تكدس الطلاب..مشكلة تتكرر كل عام .. و"التربية" تعترف بالعجز عن حلها

تكدس الطلاب..مشكلة تتكرر كل عام .. و"التربية" تعترف بالعجز عن حلها

تكتظ الفصول الدراسية في بعض المدارس الحكومية والمستأجرة في المملكة بأعداد كبيرة من الطلاب، في الوقت الذي يؤكد فيه تربويون أن كثافة الفصول تولد عددا من المشكلات السلوكية، إلى جانب عدم الانضباط في الفصل مما يجعل الاستفادة العلمية تقل، إلا أن وزارة التربية والتعليم أوضحت أن هناك ظروفا خارجة عن إرادتها أدت إلى زيادة أعداد الطلاب. ووفقا لعدد من المعلمين تحدثوا لـ"الاقتصادية" عن أمور كثيرة متعلقة بالكثافة في داخل الفصول الدراسية، وانعكاساتها على أداء المعلم والطلاب في الحاضر والمستقبل، موجهين جملة من التساؤلات عن أسباب كثافة الطلاب في الفصول، ولا سيما أن لها آثارا جانبية سلبية على الطلاب الناشئين من خلال انخفاض درجات الفهم والوعي والإدراك والتفاعل. وقال لـ "الاقتصادية" الدكتور عبد الرحمن الصالح رئيس قسم الخدمات التربوية والإرشادية الاجتماعية في الإدارة العامة للتربية والتعليم في منطقة الرياض، إن كثافة الطلاب في الفصول الدراسية تولد عددا من المشكلات السلوكية، إلى جانب عدم الانضباط في الفصل مما يجعل الاستفادة العلمية تقل. وأبان الصالح أن كثافة الفصول لها تأثير سلبي في تحصيل الطلاب وأداء المعلم الدور تربوي في توجيه المعلمين الطلاب وتوجيه سلوكهم وإعطائهم الفرصة للتفاعل والمشاركة، ورغم ما تبذله الدولة في سبيل تطوير التعليم إلا أن الأعداد تتزايد، لافتا إلى أن الواجب على الوزارة تكثيف جهودها في مجال دراسة احتياج الطلاب من الفصول وتلبيتها بحيث يصبح التعليم متميزا. فيما أكد الدكتور عبد الله المقبل وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون المدرسية، أن هناك ظروفا خارجة عن إرادة الوزارة أدت إلى زيادة أعداد الطلاب في الفصول الدراسية في بعض المدارس في المدن الكبيرة، وذلك نتيجة لزيادة أعداد السكان بشكل كبير مع عدم توفير مبان مناسبة للإيجار وبالتالي تكون صالحة للبيئة المدرسية والتربوية والتعليمية، أو لعدم الرغبة من الملاك في تأجيرها كمقر مؤقت للمدرسة المحدثة. وقال المقبل "إن ذلك يوقع الوزارة في حرج كبير، ومع ذلك فإن الوزارة لا تألو جهدا في توفير وزيادة عدد الفصول الإضافية في المدارس إما من خلال استئجار مبان مجاورة للمدرسة وإما من خلال إنشاء الفصول الإضافية التي تقام في المدارس كل عام". وأبان وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون المدرسية أن الوزارة تسير وفق خطط تربوية مدروسة خاضعة للتجربة الميدانية، ومن هنا فقد حدد أعداد الطلاب في الفصول الدراسية، وفق ضوابط وشروط اللجنة العليا لسياسة التعليم الموافق عليها من قبل المقام السامي الكريم بمعدل كثافة للطلاب في الفصل الواحد بـ 30 طالبا في المبنى الحكومي و20 في المستأجر، مضيفا أن الدعم الكبير الذي يلقاه قطاع التعليم من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وبالتالي تخصيص مبالغ مالية كبيرة لإنشاء المباني المدرسية الحكومية كفيل بالقضاء على هذه المشكلة على المدى القصير المنظور، مما سيسهم في توفير بيئة تعليمية وتربوية على المستوى المنشود. وأوضح المقبل أن الوزارة سعت إلى استبدال المباني الحكومية المدرسية بدلا من المستأجرة، وذلك بهدف تهيئة الجو المناسب والبيئة التربوية السليمة للمعلم والطالب، حيث بلغ عدد المدارس الحكومية في مراحل التعليم العام في المملكة أكثر من 4735 مدرسة حكومية مقابل 4242 مدرسة مستأجرة لعام 1427/1428هـ، ويدرس فيها نحو 2.351.819 مليون طالب ولا تزال الوزارة تسعى إلى إحلال المباني الحكومية المناسبة بدلا من المستأجرة، ولا سيما أن المباني الحكومية شملت جميع مناطق المملكة بما في ذلك الهجر والقرى والمناطق النائية إيمانا من المسؤولين بأهمية ذلك. من جانبه، أوضح المهندس عبد الرحمن الأحمد وكيل وزارة التربية والتعليم بتعليم البنات، أن أكبر العوائق التي تواجه الوزارة حالياً هو عدم استكمال توافر الأراضي التي تسعى وزارة التربية والتعليم مع وزارة المالية والشؤون البلدية والقروية إلى إيجاد الحلول المناسبة لتوفيرها. وأشار الأحمد إلى أنه بناء على ما تم تخصيصه في ميزانيات سابقة للوزارة من مشاريع فقد تم إعداد خطة تحديد الاحتياج مع إدارات التربية والتعليم في المناطق والمحافظات وتم تسديد كامل الاحتياج للمرحلة الأولى لـ 23 إدارة تربية وتعليم، وتم حصر الاحتياج المتبقي لإدارات التربية والتعليم الأخرى من المشاريع التي ستحل محل المباني المستأجرة لديهم، فكانت نحو ألف مشروع مدرسي، مضيفا أن هذه الخطة استثنت من برنامجها المدارس التي يقل عدد طالباتها عن 50 طالبة وعددها نحو 850 مدرسة لتكون معالجتها في المرحلة التالية من الخطة بعد انتهاء المرحلة الأولى.
إنشرها

أضف تعليق