التهابات البول عند الأطفال

التهابات البول عند الأطفال

التهابات البول عند الأطفال

يعد التهاب المجاري البولية الميكروبي من أكثر الأمراض شيوعاً في مختلف الأعمار. وأظهرت الدراسات أن التهابات البول لدى الأطفال شائعة بشكل كبير، لكنها مهملة، ما قد تتسبب في مضاعفات غير محمودة بسبب تجاهل أو سوء التشخيص، ومع ذلك فهناك أيضا مبالغات في تشخيصها عند عدم استخدام الطرق السليمة لذلك، لهذا سنتطرق لهذا المرض بشكل مبسط ومباشر حتى تعم الجميع الفائدة ـ إن شاء الله. بداية يعرف التهاب المجاري البولية أنه أي التهاب يحدث في أي عضو من الجهاز البولي مثل الكلى وحوض الكلى والمثانة ومجرى البول. ويكون انتشار التهابات البول لدى المواليد أكثر قليلا عند الأولاد عنه عند البنات، إلا أنه بعد تلك الفترة يكون واضحا أن البنات يعانين أكثر من هذه الالتهابات الانتانية، خاصة لمن هن في السابعة إلى الـ 11 سنة. #2# أسبابه تتسبب التهابات وتسمم الدم عند المواليد بدخول البكتيريا المسببة للالتهاب إلى المسالك البولية وهذا غير الحال عند الأطفال الأكبر سنا، حيث إن الالتهاب ينتشر عموديا من قبل البول الراكد في المثانة وصعوده للكلى بواسطة عملية ارتجاع للبول غير طبيعية عبر الحالبين لأسباب خلقية أو ضعف واستعداد مناعي لدى الطفل. أنواعه التهاب المثانة الجرثومي الحاد: يحدث بسبب تكاثر البكتيريا في المثانة، ما يسبب احتقانا للأغشية المخاطية المحيطة بالمثانة، وقد تكون هناك عيوب خلقية بهذه المثانة تتسبب في تجمع البول وتكاثر هذه البكتيريا، وقد تتكرر، ما يسبب تصلبا في جدار المثانة وصعوبة في ارتخاء عضلات المثانة، وقد تؤدي إلى خلل في صمامات الحالبين وارتجاع البول عبرهما إلى حوض الكلية. التهاب الكلية والحويضة الحاد: يؤدي هذا الالتهاب إلى تضخم في الكلية، وقد يحدث أن تجتمع بعض الخلايا الصديدية مكونة خراجا، خاصة لمن لديهم عيوب خلقية أو انسدادات. التهاب الكلية والحويضة المزمن: عدم علاج التهاب الكلية والحويضة الحاد بشكل سليم وتكراره يسبب تليفا وتكيسا لأنسجة الكلية، ما يجعل حجمها أصغر من الحجم الطبيعي وتتقلص معها الوظائف التي تقوم بها، وقد تتضاعف إلى أن تصل إلى مرحلة الصور الكلوي أو الفشل التام. وغالبا ما تصاحب هذه الحالة عيوب خلقية مثل الارتجاع أو الانسدادات المصاحبة للحالبين. الأعراض تختلف أعراض انتانات البول من شخص إلى آخر ومن عمر إلى آخر، إلا أنه قد تختلط على الشخص هذه الأعراض ويصعب التفريق بين الخمج، الذي يصيب المثانة أو الكلية. الرضع المواليد في هذه السن المبكرة من العمر قد تنعكس علامات انتان البول بوجود الحمى، اليرقان، الغثيان والإقياء، الإسهال، عدم كسب الوزن وفشل النمو. لهذا فيلزم الطبيب أن يأخذ عينة بول للفحص من كل رضيع يعاني الحمى مجهولة السبب. الأطفال تعاني هذه الفئة تكرار عدد مرات البول عنها في المعتاد مع وجود ألم أثناء التبول وقد يصاحب ذلك سلس بولي، حيث لا يستطيع فيها الطفل التحكم في البول من جديد، كما أن ألم البطن وتغيير رائحة البول من الأعراض الشائعة أيضا في هذه الحالات، خاصة في انتانات المثانة. قد يتغير لون البول لدى