أزمة تباطؤ النمو في اقتصادات دول المجلس تشغل مباحثات القطاعين ‏الحكومي والخاص في الخليج

أزمة تباطؤ النمو في اقتصادات دول المجلس تشغل مباحثات القطاعين ‏الحكومي والخاص في الخليج

كشفت ترتيبات ملتقى خليجي من المزمع عقده في الرياض نهاية نيسان (‏أبريل) المقبل، أن معدلات النمو الاقتصادية في دول مجلس التعاون ‏باتت مهددة نتيجة الظروف العالمية التي تمر بها اقتصاديات الدول وأدت إلى إرهاصات ‏ركود وانكماش اقتصادي وشيكة الوقوع، بعد أن تزايدت وتيرة الآثار السلبية في عدد من ‏القطاعات الاقتصادية المهمة.‏
وينتظر أن يبحث خبراء ومختصون خليجيون في وقت لاحق خلال الأشهر ‏القليلة المقبلة ملف المعوقات التي ستقف معرقلة أمام نمو اقتصاد دول مجلس التعاون، في ‏وقت كان ينتظر أن تواصل فيها مسيرة النمو خلال عامي 2009 و2010 نتيجة ‏المحفزات الاقتصادية المهولة الداعمة لها.‏ وكانت استطلاعات ودراسات أولية قد ذهبت إلى أن اقتصادات دول الخليج ستشهد ‏تباطؤا في النمو خلال 2009 في حالة تعد الأبطأ منذ بدء الطفرة النفطية قبل ستة أعوام مع ‏خفض إنتاج الخام وتأثر القطاعات غير النفطية بالأزمة المالية العالمية.‏
ووافق مختصون حكوميون رفيعو المستوى من دول الخليج على تباحث مسببات ‏وعوامل تباطؤ النمو الاقتصادي في دول المجلس للسعي لرصد مواقع الانخفاض ومحاولة ‏وضع السبل والحلول التي من شأنها أن تعزز من صمود القطاعات والأنشطة المسببة لهذا ‏التباطؤ.‏
وطبقا لبيان صدر أمس عن اللجنة المنظمة لملتقى آفاق الاستثمار المزمع عقده بمشاركة ‏خليجية واسعة من الوزراء ورجال الدولة، إضافة إلى شريحة واسعة من قطاع الأعمال ‏والاستثمار في دول مجلس التعاون الست، وذلك في العاصمة السعودية الرياض نهاية نيسان (‏أبريل) المقبل.‏ وقال إن المؤشرات الأولية تلمح إلى بوادر تباطؤ اقتصادي وانخفاض ملموس في ‏معدلات النمو المسجلة سابقا نتيجة لأسباب تخص انخفاض أسعار النفط إلى مستويات ‏متدنية بعدما كانت قد حققت قيمة تاريخية لها أواسط عام 2008 وصل حينها إلى 147 ‏دولارا للبرميل, وأدى إلى إنعاش اقتصادات دول الخليج ورفع معدل النمو الاقتصاد ‏المحلي بشكل كبير.‏
وذكر بيان اللجنة المنظمة، أن التباطؤ المنتظر في اقتصاد المنطقة سيدفعه تخفيف وطأة ‏الإنفاق مقارنهً بما كانت عليه دول الخليج وطبقته في السنوات الثلاث الماضية، إذ رفعت ‏من مستويات الصرف لظروف الاستفادة من الطفرة النفطية والوفورات المالية، مشيرا إلى ‏أن الوضع الحالي اختلف مع توقع تقديرات متوسطات أقل لسعر برميل النفط.‏ وأفاد البيان أنه برغم انخفاض معدلات التضخم وتراجع أسعار السلع الأساسية والمواد ‏الغذائية الاستهلاكية الرئيسية، إلا أن هناك عوامل برزت جديدة تحد من تسارع النمو ‏الاقتصادي المحلي، من بينها ما خلفته الأزمة العالمية من آثار سلبية في القطاعات المالية ‏والبنكية والتمويلية مما يهدد بتراجع دعم المشاريع والخطط أو تأجيلها على الأقل. ‏
وشهدت الأسابيع الماضية توقعات بحدوث تباطؤ ملموس في نمو اقتصادات دول الخليج ‏كان منها ما عرضه استطلاع لوكالة رويترز العالمية حيث توقع خبراء عاملون في منطقة ‏الخليج أن يتباطأ النمو الاقتصادي الحقيقي دون مستوى 3 في المائة العام المقبل، ‏مع تضرر النشاط في المنطقة بالركود العالمي وتشديد الإجراءات في أسواق الائتمان.‏
من ناحية أخرى، تنبأ خبراء صندوق النقد الدولي في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى ب‏أن النمو الاقتصادي في الشرق الأوسط معرض للخطر بسبب التراجع السريع في أسعار ‏النفط، مقدرة أن نمو عام 2009 مبني على افتراض سعر متوسط للنفط يبلغ نحو 100 ‏دولار للبرميل. وهو ما يعزز التوقعات بأن ينخفض معدل النمو الاقتصادي في منطقة ‏الخليج إلى متوسط 6.6 في المائة العام المقبل من 7.1 في المائة خلال 2008.‏
ويتعاون عدد من الأجهزة في الخليج والسعودية لدعم معرض وملتقى آفاق الاستثمار -‏ أحد أكبر التجمعات التي يتم تنظيمها في السعودية - تتقدمها أمانة دول مجلس التعاون ‏الخليجي واتحاد غرف دول مجلس التعاون، وكذلك مجلس الغرف السعودية، والغرفة ‏التجارية الصناعية في الرياض، إضافة إلى الهيئة العامة للاستثمار السعودية كشريك استراتيجي.‏

الأكثر قراءة