شكرا للسعودية

أثبت خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، بالفعل لا بالقول أن السعودية هي صوت العقل والتعقل والبصيرة في الإقليم. وقد تعالى الملك عبد الله على بعض الأصوات التي ظهرت أثناء العدوان الإسرائيلي الهمجي على غزة، بأن جمع العرب وعمل على إقناعهم بأن المصالحة لا الفرقة هي ما يخدم مصالحهم.
في العدوان الغاشم على إخواننا في غزة أدت السعودية دورا كبيرا على المستوى الدولي في مجلس الأمن ولعب الأشقاء المصريون دورا مهما في محاولة وقف إطلاق النار إنقاذا للفلسطينيين من مجزرة كانت تأكل الأخضر واليابس ولم يكن لها راد. وما من شك أن الأردن كان مساندا للجهود السعودية والمصرية.
لم تلجأ هذه الدول إلى المزايدات الرخيصة التي لم يدفع ثمنها إلا الفلسطينيون ولم يستفد منها إلا قوى إقليمية تعمل على اختراق العمق العربي بأدوات عربية وتمنع تقريب العرب وتوحيدهم خلف استراتيجية واحدة. الثالوث السعودي - المصري -الأردني كان صائبا منذ البداية في تحركاته ولم يضع نصب عينيه إلا إنقاذ الفلسطينيين من جرائم إسرائيلية ومن مزايدات وتجييش لم تنفعنا ولم تنفع قضيتنا.
مرة أخرى، وفي خضم حالة من عدم التيقن الاستراتيجي واختلاط الحابل بالنابل وارتفاع أصوات المزايدين والمتاجرين بالدم الفلسطيني، تقع على عاتق السعودية مسئولية أداء دور العاقل والرائد في الإقليم. وأثبت خادم الحرمين الشريفين في قمة الكويت الاقتصادية أنه أهل لهذا الدور عندما ترفع عن السفيه من الأمور وعمل على جمع العرب ليقولوا كلمة واحدة.
كنا نعرف منذ البداية أن التعامل مع العدوان الإسرائيلي على غزة يحتاج إلى مصر للعمل على وقف إطلاق النار ويحتاج إلى دور ريادي من قبل السعودية لتوظف وزنها الدولي للعمل على مستوى مجلس الأمن وأيضا لإعادة إعمار غزة. وكان الموقف السعودي واضحا وفيه من الرجولة والفراسة ما يكفي لأن يقف وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل مهددا في مجلس الأمن بأن لدى العرب خيارات أخرى غير مجلس الأمن. وكان لهذا التهديد وقع على إدارة بوش وأحدث تراجعا فرنسيا في مجلس الأمن الأمر الذي مكّن استصدار قرار 1860 المتعلق بوقف إطلاق النار.
بكلمة، تتطلب المرحلة الدقيقة جدا التي نمر بها جميعا هذه الأيام التيقظ وعدم الانجرار خلف المزايدات و اسبتطان أنه لا يمكن للعرب من تحقيق شيء دون دور فاعل من السعودية فهي الدولة التي جاءت بالمبادرة العربية للسلام والتي، كما كتب الأمير تركي الفيصل، في "الواشنطن بوست" في السادس والعشرين من كانون الأول (ديسمبر) الماضي، تعتبر حجر الأساس للتعامل مع القضية برمتها وبخاصة عندما يتولى أوباما الرئاسة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي