شارع عسير.. أساس تجارة بيع اللحوم .. والثمانينيات عصره الذهبي

شارع عسير.. أساس تجارة بيع اللحوم .. والثمانينيات عصره الذهبي
شارع عسير.. أساس تجارة بيع اللحوم .. والثمانينيات عصره الذهبي
شارع عسير.. أساس تجارة بيع اللحوم .. والثمانينيات عصره الذهبي
شارع عسير.. أساس تجارة بيع اللحوم .. والثمانينيات عصره الذهبي
شارع عسير.. أساس تجارة بيع اللحوم .. والثمانينيات عصره الذهبي

تخلى عنه سكانه بعد عشر سنوات، تنازل عن المقدمة لشوارع أخرى تتناسب مع الزمن الذي تعيش فيه، فقد بريقه ولم يبق سوى ذكريات متناثرة بين هذا وذاك، وفي أحضان ما تبقى من أصحاب المحال التجارية ومكاتب العقار الذين راقبوا اتجاهات الحركة التجارية والاقتصادية ومعها الحالة الاجتماعية للسكان وطبيعة الوجوه التي تتبدل مع مرور الزمن. وهم باقون دون تغير إلا فيما يلاحظه المترددون عليها من آثار سنوات العمر التي تزيد على 40 عاما. تتجه عدستنا هذا اليوم لترصد جزءا من ملامح أشهر شوارع مدينة الرياض في نهاية التسعينيات الهجرية، وبداية القرن 14. شارع لم يبق من ذكرياته غير مبان تنافس أعمارها أعمار سكانها الحاليين. شارع عسير حلقة وصل في زمن كانت المسافات أطول، يربط بين أحياء ذات قيمة ومكانة فهو يصل بين حي الشميسي حيث يبدأ من نهاية شارع العصارات عند مستشفى الملك سعود مارا بشارع السبالة، حتى يصل إلى شارع الريس ومن ثم يتجه شرقا حيث يقطع شارع الكباري" طريق الملك فهد حاليا" ليصل إلى "دويرا سلام".

#2#

نظرة تاريخية

فتحت أعين الناس في بداية الثمانينيات على نهضة شاملة وتوسع في شتى المجالات، نهضة لا تقارن بغيرها, نهضة في ظل وجود مسافة زمنية طويلة تفصل بيننا وبين الآخرين. لم يكن شارع عسير سوى ممر لا يتجاوز عرضه الأمتار الخمسة كما يذكر ذلك عبد الله العكيل صاحب مكتب عقاري في الشارع نفسه، ويضيف العكيل قائلا: مع التغيرات بدأت التوسعة لهذا الشارع ليستوعب الحركة والنشاط التجاري فأصبح عرضه 20 مترا ومن ثم ازداد العرض حتى أصبح كما هو الآن 30 مترا. ويشير العكيل إلى أن الملكيات نزعت في ذلك الوقت بمبالغ لم تقل عن 18 ألف ريال تقريبا وهي أسعار خيالية مقارنة بأسعار الأراضي في ذلك الوقت حينما كان المتر في كثير من أحياء الرياض يراوح بين ريالين وثلاثة ريالات. ويشبه العكيل شارع عسير في ذلك الوقت بالدائري الذي يصل بين أهم المناطق في الرياض وهي شارع السبالة والريس و شارع العصارات وطريق الحجاز.

#3#

بيع اللحوم

جاءت توسعة شارع عسير لتخدم الأحياء الجديدة التي ظهرت مع النمو العمراني للرياض، فكان هذا الشارع يأتي في المرتبة الثالثة تجاريا بعد الديرة وشارع العشرين في منفوحة، انتشرت محال الجزارة حتى أصبح معلما من معالمه، وجزءا من تاريخه. يتذكر صالح محمد علي بائع في واحد من محال الجزارة وضع الشارع قبل أكثر من 30 عاما عندما كان اليمنيون يشكلون نسبة عالية في الشارع، ففي تلك الفترة كانت الحركة التجارية لا تتوقف، وعمليات البيع تغطي الإيجارات التي تقترب من 50 ألف ريال سنويا ما جعل كثيرا من الأراضي الخالية تتحول إلى مجال لبيع اللحوم، والغرف الخالية في المباني تمسي مكانا للنوم وتصبح وقد علقت فيها الذبائح انتظارا للزبائن. ويشرح الكيفية التي تتم بها عملية تحويل الغرف إلى محل تجاري فيقول: بعض المحال التي لم تكن سوى غرف تطل نوافذها على الشارع فقام أصحابها بفتح أبواب فتحولت بين عشية وضحاها إلى مكان لعرض اللحوم، إلا أنه ومع حرب الخليج الثانية تغيرت الأحوال وتراجعت المبيعات ويعلل صالح محمد ذلك بتوسع الرياض، وانتشار المحال التجارية التي تبيع اللحوم وبأسعار رخيصة، وكذلك تغير نوعية سكان هذه المنطقة.

#4#

مركز تجاري

يؤكد سليمان المحيسن أحد المهتمين بالجانب التاريخي لمدينة الرياض ما ذكره صالح محمد علي حول القيمة التجارية لشارع عسير، ويضيف المحيسن بقوله: لم يكن شارعا عاديا بل كان مركز الرياض في ذلك الوقت، وإلى جانب ذلك كان قريبا من شارع ذي أهمية كبرى وهو شارع العصارات التي تقع عليه الأندية الرياضية والتجمعات الشبابية، ومن خلاله تعبر السيارات الفارهة ويستعرض أصحابها أمام تلك الأماكن.

#5#

مع البدايات

في شارع عسير الذي لم يكن سوى طريق واحد عديد من المواقف التي مازالت عالقة في أذهان أصحابها، فمنظر الخبز الصامولي يحتل جزءا في ذاكرة ضيدان الضيدان الذي عاش جزءا من حياته في تلك المنطقة، فلم يكن ذلك الشكل من الخبز مألوفا ومعروفا. مازالت ذاكرة عبد الله الصيب الذي أمضى فترة من حياته في ذلك الشارع بالقرب من روضة معهد العاصمة النموذجي تحتفظ بعديد من المشاهد التي عاصرها، يتذكر الصعيب حركة الحافلات التي تقل طلاب روضة معهد العاصمة، والسيارات بأشكالها الغريبة كأنها لحظات مرت أمام عينيه قبل قليل، وأصوات الضحكات التي تنطلق من مقر سكن الطلاب المقابل للروضة عندما يقيمون بعض المشاهد المسرحية يتردد صداها في أذنيه وكأنها بالأمس. يصف الصعيب موقف الأطفال في الشارع وهم يقفون في طوابير أمام أكشاك الخبز المجهزة في عدد من المواقع لكي تخفف الازدحام على مقر المخبز الأشهر في الوقت نفسه، ولكي يختصروا المسافة أمام الزبائن الذين لا يستطيعون الحضور. كما كانت مشاهد الأدخنة المتصاعدة من الصنادق"وهي عبارة عن مساكن معدة من الشينكو" تسكنها العمالة تمثل حدثا لا يمحوه الزمن، وبجانب تلك الصنادق يأخذ باعة العلف أماكنهم فيأتي أصحاب الماشية للحصول على ما تحتاج إليه مواشيهم، ويقول الصعيب إن المكان كان عامرا بباعة العلف إلى وقت قريب.

العقاريون ذاكرة الزمن

شوارع العاصمة وأحياؤها ما زالت في طور النشأة فالتاريخ الزمني لهذه الشوارع مازال قريب، تجد الكثير من ملامح حياة الأوائل في مجالس العقاريين، فهم يرصدون الواقع ويشهدون الحركة، ويستمعون إلى الأحاديث فمكاتبهم تتحول إلى ندوات، واجتماعات تتخللها ذكريات عميقة، ستنسى في يوم من الأيام، ذكريات يشهدها أناس قليلون ولكنها تحمل معها الكثير من المعاني والدلالات.

الأكثر قراءة