"أرامكو" تعلق مشروع حقل منيفة لغموض اتجاهات الطلب في الأسواق العالمية

"أرامكو" تعلق مشروع حقل منيفة لغموض اتجاهات الطلب في الأسواق العالمية

علمت "الاقتصادية" من مصادر رفيعة في شركة أرامكو السعودية، أن الشركة قررت تعليق مشروع تطوير حقل منيفة النفطي الضخم، وقالت مصادر تحدثت لـ "الاقتصادية" أمس، إن شركة النفط الوطنية السعودية اتخذت قرارها بسبب وجود غموض في اتجاهات الطلب في الأسواق العالمية. ويأتي قرار شركة أرامكو، التي تدير الاحتياطات النفطية السعودية، بعد مراجعة للمشروع البحري الضخم، والتي تقدر استثماراته نحو تسعة مليارات دولار، وتعد خطوة الشركة في مراجعة المشروع البحري المقرر أن تبلغ طاقته الإنتاجية 900 ألف برميل يوميا مؤشراً جديداً على رغبة أكبر شركة نفط في العالم من حيث الإنتاج، في إعادة التفاوض على عقود وقعتها في أوج طفرة أسعار السلع الأولية.
وقد طلبت "أرامكو" في وقت سابق من جميع المتعاقدين الرئيسيين في مشروع منيفة عدم مباشرة أي التزامات إضافية في إطار عقودهم معها، وأرجعت "أرامكو" طلبها السابق إلى حين إجراء تحليل يهدف إلى ضبط التكلفة. وكانت معلومات قد سرت خلال الأيام الماضية بأن "أرامكو" قررت إعادة طرح حقل منيفة الواقع شرقي مدينة الجبيل الصناعية في منافسة عامة جديدة وسحب خطاب الترسية من شركة سنام بروجتى الإيطالية الأمريكية وذلك ضمن الاستراتيجية الجديدة التي أبلغها مجلس الإدارة لكبار الرؤساء التنفيذيين، والتي تنص على إعادة طرح جميع المشاريع الرئيسية بعد الانخفاض الذي شهدته أسعار المواد الخام ومنها الحديد والأسمنت بنسبة انخفاض بلغت 40 في المائة.
ومن المعلوم أن حقل منيفة متوقف عن العمل منذ 25 عاما، بسبب الجدوى الاقتصادية، غير أن الشركة قررت إعادة تشغيل الحقل وتطوير عمليات الإنتاج من 200 ألف إلى 900 ألف برميل يوميا، ووضعت الشركة استراتيجية تشغيلية للحقل تنطلق في 2011، وتكتسب عملية رفع الطاقة الإنتاجية المستهدفة لحقل منيفة المغمور أهمية كبيرة، ما يجعله ثاني أكبر مشروع تدريجي لإنتاج النفط في العالم، ولذلك قررت الشركة إنشاء مصفاتين في الجبيل وينبع بمشاركة شريكين أجنبيين لمعالجة إنتاج الحقل الغني بالكبريت. وتأتي عملية تطوير الحقل ضمن برنامج ضخم أطلقته شركة أرامكو السعودية، يعد الأكبر في تاريخها يغطي إنتاج الزيت والتكرير وإنتاج البتروكيماويات، حيث تدير شركة النفط الحكومية السعودية حاليا أكثر من 130 مشروعا قيد التنفيذ، منها خمسة مشاريع تعد عملاقة، وتسهم هذه المشاريع العملاقة في زيادة الطاقة الإنتاجية للزيت الخام تبلغ ثلاثة ملايين برميل يوميا، وهي الأكبر في تاريخ "أرامكو السعودية"، وتتمثل زيادة الطاقة الإنتاجية في مشروع الخرسانية بطاقة 500 ألف برميل في اليوم، ومشروع الشيبة بطاقة 250 ألف برميل في اليوم، ومشروع النعيم بطاقة 100 ألف برميل في اليوم، ومشروع خريص بطاقة 1.2 مليون برميل في اليوم، ومشروع منيفة بطاقة 900 برميل في اليوم، ويعد مشروعا خريص ومنيفة من أكبر المشاريع التوسعية لزيادة إنتاج الزيت في تاريخ الشركة. وستؤدي هذه المشاريع مجتمعة عند الانتهاء من تنفيذها إلى زيادة الطاقة الإنتاجية لـ "أرامكو السعودية" بنحو ثلاثة ملايين برميل في اليوم بحيث ترفع السعة الإنتاجية السعودية من 9.6 مليون برميل 12.5 مليون برميل في اليوم في نهاية 2009.
ويتكلف مشروع حقل منيفة نحو تسعة مليارات ريال، ويحتوي على ثلاث وحدات منها معامل فرز الزيت والغاز ومعامل تنقية الغاز وخطوط الأنابيب تحت الماء التي ستنقل النفط والغاز إلى المعامل الرئيسية الكبرى مثل رأس تنورة. وينتج الحقل القديم حالياً 200 ألف برميل يومياً وستضاف من خلال الـ 28 بئرا الجديدة التي تم حفر غالبيتها في الماء 500 ألف برميل يومياً ليصبح مجموع الإنتاج 700 ألف برميل يومياً قابلة للزيادة إلى 900 ألف برميل يومياً عن طريق تعديلات طفيفة في محطات الضخ تم العمل بها في حقول حرض والحوية والعثمانية وشيبة، وكان من المفترض الانتهاء من بناء المشروع عام 2011 إلا أنه سيحدد موعد جديد للانتهاء منه، وسينتج مليارات هائلة من الأقدام المكعبة من الغاز المصاحب.

الأكثر قراءة