الإنسان .. هو مصدر الفخر والاعتزاز

لا أحد في بلادنا يفتخر بحضارة امتدت آلاف السنين أو بأننا نملك أول أو أكبر جامعة أو معهد أو منشأة، ولا أننا أكبر بلد منتج للنفط، فكل هذه أمور لا تشكل شيئاً في تطور الأمم والشعوب دون من يديرها، وهي ليست مجال فخر بقدر ما يكون الفخر بالإنسان الذي يقف خلف كل إنجاز على هذه الأرض .
في المملكة العربية السعودية نفتخر بمن أنجز أهم وأشمل وحدة تحققت على أرض عربية، وحدةٌ جمعت شتات ووحدت مناطق وجعلت الإنسان يفخر ببلده في أي مكان يكون.
نفخر بإنسان عانى شظف العيش ومجاعات وأمراض في فترات سابقة، إلا أن هذا لم يجعله عالة على غيره، يمد يده طلباً للمعونة وهو قاعد دون أن يبذل أسباب الرزق، إنسان عُرف بقدرته على التأقلم مع مختلف الأوضاع مهما بلغت من السوء، وعُرف بقدرته على تحمل المصاعب والضرب في الأرض من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب بحثاً عن الرزق ثم العودة إلى مدينته أو قريته ليطعم أبناءه مما كسبت يداه.
كثيرٌ من أبناء المملكة - في زمن سابق - لم يأنفوا العمل مهما بلغ مستواه طالما أنه عمل شريف لا تشوبه شائبة، فكان أن صنعوا بطولات ومشاهد من الكفاح التي لو كانت عند غيرنا لوثقت في أعمالٍ فنية، كما وثقت الدول الأخرى ما هو أقل من ذلك .
الرهان الذي يؤكد عليه قادة هذه البلاد منذ عهد الموحد الملك عبد العزيز – رحمه الله – إلى عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز – حفظه الله - هو الإنسان السعودي القادر على تحمل المسؤولية بعد أن تسلح بمختلف العلوم والخبرات، أما الثروات الأخرى فهي وسيلة لبناء الإنسان وتوفير الحياة الكريمة له.
ولهذا فحين يتوجه ولاة الأمر لإجراء تعديل وزاري أو إضافة أعضاء إلى مجلس الشورى أو تكوين لجان أو هيئات متخصصة لا يعانون نقص الكفاءات في أي مجال من المجالات، بل يجدون الكفاءات أمامهم في مصانع الرجال والنساء من جامعات ومؤسسات وهيئات وإدارات حكومية تزخر بالكفاءات المتميزة، بل إن الكفاءات السعودية أصبحت مطلوبة حتى في الدول الأخرى التي تعرف مقدار ما تحمله هذه الكفاءات من تأهيل وخبرات، فأصبح هناك عديد من أبناء هذا البلد من ذكور وإناث يديرون هيئات علمية ومنظمات دولية وإقليمية.
في الأوامر الملكية التي صدرت يوم السبت الماضي وشملت عديدا من القطاعات سعد المواطن وهو يرى تنوعاً من أبناء الوطن من مختلف المناطق والتخصصات وهم يجتمعون تحت سقف جهاز حكومي واحد ليؤدوا الواجب تجاه هذا الوطن.
كما سعد المواطن وهو يرى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يواصل خطواته الإصلاحية والتطويرية لمختلف مجالات الحياة بشكل متوازن لا يؤثر في مسيرة المجتمع، ويضع المملكة في المكان الذي تستحقه بين الدول، فكان أن شملت هذه التغييرات عدداً من أهم أجهزة الدولة وهي القضاء والشورى والتعليم والصحة، ثم الإعلام الذي يلعب دوراً مهماً في مسيرة الوطن إذا ما أحسنت إدارته.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي