منوعات

لجنة نوبل لم تقرأ أعمال نجيب محفوظ .. وتقييم أعمالنا ليس معلقا بها!

لجنة نوبل لم تقرأ أعمال نجيب محفوظ .. وتقييم أعمالنا ليس معلقا بها!

لجنة نوبل لم تقرأ أعمال نجيب محفوظ .. وتقييم أعمالنا ليس معلقا بها!

لجنة نوبل لم تقرأ أعمال نجيب محفوظ .. وتقييم أعمالنا ليس معلقا بها!

لجنة نوبل لم تقرأ أعمال نجيب محفوظ .. وتقييم أعمالنا ليس معلقا بها!

لجنة نوبل لم تقرأ أعمال نجيب محفوظ .. وتقييم أعمالنا ليس معلقا بها!

لجنة نوبل لم تقرأ أعمال نجيب محفوظ .. وتقييم أعمالنا ليس معلقا بها!

وثقت "الاقتصادية" لقاء مع الروائي الطيب صالح وذلك على هامش المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية 21"، الذي نظم خلال شباط (فبراير) 2006 في الرياض، حيث نظمت لقاء أدبيا ضم عددا من المثقفين والأدباء السعوديين المهتمين بالكتابة الروائية والقصصية، وذلك يوم الأحد 20 من الشهر نفسه. #2# وطرحت للكاتب في ذلك عديد من الأسئلة والاستفسارات الأدبية المتعلقة بالأسلوب الفريد في الكتابة والاتجاهات الإعلامية التي شارك فيها من خلال تجربته الإعلامية التي امتدت سنين عديدة في هيئة الإذاعة البريطانية ودول أخرى والمساهمة في عدد من المجلات الأدبية والثقافية. كما تطرق لمحاور ثقافية أدبية أخرى في النقد الأدبي الحديث، ومقارنته بالأسلوب القديم. #3# وكان اللقاء عبارة عن أمسية احتفائية بالروائي السوداني الكبير الطيب صالح، الذي كان موجودا في الرياض خلال تلك الأيام، أحد ضيوف المهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية. جرت الأمسية بحضور رئيس التحرير عبد الوهاب الفايز ولفيف من المثقفين السعوديين والمهتمين بالكتابة الروائية والقصصية، كان من بينهم الزميل الكاتب صالح الشهوان، الشاعر المعروف عبد الله الصيخان، الإعلامي نجم عبد الكريم، الإعلامي عبد الله الذبياني مدير تحرير جريدة "الاقتصادية"، الناقد الدكتور سلطان القحطاني، الروائي محمد المزيني، الروائي والصحافي أحمد زين، الروائي والكاتب أحمد الدويحي، الشاعر عبد الله الوشمي، القاص إبراهيم النملة، وغيرهم. #4# بدأت الأمسية بترحيب حار من الحضور لم يثنهم عن البدء مباشرة في "استجواب" الضيف بالأسئلة للاستماع إلى إجاباته. وكان قد أدار اللقاء الزميلان منصور العتيق وعبد الله زايد، وتعيد "الاقتصادية" نشر هذا اللقاء بمناسبة رحيل الروائي أمس الأول في لندن، حيث وردت فيه نقاط وموضوعات مهمة عن مفاهيم الكاتب الأدبية والثقافية. وسأله الدكتور سلطان القحطاني: "حقيقة أخي الأستاذ الطيب صالح، هو صديق عزيز عشت معه سواء في السودان أو في أوروبا. أنا أعرف الطيب صالح وأريد أن أسأله: ما الرواية، في رأي الطيب صالح؟ وهل يعطينا الطيب صالح إضاءة من الإضاءات التي عودنا عليها؟" الطيب صالح: والله لا يا دكتور أنا بأمانة لا أحاول تجاوز ما فعلته من قبل لأن الموضوع كله بالنسبة إليّ هو عملية فيها معنى البحث عن شيء، وبعض الناس يقولون لك البحث عن الحقيقة، لكن هذا تعبير صعب تحديده وليس بالحقيقة، لكن ومنذ زمن دون إدراك، حين كنت أسأل وأقول أنا أكتب رواية كأن إنسانا يضرب في عرض البحر دون هدى، ثم مرات يكتشف جزيرة هنا، يكتشف بلدا جميلا هنا، يلقى سطورا، يلقى كذا، الله، بعض الكتاب يزعمون بأنهم يعلمون ماذا يريدون أن يقولوا بهدف محدد يريدون أن يصلوا إليه، فالرحلة في هذه الحالة تبقى واضحة المعالم، أنا شخصيا لا أحس بذلك، وأجد لذة كبيرة جدا في أن يكون عندي فكرة عامة عن الموضوع وبعض الشخصيات ابتدأت تتبلور، فلان وفلان وكذا، ولكن في أثناء الكتابة تظهر شخصيات لم أفكر فيها من قبل، تظهر منحنيات لم أفكر فيها من قبل، وطريقتي أن أتابع ما يأتيني وما أصر على خط، ألقى شخصية ظهرت وأتابعها، ألقى حدثا لم أفكر فيه فأتابعه، وفي النهاية الله أعلم ماذا سيحدث للعمل عندما ينتهي، بعد ذلك تأتي مهمة القارئ وخصوصا في هذا الزمن الذي يتكلم فيه الأساتذة الأكاديميون كثيرا عن غياب الكاتب، بارت، أو دريدا ونظرية موت المؤلف (يضحك) لكن الصحيح في الأمر أن القارئ هو من يصنع العمل في خياله. #5# كما طرح عليه أحمد الدويحي: أولا أحييك الأستاذ الطيب، وأشكر "الاقتصادية" التي أتاحت هذه الفرصة الليلة، أنا والدكتور سلطان ننتمي إلى جماعة السرد. والليلة يتهيأ لي أن الأسئلة التي سمعتها أجمل من الأسئلة التي أسمعها في جماعة السرد، الرواية العربية ثرية، ونقرأ آداب العالم من الشرق إلى الغرب بشكل عام، ونجد في الرواية العربية زخما هائلا نتيجة ما يتوافر لها من عوامل ثرية طبعا، هناك الأسماء الروائية في العالم العربي كثيرة وعديدة جدا، وكلها قديرة واستطاعت أن تنقل بيئاتها ومثلما تفضلت استطعنا أن نعرف كثيرا من الروايات العربية، من خلال الجنس الروائي تحديدا، هناك أنت والأستاذ عبد الرحمن منيف ربما تكونا ظاهرتين في الرواية العربية، يعني خرجتما من بلديكما، يعني إذا ذكرت السودان يذكر الطيب صالح، أيضا يذكر عبد الرحمن منيف، رأينا أخيرا أنكما أنت والأستاذ عبد الرحمن منيف، أخذتما جائزة الرواية العربية من مصر، سؤال: هل هناك فيما قدم الطيب صالح وعبد الرحمن منيف تجاوز أو قدرة بنقل مجتمعاتهما بكل محذوراتهما حتى وصلتما أم هناك سر آخر أنا لا أعرفه؟ الطيب صالح: والله أجيبك بصراحة لما نشرت "موسم الهجرة إلى الشمال" أناس كثيرون في السودان خاصة لم يستسيغوا هذا العمل, وظنوه تركيزا على المحظورات, مع العلم أن هذا عمل روائي, يعني السودان في "موسم الهجرة إلى الشمال" ليس هو السودان الواقعي, لأنه العمل, والعمل يقول ذلك بكل وضوح. إن القارئ يجب أن يدخل مع منطق الأحداث والشخصيات, وليس ضروريا أن تكون هذه موجودة في الواقع, أنا لم أقبل أبدا امرأة مثل بنت مجذوب مثلاً لمن قرأ الرواية, ثم أنا عندي أيضا موانع ذاتية في تناول المحظورات, صديقنا الدكتور يوسف إدريس - وهذا كان كاتبا عظيما - لو قرأتم مجموعة "بيت من لحم" مثلا, يحول الأم إلى شبه عاهرة, أنا أقف دون ذلك، ولكني أحيانا ألمح إلى العالم المحذور. #6# كما وجه له الزميل محمود لعوتة: من خلال كتاباتك الصحافية في مجال العمل الصحافي، فأنت ما زلت محتفظا بالنمط الروائي في كتابة الكتابات الصحافية إذا كانت قضية سياسية أو تاريخية وحتى أدبية, فأنا أميل إلى أنك تريد أن تحفظ "بالستايل" الروائي، فلماذا لم تكتب مثلما يكتب الكتاب بانفعالية في قضية سياسية, فالحقيقة دائما أنا أتناول أي مقال لك كأنني أقرأ رواية, فأريد أن أعرف السر في ذلك؟ فأجاب الطيب صالح: بالمناسبة أنا الصحافة باستثناء مقالات قليلة جدا، كلها كتبتها في مجلة "المجلة" العتيدة. محمود لعوتة: أين "الدوحة"؟ الطيب صالح: "الدوحة" يمكن أن تكون مقالتين أو ثلاثا لا أكثر، وصدقت أنا أستعمل دائما الأسلوب الروائي، لأنني أجده مفيداً. فإذا زرت بلدا مثلا، وأنا كتبت عن بلاد كثيرة زرتها، وفي وصف المكان والانطباعات أجد أن التكنيك الروائي يسعفني، وأنا لا أحب الخطابية في الكتابة، ولا أقدم للناس نصائح أبدا إطلاقا، ولا أكتب عن سياسة بشكل مباشر، فأضمنها مواضيع في الغالب ثقافية أو في سياق استعراض للكتاب أو ترجمة لمقال أعجبني أو شيء من هذا القبيل، وفي نهاية الأمر فهذه صفتي بأنني روائي، فلماذا أتنكر. وسأله عبد الله الذبياني: أتسمح لي ببعض الأسئلة التي هي أقرب للصحافية؟ من خلال كونك روائيا ومتابعا هل يوجد في الوسط الثقافي أو الروائي العربي ما يمكن أن يوصف بفنية محددة حتى نستطيع أن نصل إلى "نوبل" كما نصل إلى نجيب محفوظ، ونحن كمشتغلين في المهنة الصحافية نعرف من خلال النقاد أن الكاتب الكبير نجيب محفوظ استطاع أن يحوز هذه الجائزة من خلال اختراق بعض المحظورات التي ترى أنك لا تريد أن تقترب منها؟ الطيب صالح: الجزء الأول من السؤال، وهو: هل توجد عقدة، في بعض إخواننا الكتاب يحبون أن يأخذوا جائزة نوبل شعراء أو كتابا، الحقيقة، ويمكن يكونوا مهووسين، مثلا أخونا يوسف إدريس، وكان بيني وبينه ود عظيم واحترام متبادل، ولكنه كان مجنونا بحكاية جائزة نوبل، جائزة نوبل علينا أن نتذكر أنها جائزة أوروبية عملها الأوروبيون للأسرة الأوروبية وعلى مدى قرن من الزمان ما نالها من غير الأوروبيين إلا طاغور أو اثنان وثلاثة آخرون، وهم أحيانا يجدون واحدا دخل في سياق القيم الأوروبية فيعطونه جائزة نوبل، وأنا دائما أقول إننا يجب ألا نشغل أنفسنا بجائزة نوبل ولا نجعل تقييم أعمالنا معلقا بهذه الجائزة لأنه في نهاية الأمر نحن نقول للناس إن لدينا معايير أخرى ولدينا نظرة للحياة مختلفة عن نظرة الإسكندنافيين أو الفرنسيين أو الإنجليز، وبطبيعة الحال ما نصنعه لا يطابق المعايير الأوروبية، نجيب محفوظ كاتب كبير لا شك ويستحق جائزة نوبل، وكون اللجنة هذه في السويد وجدت أن عمله، ولا أظنهم قرأوا كل أعماله أو فهموها، المهم قرأوا كتابا أو كتابين مثل "الثلاثية" و"أولاد حارتنا" فقالوا هذا كاتب حديث، فأعطوه الجائزة، إنما هي في رأيي من الممكن أن يكون لها أثر سيئ، لو ظللنا كل سنة ننتظر هذه الجائزة ثم "نزعل" ونقول لماذا لم يعطونا إياها، لأنه بطبيعة الحال هي ليست معمولة لنا، وأيضا هذا العالم العربي العجيب بكل ثرائه وكل امتداده الحضاري قادر على أن يعمل جائزة نوبل أخرى. وبالمناسبة أنا مرة حضرت منح جوائز الملك فيصل، وواحد من العلماء الذين منحوا هذه الجائزة أمريكي، هذا الرجل صدقني لم يجد حتى كرم النفس ليقول للناس شكرا وكثر خيركم لم يشكر الناس الذين أعطوه هذه الجائزة، فنحن في معايير مختلفة وعوالم تصدر إلى العالم من نواح كثيرة متضادة. ما وجهة نظرك تجاه الأحداث الأخيرة المصاحبة لردود الفعل على الرسوم الكاريكاتورية المسيئة إلى الرسول؟ الطيب صالح: أنا أولا بصفتي مسلما لا ترضيني الإساءة إلى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثانيا، أنا أعرف بلاد إسكندنافيا ومعجب بما أحرزته من تقدم وإشاعة للعدل ونظام اجتماعي لعله أكثر تطورا من أي نظام اجتماعي في العالم، وحل الإشكال ما بين الشيوعية والرأسمالية وعملوا أشياء أخرى عظيمة، لكن في أوروبا كلها، خاصة في دول إسكندنافيا يوجد إغراق في الإصرار على الحرية الشخصية، وحق الفرد في أن يفعل ما يشاء ويقول ما يشاء في حدود القانون، ولا يوجد قانون يحظر التجني على شخصيات دينية، لأنهم تجنوا على السيد المسيح، أضف إلى ذلك الجهل بالإسلام وبحضارتنا عموما، ثم الإسلام في نظرهم شخصية تغري بالسخرية، يعني في عالم من هذا المضمار، يبدو لهم أن الإسلام مثل رجل متزمت ورصين وحريص جدا على وقاره وكرامته، رسامو الكريكاتير هذه مادة مثالية بالنسبة إليهم، إنما هي في النهاية سوء خلق، والغضب الذي حدث من الممكن معالجته بطريقة أخرى، أن نسعى إلى إصدار قوانين. وسيحصل كثير من هذا، فعلينا أن نتوقع كثيرا من هذه الاستفزازات ونفكر جديا كيف نتصدى لها.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من منوعات