومن هنا سيكون جوابنا عن سبب الهبوط بتبرير فنيّ بحتّ لا يستند إلى أرقام أو قوائم مالية إطلاقاً، لقد أوضحت في التقرير المنشور الأسبوع الماضي أن الوضع الفني لمؤشر السوق يُنبئ بأنه أصبح مُجبراً على تحديد مساره هذا الأسبوع بسبب قيام مؤشر "بولينجر باند" الفني بمُحاصرة واضحة لمؤشر السوق مما سيُجبره على اختيار مسار واضح إما الارتفاع وإما الهبوط، وهنا أقتبس نصاً من تحليلي للأسبوع الماضي لمزيد من الإيضاح وإظهاراً للبيّنة، حيث قلت "أمامنا نقطتان يجب ألا يهبط دونهما مؤشر السوق، الأولى هي: مستوى 4681 نقطة، التي جاءت من وجود الحد السفلي لمؤشر "بولينجر باند" ذي انحراف معياري بمقدار 2"، أي أني استنبطت نقطة 4681 من وجود الحدّ السفلي لمؤشر "بولينجرباند"، عند هذه النقطة بعد إغلاق الأربعاء قبل الماضي.
ما رأيناه من هبوط مطلع الأسبوع كان علامة فارقة ولافتة وجب الانتباه إليها إذ إن مؤشر السوق كان يستهل تداولاته على ارتفاع في كل يوم سبت خلال الأسابيع الأربعة الماضية بينما هبط السوق هذا السبت على غير عادته وكان هذا بمثابة تلميح واضح من مؤشر السوق خاصة أن الوضع الفني للأسهم القيادية غير مُطمئن، وبعد التلميح أعلن مؤشر السوق يوم الثلاثاء عن وجهته بكل صراحة وذلك بهبوطه هبوطاً لا يرحم سحق فيه كثيرا من الأسهم مُبتدئاً بعليّة القوم فهبط سهم "سابك" 9.7 في المائة أكبر شركات السوق حجماً وسهم "الراجحي" 8.04 في المائة وهو السهم الأكثر تأثيراً في السوق بسبب وزنه في تركيبة مؤشر السوق الحر، بينما كانت هناك أسهم صغيرة تُحقق ارتفاعات مُجزية أو هبط بعضها بتعقل وهدوء، مما يعني تمسك أصحابها بها.

المحكّ عند 4450

إن هبوط مؤشر السوق بقوة يجعل من المتجه الصاعد الداعم الأقرب وهو يقف حالياً وحتى إغلاق الأربعاء الماضي عند مستوى 4450 نقطة كما هو موضح في الشكل (1)، نقول إن مستوى 4450 نقطة هو محّك مهم لوضع مؤشر السوق لأنه متجه صاعد ذو أمدّ أطول بدأ منذ الرابع والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وقد تمكن هذا المتجه الصاعد من دعم مؤشر السوق في العشرين من كانون الثاني (يناير) الماضي.
من هنا يتضح أن مراقبة مستوى 4450 نقطة في الأسبوع المقبل مهمة جداً وقد يرتد مؤشر السوق منها أو يبقى عندها لفترة، إذا ما تم كسر مستوى 4450 نقطة فراقب مؤشر السوق عند مستوى 4223 نقطة بسبب وجود مستوى دعم أفقي أتى من تكون قاع في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي كما هو مبين على الرسم البياني في شكل (1).
#2#
نموذج مثلث مُتطابق

حركة مؤشر السوق المُبينة في شكل (1) ما زالت تحمل في طياتها ما يدعو للتأمل، حيث يبدو أن هناك مجالا لأن يُكمل مؤشر السوق تكوين نموذج "مثلث مُتطابق الساقين"، وهو نموذج استمراري يدلّ على أن اتجاه حركة السعر قد توقف بعض الوقت وأنه سيستأنف مساره واتجاهه الأصلي في وقت لاحق عند كسر أحد أضلاع هذا المثلث.
ذكرت كلمة الاتجاه الأصلي والمقصود بها هو الاتجاه الذي كان عليه مسار مؤشر السوق قبل تكون هذا النموذج، لذلك نقول إن نموذج "مثلث مُتطابق الساقين" هو نموذج استمراري أي أنه سينتج عنه استمرار للحركة السابقة قبل تكون هذا المثلث، ويحتاج هذا النموذج إلى تكوين قمتين وقاعين داخل المثلث حتى يُمكننا القول إن النموذج صحيح.
الوضع الحالي لمؤشر السوق أنه لم يتكون بعد القاع الثاني اللازم لرسم الضلع السفلي للمثلث، ولو تمكن مؤشر السوق من الارتفاع في الأسبوع المقبل فإن هذا يعني تكون هذا القاع الثاني وقد رسمت حول القاع الثاني دائرة صغيرة في شكل (1) كدلالة على أن القاع لم يتكون بعد ونحن سنترقبه خلال الأسبوع المقبل.
نعلم أن الحركة الأصلية لمؤشر السوق هي الهبوط، فعندما توقف مؤشر السوق عن الهبوط في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) فكان بشكل مؤقت وبدا يرتفع ويهبط ليُكون نموذج "مثلث مُتطابق الساقين"، وسيستأنف مؤشر السوق هبوطه عندما يقوم بكسر الضلع السفلي لهذا المثلث أي يُغلق مؤشر السوق نهاية اليوم تحت قيمة الضلع السفلي وبحجم تداول عال كتأكيد، ومن الخطأ أخذ أي قرار لمحفظتك بناءً على هذا النموذج حتى يتكون بشكل أكيد ويتحقق شرط كسر أحد أضلاعه، وسنؤجل الحديث عن هدف هذا النموذج بعد أن تتم عملية كسر الضلع السفلي التي آمل أن نتجنبها.

ضعف الحركة

بالنظر إلى مؤشر السوق في شكل (1) يتضح ضعف حركته بسبب أنه موجود تحت متوسط حركة 10 و20 يوما منذ السابع عشر من كانون الثاني (يناير)، كما أن التقاطع السلبي بين متوسط حركة 10 و20 يوما الذي ظهرت بوادر حدوثه يوم الأحد الماضي دلّت على قرب مزيد من الهبوط ولكن ليس بالضرورة تدل على قوة الهبوط كما حدث يوم الثلاثاء.
#3#
لمزيد من الإيضاح استخدمت الرسم البياني في شكل (3) ووضعت فيه مؤشرين من "بولينجر باند" فالأول لونه أحمر وانحرافه المعياري قيمته واحد، والثاني ذو انحراف معياري قيمته اثنين وأرجو التركيز على الحد السفلي لمؤشر "بولينجر باند" وقد تركت الحدود العلوية لمؤشر "بولينجر باند" بشكل منقط لأنها لا تهمنا حالياً.
#4#
الدليل الفني على أن مؤشر السوق بدأ يجنح للهبوط بينته على الرسم البياني في شكل (3) هو أن مؤشر السوق أغلق يوم السبت الماضي تحت مستوى 4681 نقطة وهي مكان مؤشر "بولينجر باند" الأول يوم الأربعاء قبل الماضي، وكانت هذه أول إشارة على توجهه نحو الهبوط، وعندما هبط تحت الحد السفلي لمؤشر "بولينجر باند" الثاني ذو انحراف معياري قيمته اثنين أصبحت نزعة الهبوط لدى مؤشر السوق أوضح.
كما أن مؤشر Parabolic SAR أعطى إشارة سلبية وهو المؤشر الذي تحدثنا عنه في التقرير الأسبوعي الماضي، كانت قيمة مؤشر Parabolic SAR حتى إغلاق يوم الإثنين هي عند 4560 نقطة وبعد هبوط الثلاثاء وإغلاقه تحت هذه النقطة التي أعطانا إياها مؤشر Parabolic SAR أصبح الاتجاه نحو الهبوط أكيد ونرى على الرسم تحول مؤشر Parabolic SAR من أسفل مؤشر السوق إلى أعلى منه.

يوم السبت

سنبني توقعنا لحركة السوق يوم السبت المقبل باستخدامنا للرسم البياني لحركة مؤشر السوق لكل خمس دقائق كما في شكل (4) وأنصحك بوضع الرسم البياني لكل خمس دقائق أمامك عند بدء التداول يوم السبت لتتعرف على ملامح الحركة المبدئية للسوق، يتضح لنا أنه بعد الهبوط القوي الذي قام به مؤشر السوق يوم الثلاثاء بدأ مؤشر السوق يعود للارتفاع وتقليص خسائره بعد ظهر الثلاثاء، بل إنه ارتفع في أول خمس دقائق من تداول يوم الأربعاء ثم سار بشكل أفقي وعاد للهبوط تدريجيا ليكسر المتجه الصاعد الذي تكون كما في شكل (4).
#5#
راقب يوم السبت مستوى 4550 نقطة كمقاومة فإذا نجح في الارتفاع فوقها فسيستمر في الصعود حتى يأتي لمواجهة المتجه الهابط عند مستوى 4580 نقطة الذي سيتغير قيمته على الرسم مع مرور التداولات كل خمس دقائق، راقب يوم السبت أيضاً مستوى 4517 نقطة كدعم فعند هبوط مؤشر السوق تحت هذه النقطة فإنه سيتبعها هبوط آخر قُرب 4473 نقطة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي