متصفحو "الاقتصادية الإلكترونية": التعليم ليس تعذيبا باردا!

متصفحو "الاقتصادية الإلكترونية": التعليم ليس تعذيبا باردا!

في الوقت الذي دخل بعضهم في مقارنات بين التعليم حاضراً وماضياً، رفض عدد من متصفحي موقع "الاقتصادية الإلكترونية" وجود طابور صباحي في المدارس خلال الشتاء، لكن آخرين وجدوا أن ذلك يعلم الطلاب "الصلابة والشدة"، ورغم تباين الآراء إلا أن الرافضين برروا بأن "التربية ليست بالضرورة تعذيب".
وقالت نورا محمد: "فائدة الطابور هو تعليم الانضباط، وهو نظام قديم لست متأكدة من جدواه"، متسائلة: "كيف للطالب أن ينضبط وجسده مرهق؟".
في حين أكد أحد المتصفحين "أنه لا توجد دولة غربية تطبق الطابور الصباحي"، وهو ما أطلق عليه مسمى "التعذيب الصباحي"، مشيراً إلى أن "الهدف الأساسي منه هو فرض الهيمنة والقسوة على الطلاب".
أما بسام صادق يبعث بتساؤل إلى وزارة التربية والتعليم: "ألا يكفي وفاة طالب في الطابور الصباحي؟، وما لحقها عدد آخر من الطلاب والطالبات الذين هم أبنائك قبل أن يكونوا أبنائنا".
ويضيف: "طلابنا في المملكة يلبسون الثوب الوطني الذي نفتخر به، لكن في الحقيقة حتى وإن كان شتوياً فإنه لا يكفي للوقوف ساعات طويلة تحت تأثير البرد القارص". ويواصل: "الأمر بالثوب فقط، فخلال دراستنا خارج السعودية كانت البنطلونات لا تكفي لتوفير الدفء، مع العلم أن المناخ كان قريباً جداً من مناخ بعض المناطق الباردة في السعودية".
مصطفى حسين وهو معلم علق قائلاً: "تربوياً وصحياً و ثقافياً واجتماعياً أنا مع الطابور الصباحي، لكن لدينا شتاء يقص الحديد!"، مضيفاً: "من واقع المعايشة كوني معلم، هناك طلاب لا يملكون ملابس كافية وغالبية المدارس مكشوفة وهذا الأمر أدى إلى إصابة طلاب بأمراض وفي أحيان إلى الوفاة"، مناشداً وزارة التربية و التعليم "أن تتحمل مسؤوليتها الإنسانية بلا ولا تترك المسألة لتقدير إدارات التعليم المحلية، أو إلى مديرو المدارس الذين يكون تقديرهم الشخصي للأمور غير حكيم وهذا من واقع تجربة"، مستطرداً: "إذا وقع الفأس في الرأس خرج مسؤولون لتبرير مواقفهم على أساس أن صلاحيات إلغاء الطابور متروك لتقدير الإدارات المحلية أو إلى مديرو المدارس"، متسائلاً: "ماذا يفيد هذا المنطق إذا خسرنا روحاً بريئة كما حصل في العام الدراسي الماضي".
في المقابل، رأى آخرون أن إلغاء الطابور بعني مزيداً من الرفاهية للطلاب، وقال أحد متصفحي "الاقتصادية الإلكترونية": "نعاني ظاهرة ميوعة الشباب سواء في اللبس أو السلوك، فهل نزيد هذه الظاهرة ونحقق الرفاهية لهم بإلغاء الطابور في البرد؟".
وأضاف: "أتمنى أن نرى الطلاب في الدول الأخرى الباردة، حيث يؤدي الأطفال في اليابان الطابور وجميع الأنشطة وسط الثلوج والبرد القارص، وهذا عامل مهم في التربية. أنسينا آباءنا وأجدادنا كيف كانت حياتهم؟، وكيف صقلتهم الحياة؟، أتمنى تعويد أبناءنا على الصبر والشدة ليكونوا قادرين على الدخول في معترك الحياة".
وأشار في تعليقه على رد آخر ورد في "الاقتصادية الإلكترونية" إلى أن "كثير من الدول الغربية لديهم ما هو أشد من الطابور الصباحي، ويعودون الطلاب من الصغر على حب المغامرة والشدة، أما نحن فللأسف نكثر من حفظ الكتب، وحال كثير من الشباب اليوم مُحزن".
فيما يرى أبو أصيل أن: "المجتمعات الناجحة مثل اليابان وألمانيا لم تصل إلى ما هي عليه إلا بعد تأهيل شبابها ويشمل ذلك تعويدهم على تحمل مصاعب الحياة". ويواصل: "نحن فشلنا في توفير تعليم ناجح يشجع على الإبداع والآن نسعى إلى توفير بيئة مترفة ذات أثر عكسي في الطلاب فلا يتحمل احدهم الحر أو البرد

الأكثر قراءة