ساركوزي يتحدث مطولا للفرنسيين للتخفيف من تذمرهم من الأزمة العالمية

ساركوزي يتحدث مطولا للفرنسيين للتخفيف من تذمرهم من الأزمة العالمية

اختار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن يخصص مساء الخميس حلقة استثنائية لتسعين دقيقة ستبث على شاشات ثلاث محطات تلفزيونية، لشرح إصلاحاته والإجراءات لمواجهة الأزمة الاقتصادية آملا التخفيف من تذمر الفرنسيين. وكانت هذه الإطلالة التلفزيونية بعنوان "في مواجهة الأزمة" تقررت بعد يوم الإضراب والتظاهر الحاشد الذي شارك فيه حوالي مليوني ونصف مليون شخص للمطالبة بتغيير سياسة ساركوزي وحماية الوظائف والخدمات الاجتماعية والقدرة الشرائية. وبحسب مقربين من الرئيس الفرنسي توقعوا ألا يقدم طروحات مبهرة خلال المقابلة، فان ساركوزي سيجيب مباشرة على أسئلة أربعة صحافيين من محطات "تي اف-1" و"فرانس-2" و"ام-6" وراديو "ار تي ال"، كما سيقوم "بتوضيح" مواقفه وإعطاء النصح. وتترقب المعارضة اليسارية كما والنقابات هذا الحديث، وكانت هذه المعارضة وجهت انتقادات لخطة الحكومة المقدرة ب26 مليار يورو التي أعلنت في ديسمبر ووصفتها بغير الكافية مطالبين باتخاذ تدابير لدعم القدرة الشرائية. وكانت تنظيمات المعارضة الإحدى عشر نشرت الأربعاء بيانا مشتركا طالبت فيه "بتغيير المسار" واتفقت على "الاجتماع بعد الحديث التلفزيوني الرئاسي" لبحث التحركات المقبلة. وكان الرئيس الفرنسي رغم إعلان تفهمه "لقلق" الفرنسيين، رفض تغيير سياسته في ما يتعلق بالإصلاحات التي تهدف إلى تقليص القطاع العام، وتلك المتعلقة بمواجهة الأزمة الاقتصادية التي ستتم على حساب الاستثمارات العامة ودعم الشركات. وحذر من أن "هناك مخاوف في البلاد. ستكون لي فرصة الرد عليها لكن شرط إلا يكون الثمن هو الجمود أو التحجر أو رفض تطور يهدد البلاد بعدم إيجاد فرص العمل التي تحتاجها"، منتقدا الداعين إلى إنعاش الاقتصاد عن طريق تفعيل القدرة الاستهلاكية. واعتبرت صحيفة فيغارو الخميس أن المقابلة التلفزيونية ستشكل "الامتحان الأصعب منذ انتخابه"، وتعتبر الصحيفة انه "يتوجب قول الحقيقة حول الأرقام الاقتصادية المتوقعة للعام المقبل". وكانت آخر أرقام البطالة التي أعلنت الاثنين بينما كانت الحكومة تتحدث عن تفاصيل خطة الإنعاش التي تبلغ قيمتها 26 مليار يورو، أشارت إلى نتائج سيئة. وأظهرت هذه الأرقام أن حوالي 46 ألفا انضموا إلى سوق طالبي العمل في ديسمبر، أي ما يعادل 217 الفا سنويا (بزيادة 11,4%). وكان عدد العاطلين عن العمل تجاوز المليونين في أكتوبر في حين وسعت الحكومة خطة الإنعاش ب 26 مليار يورو. وانخفضت شعبية ساركوزي التي كانت مرتفعة بفضل ممارسته لمهامه بنشاط في رئاسة الجمهورية والاتحاد الأوروبي. فبحسب استطلاع للرأي أجراه مركز "سي اس ا" ونشرته صحيفة "لو باريزيان" فان 39% من الفرنسيين يمنحونه الثقة لمواجهة مشاكل البلاد (بتراجع 5 نقاط)، مقابل 55% لا يثقون به. وبحسب تقرير آخر نشرته الاثنين صحيفة "لومانيتي" فان 61% من الفرنسيين يؤيدون استمرار التحرك النقابي. واعتبرت صحيفة "لو باريزيان" أن أسلوب الحكم الذي اعتمده نيكولا ساركوزي منذ انتخابه سمح له بان "ما زال في الصف الأمامي".
إنشرها

أضف تعليق