هناك ابتزاز من بعض الرقاة للمرضى .. وبإمكان المريض أن يعالج حالته بنفسه

هناك ابتزاز من بعض الرقاة للمرضى .. وبإمكان المريض أن يعالج حالته بنفسه

أكد الشيخ سلطان الصالح الراقي المعروف أن بإمكان الإنسان أن يرقي نفسه وليس بالضرورة أن يذهب لراق, ومنطلقنا في الرقية الشرعية قول الله ـ جل وعلا "وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين".. هذا هو منطلقنا الأول كمسلمين، وهذا ما يجب أن يكون الأساس في علاج جميع الأمراض سواء الروحية أو العضوية من كلام ربنا في كتابه المكنون، ثم ما علَمنا إياه مصلح الأمة نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ من التوكل على الله وحسن الظن به مع فصل الأسباب. وأضرب مثلاً على ذلك: جاء رجل إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يشكي من ألم في جسده فقال له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ "ضع يدك على مكان الألم وقل: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر، سبع مرات"، وهنا يتضح ربط الرجل بالله مباشرة.. كان لا بد من هذه المقدمة لوضع الأساس الصحيح لكل مسلم، ويستطيع كل إنسان أن يرقي نفسه بحيث يجعل لنفسه وقتاً معيناً في كل يوم ليقرأ على نفسه من كتاب الله ـ عز وجل ـ وينفث على نفسه ويأتي ببعض الأدعية والأوراد التي علمنا إياها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم - التي سيأتي ذكرها بالتفصيل إن ـ شاء الله ـ في سياق الموضوع- حتى يشفيه الله.
وأوضح فضيلته أن هناك أسبابا مادية وأخرى معنوية فعلها يدعو إلى الرقية الشرعية, والأسباب المعنوية على النحو التالي :
1- البعد عن الله.
2- كثرة المعاصي والذنوب.
3- التسويف بالتوبة.
4- رفقة السوء.
5- عدم الإيمان بالقضاء والقدر.
6- وأخيراً قد يكون السحر.. والسحر والأذى من الجن أحد الأسباب.
أما العلاج الشرعي فأجد أن في قول الله تعالى رد نموذجي, حيث قال "والذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب"، فأول علاج هو الرجوع إلى الله؛ ثم رفع الحاجات وبث الهموم إليه، ويجدر بنا أن نذكر مواقف نبي الله يعقوب حينما قال: "إنما أشكو بثي وحزني إلى الله".
ومن الأمور المهمة أيضا قول الإنسان على ما أصابه من الهم والغم: "قدر الله وما شاء فعل"، وجعل من الصبر طريقة له؛ فحتما سيجد انشراح الصدر وانكشاف ما ألم به من أزمات نفسية ـ بإذن الله.
وأشار إلى الأسس التي يمكن أن تسهم في اختفاء تعرض الناس للأمراض الروحية, وقال إن أهمها هو المحافظة على ذكر الله وقول الأوراد التي علمنا إياها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المساء والصباح من أعظم الأسباب بعد حفظ الله للسلامة من جميع الأمراض. وهذا مثال على ذلك: يقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم: "من قال بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات إذا أصبح لا يصيبه شيء حتى يمسي، وإذا قالها إذا أمسى لا يصيبه شيء حتى يصبح".
والبعد عن ارتكاب المعاصي والانكباب على الشهوات من أهم الأسباب لحفظ الإنسان من الأذى.
وأكد أن هناك من ينتقد بعض الرقاة للإساءة للرقية الشرعية, وهذا أمر مهم جداً ينبغي توضيحه, لأن كثيرا من الناس لا يستطيع التفريق بين المعالجين بالقرآن وبين المشعوذين المتسترين بالعلاج بالرقية الشرعية.
فالذي سأل عن اسم الأم، ويطلب من المريض حيوانا بصفات معينة، أو يطلب من المريض ألا يمس الماء فترة معينة، أو يخبر المريض الذي يأتي عن أسباب مجيئه ومشكلته قبل أن يسأله, فهذا مشعوذ أو ساحر، وهذا للتوضيح، كما أن هناك ملاحظات على بعض الرقاة, وأنا واحد منهم, وهي ما يلي:
أولاً: الرقية الجماعية كأن يجمع بين 20 و30 أو أكثر في مكان واحد مما يعود على المرضى بزيادة تعب أو وهم واكتساب حالة نفسية نتيجة المناظر التي يراها من صراخ أو صرع أو غيرها من الأمور التي تكون أسبابها نفسية وليس لها علاقة بأذى الجن للإنسان.
ثانياً: أن الرقية الشرعية علم وهناك من أخذها بالخبرة وهذا لا يكفي.
ثالثاً: أن هناك بعض الرقاة - وأنا أقول بعض- يبتز الناس, وذلك بالأسعار المرتفعة التي يطلبها من المرضى حتى يضطر بعضهم إلى أن يقترض المال ليعطيه للراقي أو ليشتري وصفة منه..!! ورسالتي لهؤلاء الرقاة: (أن اتقوا الله).

الأكثر قراءة