الطفل إلى اللون الأحمر، خاصة عند التهاب المثانة الحاد الفيروسي أو ببكتيريا E. Coli . بينما تكون الحمى مع الارتعاش وألم البطن والخاصرة مع وجود تضخم في الكلية وارتفاع في ضغط الدم أحيانا من أعراض وعلامات التهاب الكلية والحويضة. الفحوص المخبرية هناك عدة فحوص مخبرية تطلب من المريض، منها التشخيصي ومنها ما يساعد على معرفة أسباب الالتهاب أو الخماج. فحص البول يتم تشخيص الالتهابات البولية عن طريق زراعة الجراثيم من البول، وليكون التشخيص دقيقا يجب اتباع عدة طرق لتجنب التلوث وتقدير التهابات غير حقيقية أو تسمى غير موثوقة. الأطفال أقل من سنتين يفضل أخذ عينة عن طريق القسطرة أو بواسطة زرق إبرة في المثانة، أما أخذ عينة عن طريق تجميع البول في كيس لاصق فتكمن أهميته لو كان سالبا فقط، أما كونه موجب فيجب أخذ عينة بالطريقة المذكورة آنفا. الأطفال القادرين على الذهاب إلى المرحاض يمكن الحصول على عينة من منتصف التبول بعد غسل الاحليل بالبوفيدون ثم الماء أو الماء المالح، وقد يستعاض عن ذلك بغسل المنطقة جيدا بالماء والصابون. يجب تسليم عينة البول في أقل من 30 دقيقة لتجنب تكاثر الجراثيم وفي حالة عدم الاستطاعة يمكن حفظ العينة في الثلاجة. التصوير الإشعاعي يتم أخذ صور سونوغرافية لكل مريض يصاب بالتهاب (إخماج) الجهاز البولي ليتم التعرف على وجود عيوب خلقية أو توسع في حياض الكلى أو وجود تجمع صديدي. كما يطلب بعد فترة بصور ملونة عن طريق القسطرة لمعرفة وجود ارتجاع للبول عبر الحالبين من عدمه وهناك طرق حديثة تمت في هذا المجال بواسطة الأشعة النووية والتي تستخدم أيضا لمعرفة وجود تليفات في الكلى أو خلل في وظيفتها. العلاج يمكن علاج الخماج المثاني بواسطة المضادات الحيوية عن طريق الفم وإذا كانت الأعراض غير شديدة فيمكن انتظار نتيجة المزرعة. أما في حالة شدة الأعراض فيمكن أخذ عينة أخذ المضاد الحيوي ويتم التأكد من مناسبته بعد ظهور النتيجة. وقد يحتاج المريض مضادات حيوية عن طريق الوريد في حالات الأطفال الرضع والإخماجات العلوية التي تتأثر فيها الكلى، على أن يتم إعادة المزرعة بعد أسبوع من بداية العلاج للتأكد من فعالية الدواء ثم كل ثلاثة أشهر لمدة سنة أو سنتين لقابلية انتكاسة المرض حتى في حال خلو المريض من التشوهات الخلقية. الوقاية: 1. شرب الكثير من السوائل وبالأخص الماء. 2. التبول بكثرة وعدم حبس البول عند الإحساس بامتلاء المثانة. 3. استعمال ما يعرف بالخرطات حتى يتجنب بقاء بعض البول، التي قد تلوث مجرى البول أو ما يحيطها وبالأخص عند الفتيات. 4. الاستحمام المباشر عبر ما يعرف بـ "الدوش" أو "الشاور" وعدم استخدام ما يعرف بـ "البانيو" أو "المغطس" الذي يتجمع فيه الماء. 5. تجنب استخدام الباودر والمعطرات من خلال البخاخات للمنطقة التناسلية، خاصة لدى الفتيات. 6. الختان للأطفال الذكور، حيث وجد أنه يساعد على التقليل من نسبة الإخماجات للجهاز البولي. استشاري ورئيس قسم المسالك البولية مستشفى المواساة - المدينة المنورة زميل كلية الجراحين البريطانية ـ إدنبـرة دكتـوراة جراحة الكلى والمسالك البولية والتناسلية ـ جامعة عين شمس
إنشرها

أضف تعليق