فرق تسد.. بين فارس وإسرائيل!

من يحمي الفلسطيني من الفلسطيني؟ سؤال بات يتردد في رام الله وداخل غزة ورفح والمدن الفلسطينية كافة.. الأكيد أن هناك من يعبث بالقضية، وهناك من يزايد عليها، وهناك أيضاً من سخّرها لتصبح كسلعة تافهة لتمرير أطماع خارجية، وعليه فلا بأس إن انشق الصف الفلسطيني وتباينت آراؤه واقتربت أنوف أصحابه من بعضها إيذاناً بالتصادم والحرب ..
في الجانب الإسرائيلي .. فلا أسعد من قادة هذا الكيان، وهم يعيشون ازدهار النظرية البريطانية الفاعلة" فرق تسد" وهي تصيب أهدافها وتزيد عليها بجر الموتورين من الفرس وأتباعهم إلى صفها..
لن يتفق الفلسطينيون ولن يكونوا كالبنيان المرصوص، ما دام أنهم أدخلوا فيما بينهم ذا فائدة وحظ عظيم، ويكفي أن عنوانهم الأبرز المختلف عليه يسير عبر التوافه من تقسيم المعونات والمرجعية، وعلى الكيان الصهيوني أن يهنأ ويمد قدميه كما يحلو له، فمن نعتقد أنهم الشوكة التي في نحره باتوا قذى في العين الإسرائيلية .. لا بأس إن أخرجه فلسطيني آخر!
الفلسطينيون لم يستفيدوا من الدروس الكثيرة، ولم يتعلموا من التاريخ، حتى لم يدركوا ماهية عدوهم الذي يتناحر أطرافه على المنصب .. لكنهم يتفقون تماماً على حماية كيانهم واستمراره، بل على سلامة شعبهم .. أما الفلسطينيون فمشغولون بمن يقود .. مَن .. وباحتفالات النصر الوهمية التي ذكرتنا بطيب الذكر دون كيشوت "الشخصية الإسبانية الوهمية" وحربه التي خاضها ضد طواحين الهواء ، وضد قطيع الأغنام .. وحسبي أن ما حدث في غزة مشابه لها من حيث قيمة الانتصار الذي احتفل به الفلسطينيون ، وهم سائرون على خطى دون كيشوت جنوب لبنان الذي خرج من تحت الدمار والخرائب التي أصابت لبنان في عام 2006 ليحتفل بالنصر.. بل زاد مطلع عامنا الجاري بنصر آخر حينما كان أشد المطالبين بالوقوف حرباً وقتالاً ضد إسرائيل انتصاراً لأهل غزة وليفاجئنا أثناءها بأغلّظ الأيمان هو وأتباعه لكي يثبتوا لإسرائيل أن الصاروخين اللذين خرجا من جنوب لبنان حين الحرب على غزة لم يكونا من صواريخ حزب الله.
بين الوهم والحقيقة يعيش الفلسطينيون، وبين عدم التمييز بين الصديق والعدو تستمر المأساة فهل باتت إيران وتابعها في جنوب لبنان هما النصيران الحقيقيان ؟ وهل قاما برمي حجر فقط أثناء الحرب على غزة؟ وهل مصالحهما ستقف؟ أم أن هناك إيران كونترا جديدة، ويظل الفلسطيني هو المسكين، في ظل أن تجارة الكلام مباحة ولا سبيل لإيقافها.. ومن هذا المنطلق .. سيضرب اليأس كل فلسطيني وعربي ومسلم، بل كل محب للخير ما دام أن هذا هو حال الفلسطينيين، وهذا هو حال النضال داخلها .. النضال الذي كرّس المفهومين الأبرز في عصرنا الجاري: فرق تسد.. وصادق الفرس تطول أزمتك..

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي