مراقبون: الملك عبد الله عالج الخلافات العربية بالدعوة إلى تجاوزها وحاجج إسرائيل بدينها

مراقبون: الملك عبد الله عالج الخلافات العربية بالدعوة إلى تجاوزها وحاجج إسرائيل بدينها

أكد لـ "الاقتصادية" مراقبون سياسيون مشاركون في القمة العربية الاقتصادية، أن كلمة خادم الحرمين الشريفين في الجلسة الافتتاحية للقمة المنعقدة في الكويت عالجت بطريقة المباشرة في الحديث الخلافات العربية، عندما دعا الملك عبد الله القادة العرب إلى التسامي عن الخلافات في المرحلة الراهنة من تاريخ العرب.
وقال المراقبون إن خطاب الملك عبد الله كان قاسيا ومحاججا للكيان الصهيوني والأعمال البشعة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في غزة، مشيرين إلى أن استدلال خادم الحرمين بنصوص من التوراة تؤكد أن الإسرائيليين تجاوزوا بأعمالهم القذرة في قطاع غزة دينهم.
وهنا أوضح زايد الزيد رئيس تحرير جريدة "الآن" الإلكترونية أن ما قاله الملك عبد الله في كلمته هو دأب خادم الحرمين والمملكة في تجميع الصف العربي، مشيرا إلى أن ذلك غير مستغرب على القيادة السعودية.
وأضاف "تمر القمة الاقتصادية في الكويت بتحد كبير تمثل في الأزمة المالية والهجوم الإسرائيلي على غزة، وهما حدثان لم يرتب لهما قبل انعقاد القمة، إلا أن البحث فيهما والتفاعل معهما كانا في الحدث.
وقال الزايد "كان من المتوقع أن تسهم قمة الكويت في توسيع الشرخ في العلاقات العربية، إلا أن كلمة الملك وإخوانه من القادة ضيقت تلك الفجوة بحكمة، وتجاوزت حدود المتوقع".
وبين رئيس تحرير جريدة "الآن" الإلكترونية أن تخيير الملك عبد الله الكيان الصهيوني بين مسارين لا ثالث لهما وهما الحرب أو السلام، كان رسالة واضحة لإسرائيل بأن العرب ما زالت خياراتهم مفتوحة.
وزاد "لقد شرح الملك أنه لا يمكن أن يكون هناك حديث عن السلام في فضل المجازر، ولا يمكن القول إننا أصحاب اتفاقية أوسلو ومن ثم نرتكب المجازر، فمثلما للسلام شروطه فإن للحرب ظروفها".
من ناحيته قال الدكتور عايد المناع مستشار جمعية الصحافيين الكويتيين، إن كلمة الملك عبد الله كانت مختصرة ومركزة ووضعت يدها على الجرح بأسهل الطرق، مشيرا إلى أن روعتها تمثلت في ضرورة تقديم المصالحة العربية والفلسطينية - الفلسطينية على كل ما سواها.
وتابع "لقد كان خطاب خادم الحرمين الشريفين عقلانيا وناضجا ينشد المصلحة العربية العليا ويحد من جراح ومعاناة الشعب الفلسطيني".
ونوّه مستشار جمعية الصحافيين الكويتيين بالحديث الذي وجهه الملك عبد الله إلى إسرائيل، حيث كان - وفق المناع - مقنعا ومرتكزا على الأسس الدينية لليهود التي يعتقدون أنهم يسيرون عليها.
وأضاف "استخدم الملك الأداة الدينية وأحسن إجادتها، خصوصا أن بعض اليهود المتطرفين يستخدمونها كأداة لمزيد من القتل والدمار".
وعبّر الدكتور المناع عن أمله أن تتوصل هذه القمة لنهج جديد في التعامل العربي وتطوير آلية عمل مبتكرة في العمل التنموي المشترك لتعود بالنفع المباشر على الإنسان العربي، وتوفر له فرص العمل المنتج والحياة الكريمة وتعزز مكانة الإقليم العربي بوصفها شريكا فاعلا في التنمية إلى جانب إسهامها في إطلاق ما داخل الإنسان العربي.
في المقابل قال محجوب محمد عضو الاتحاد الدولي للصحافيين إنه رغم قصر كلمة الملك عبد الله قياسا بالقادة الآخرين، إلا أنها كانت ذات تأثير مباشر وعال في صعيد العلاقات العربية - العربية وحققت أهدافا مباشرة تمثلت في اجتماعات عقدها عدد من القادة مع الملك عبد الله بعد الجلسة الافتتاحية.
وأضاف "لقد أكدت كلمة الملك عبد الله بحيويتها أن العلاقات العربية تجمعها الكلمة الحكيمة التي تصدر عن حكام ناضجين أهدافهم الرئيسية هي المصلحة العامة".

الأكثر قراءة