كم نسبتكم !!
تعرف الجمعية الأمريكية التسويق بأنه مجموعة من الأنشطة والعلاقات والأساليب الهدف منها خلق الاتصال وتبادل العروض التي تحمل أهمية للعميل والمجتمع بشكل عام، عليه نستنتج من التعريف السابق أن عملية التسويق بشكل عام تهدف إلى مد جسور التواصل بين طرفين أحدهما يملك منتج والطرف الآخر يريد الاستفادة من هذا المنتج سواء بتملكه أو استئجاره وتعمل تلك الجسور على تقوية الروابط وتقريب وجهات النظر بشركات التسويق المتخصصة.
لذلك يتضح جلياً لنا أن دور شركات التسويق هو دور مهم وحيوي لتفعيل تبادل المنافع في المجتمع، وذلك من خلال التوفيق بين طرفي المعادلة التسويقية وسأركز في هذا المقال عن بعض المفاهيم الخاطئة التي يمارسها بعض المستثمرين في تعاملهم بشكل عام مع شركات التسويق العقاري.
ففي أغلب العروض التسويقية الشاملة المقدمة للمستثمرين يكون التركيز من المستثمر على النسب المئوية التي تتحصل عليها شركات التسويق دون النظر إلى الطرق والآليات والخطط الاستراتيجية لتسويق المشروع مما يشعرك بأن ربح المستثمر متوقف على النسبة المستقطعة من قبل شركات التسويق التي تتولى العملية البيعية أو التأجيرية للمشروع!!
وعلى الرغم من الجهد المبذول لصياغة العرض التقديمي ومن ثم البدء بالعملية التسويقية ومحاولة الانتهاء منها بأسرع وقت مع المحافظة على النوعية وليس الكمية إلا أن بعض المستثمرين ينظرون إلى تلك النسبة المستحقة بأنها حق غير شرعي استقطعته شركة التسويق منه متناسياً الجهود المبذولة تسويقياً وإعلامياً وإعلانياً من قبلها على ذالك المشروع، وغالباً ما يعود الأمر المذكور سابقاً بالضرر على صناعة التسويق بشكل عام فتبدأ شركات التسويق المتخصصة بالتنافس فيما بينها للحصول على مشروع معين وذلك عن طريق تخفيض النسب فتسوء الخدمات ويتعثر المشروع تسويقياً، الأمر الذي يؤدي إلى إطالة فترة التسويق مما يطبع صورة ذهنية سيئة عن المشروع وبالتالي صعوبة تسويقه بشكل احترافي يتوافق مع تطلعات المستثمر.
رسالتنا للمستثمرين بشكل عام بأن جميع المصروفات التي دفعت على المشروع لن يستفاد منها ويتحقق عائد من الربحية إلا بعد تسويق المشروع بطريقة علمية ومدروسة خاصة إذا علمنا أن النسب التسويقية تدفع لمرة واحدة فقط، ولا تنسوا بأن شركات التسويق العقاري المتخصصة هم شركاء حقيقيون ولاعبون أساسيون لنجاح المشروع فأهدافكم واحدة وتتمحور حول تسويق المشروع بأفضل سعر عادل وأسرع وقت ممكن.
ورسالتنا لشركات التسويق العقاري أن يكون التنافس في جودة الخدمة وليس بالوعود التي لا يمكن تحقيقها فغالباً ما تتمادى بعض شركات التسويق بوعد المستثمر بإجارات مرتفعة أو سعر بيع عال لتفوز بالمشروع وهو الأمر الذي ينتج عنه فشل العملية التسويقية وذلك لتخطيها وبشكل مزعج القيمة العادلة لأسعار السوق مما ينتج عنه تعثر تسويق المشروع لفترة طويلة من الزمن وتكبد المستثمر خسائر نتيجة عدم تمكن تلك الشركات من الوفاء بوعدها لتحصيل السعر المتفق عليه.
وفي الختام فإن سوقنا العقاري السعودي ضخم ويتسع للجميع لكن البقاء والاستمرارية فيه ستكون للشركات والمستثمرين العقلانيين الذين يعرفون يتعاملون مع السوق بشكل منطقي وعادل.