Author

إلى سمو وزير التربية والتعليم

|
تهنئة من القلب يا سيدي .. بالثقة الملكية .. هذا هو السطر الأول في هذه الرسالة إليك .. ولكن السطور التالية ثقيلة الدم .. لأنها ستتحدث عن واقع التعليم الأليم في بلادنا الغالية .. إننا نريد منك الكثير ونريد أن نقلب صفحة الماضي ونبدأ صفحة جديدة .. ولكننا لا نريد أن نقلب الصفحة ونبدأ من أول السطر إلا بعد أن نحدد قدر الإمكان سلبيات الماضي حتى لا تتكرر .. ولست بصدد بيان السلبيات كلها فهذا فوق طاقة قلمي المتواضع .. ولكني أركز على موضوع خطف المناهج وأنت تعلم كأب كيف يعود الأولاد من المدرسة فتسألهم عما درسوا هذا اليوم فتسمع العجب .. مدرسون أو مدرسات طبعاً لا يعملون .. يدخلون الحصة فيقولون للتلاميذ ناموا .. نعم يطلبون منهم النوم على مقاعد الدراسة ليناموا هم أيضا على كرسي الأستاذ .. مدرسون أو مدرسات يدخلون الحصة لبعث الرعب في تلاميذهم. ببساطة يحولون النفوس الغضة إلى خشب مسندة .. فالحياة حولهم حالكة السواد .. كل إنجازات الحضارة لا تعنى شيئاً لهم .. واسأل الخبراء والمستشارين إذا صدقوا سيقولون لك إن هذا هو واقع التعليم الحالي في المدارس الابتدائية والإعدادية وربما في الثانوية أيضاً. ولعل سموك قد قرأ أو سمع عن طلبة المدرسة الإعدادية التي اتضح أن التلاميذ فيها لا يقرأون .. أي أنهم امتحنوا ونجحوا وانتقلوا من سنة إلى أخرى دون أن يتعلموا "فك الخط" وليست هي طبعاً المدرسة الوحيدة بل هي نموذج متكرر في أغلب المدارس. إنني اقترح وقد سبق أن اقترحت تركيب كاميرات في الفصول لتسجيل ما يحدث فيها من كسل بعض المدرسين وإهمالهم .. فإذا كان ذلك صعباً أو مكلفاً فنظام تسجيل صوتي يمكن أن يفي بالغرض .. أو إعداد نظام صارم للتفتيش اليومي يتحرى الصدق والأمانة. إن مشكلات التعليم يا سمو الأمير كثيرة ومتعددة ونحن نضع تحت أنظار سموك بعضها وسنضع ما نرصده منها كلما تسنى لنا أن نكتب أو تتوافر المعلومات .. وقد قرأت حديثك عن واقع التعليم في بلادنا وتصميمك على نقلة حضارية تشمل المناهج كما تشمل طرق التدريس .. وسعدت أن وجدت أنك مدرك للمهمة الهائلة التي ستقدم عليها .. أعانك الله يا سيدي فأنت المسؤول الآن عن مستقبلنا كله .. وكل أسرة في "السعودية" تضع أمانتها في عنقك وتدعو لك .. فعلى بركة الله.
إنشرها