البنك الدولي يرفع مستوى الإقراض بمقدار 100 مليار دولار للدول متوسطة الدخل
أعلنت مجموعة البنك الدولي استعدادها للمساعدة في زيادة مستوى الإقراض للدول متوسطة الدخل بمقدار 100 مليار دولار على مدى ثلاث سنوات، وتسريع صرف مبلغ 42 مليار دولار على شكل منح وقروض دون فوائد إلى أشد دول العالم فقرا من خلال مؤسسة التمويل الدولية "أي. أف. سي". جاء ذلك في كلمة روبرت زوليك رئيس مجموعة البنك الدولي التي ألقاها أمام القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية في الكويت أمس.
وأكد زوليك أهمية الدول العربية في دعم الجهود العالمية للتصدي للأزمة المالية العالمية، خاصة وأنها منطقة غنية بمواردها الطبيعية وتاريخها وطاقاتها البشرية داعيا الدول العربية لأن تضطلع بدور أكبر في الاقتصاد العالمي.
وأوضح أن العالم العربي "ظل لفترة أطول مما ينبغي" غير مندمج بفاعلية في الاقتصاد العالمي باستثناء قطاع النفط، مضيفا أن الدول العربية تشعر بتأثير الأزمة العالمية الراهنة التي يمكن تلمسها من خلال واردات الحكومات واستثماراتها وحجم التجارة الدولية وثقة المستهلكين.
وأشار زوليك إلى التحديات التي تواجه المنطقة والتي تتمثل في ارتفاع معدلات البطالة التي تصل إلى 14 في المائة والتي تعد الأعلى مقارنة بمثيلاتها في مناطق العالم.
ودعا الدول العربية إلى توفير فرص وظيفية كافية إلى قواها العاملة الآخذة في النمو على أن يضطلع القطاع الخاص بدور رئيسي في توفير هذه الوظائف، مشيرا إلى وجود عوائق تعترض سبيل نمو القطاع الخاص للقيام بعمله.
وأكد زوليك أهمية تنويع أنشطة اقتصاديات الدول العربية والانتقال من القطاعات التقليدية في توفير فرص وظيفية في القطاع العام إلى الانتقال إلى القطاع الخاص معربا عن رغبته في تكوين شراكة بين البنك الدولي والدول العربية.
وقال إن المبادرة التي أطلقها البنك الدولي العام الماضي من أجل مساندة المنطقة على الاندماج على الصعيد العالمي نتج عنها ارتفاع حجم القروض من البنك إلى الدول العربية من 1.2 مليار إلى 1.8 مليار دولار.
وأضاف أن مجموعة البنك الدولي تقوم بمساعدة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة من خلال تقديم مساندة في مجالات حوكمة القطاع العام وإمدادات المياه والصرف الصحي وتنمية البلديات والصحة والتعليم وتقديم الخدمات الاجتماعية.
وأعرب زوليك عن تأثره الشديد لما يحصل في قطاع غزة وخاصة الأطفال فيه نتيجة الصراع موضحا أنه قام بالاتصال بالمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي للغذاء جوزيت شيران وهيئات أخرى للتنسيق ومتابعة الجهود المبذولة في كيفية تلبية النداء الإنساني الصادر من غزة.
وأكد زوليك أن البنك على أهبة الاستعداد لمساندة المجتمع الدولي في غزة وكذلك الضفة الغربية متى ما تستقر الأوضاع الحالية وتسمح باستئناف المهمة الإنمائية بشكل تام.
وحول قضية الأمن الغذائي ومواجهة الزيادة الحادة في أسعار المواد الغذائية أشاد زوليك بالمساهمة السخية التي قدمتها السعودية بقيمة 500 مليون دولار إلى برنامج الأغذية العالمي، مشيرا كذلك إلى تنسيق البنك مع جهاز أبو ظبي للرقابة الغذائية في إعداد برنامج استراتيجي غذائي وطني.
وأوضح أن الدول العربية عرضة أكثر من غيرها لتذبذبات حادة في أسعار المواد الغذائية لأنها تعد أكبر مستوردي الغذاء في العالم، مؤكدا أن البنك الدولي على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة لدول المنطقة على تحسين أمنها الغذائي بأساليب متنوعة.
وتابع أن البنك الدولي يعمل مع صناديق وبنوك التنمية العربية والإسلامية والإقليمية بشأن مبادرة الطاقة من أجل الفقراء آلية أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز منتصف العالم الماضي لمساعدة البلدان الأكثر فقرا.
وحول مشكلة التغير المناخي أوضح زوليك أن العالم العربي من بين المتضررين من التغير المناخي من أهمها مشكلة التصحر وشحة المياه، مضيفا أن البنك الدولي ينوي مساعدة الدول العربية في هذا الصدد.
وأكد زوليك أهمية الاقتصاد في تعزيز السلام في المنطقة مضيفا "إننا في حاجة إلى ترسيخ حلقة حميدة من السلام والازدهار والتكامل وهي حلقة لا يمكن تحقيق أي من مكوناتها إلا في ظل وجود المكونات الأخرى".