الجزائريون يسعون للفرار الى أوروبا

الجزائريون يسعون للفرار الى أوروبا

اظهر مسح نشر اليوم الأربعاء أن ما يصل إلى نصف سكان الجزائر من الشبان تستهويهم فكرة أن يهاجروا بصورة غير شرعية في أوروبا فرارا من البؤس في بلادهم وقالت صحيفة "ليبرتي" المستقلة أن 28.7% من بين 1364 تم استطلاع آرائهم قالوا أنهم "من المؤكد" سيختارون الهجرة إذا ما أتيحت الفرصة. بينما قال 20.8% أنهم "ربما" يهاجرون أما الذين قالوا أنهم لا يفكرون "أبدا" في الهجرة فبلغ عددهم 50.5%.
وكانت عينة المسح من الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و34 عاما تم استطلاع آرائهم بين الثالث والرابع عشر من نوفمبر في مدن عبر المنطقة الشمالية على ساحل البحر الأبيض المتوسط وهي أكثر المناطق ازدحاما بالسكان في الدولة التي يقطنها 34 مليون نسمة وكانت أكثر الدول تفضيلا بين دول المقصد هي اسبانيا حيث فضلها 40.4% وبعدها ايطاليا 17.3% وبريطانيا 11.6% وفرنسا 10.5%.
ويقدر الاتحاد الأوروبي أن 120 الف شخص يدخلون المنطقة بصورة غير مشروعة عبر البحر المتوسط كل عام. ولاقى آلاف حتفهم غرقا أثناء محاولتهم القيام بالرحلة والعديد منهم من الدول الواقعة خلف الصحراء الإفريقية الذين يستخدمون دول المغرب كنقطة انطلاق غير أن خبراء الهجرة يقولون أن البطء الاقتصادي في أوروبا يمثل عائقا أمام كثير ممن يرغبون في الهجرة حيث تقل الوظائف كما يحذر مهاجرون عائدون أصدقاءهم بان من الأفضل لهم البقاء في إفريقيا وعندما سئل من استطلعت آراؤهم عن أسباب هجرتهم من الجزائر أجاب 81.9% أن ذلك بغرض "الهروب من البلاد" و "تكوين مستقبلهم".
وبدأت الجزائر الغنية بالغاز والنفط خطة خمسية قيمتها 200 مليار دولار لدفع الاقتصاد واستعادة الأمل بعد سنوات من العنف السياسي ولكن المشاكل الاجتماعية تظل عميقة ويقول الجزائريون أن الاقتصاد لا يوفر سوى عدد محدود من الوظائف للسكان الذين تقل أعمار 70% منهم عن 30 عاما والبطالة رسميا تصل إلى 11% ولكن يقدر أنها تزيد على 70% بين من تقل أعمارهم عن 30 وقالت الإذاعة الحكومية في فبراير أن نحو أربعة جزائريين كانوا يغادرون الجزائر بصورة غير شرعية إلى أوروبا كل يوم في عام 2007 ويمكن رؤية صفوف من الشبان خارج القنصليات الأوروبية في الجزائر العاصمة يطلبون تأشيرات للسفر بحثا عن حياة أفضل ويفشل كثيرون في الحصول على التأشيرة مما يجبرهم على محاولة العبور الخطير للبحر المتوسط إلى أوروبا. ويقول خفر السواحل انه خلال عام 2006 عثروا على 42 جثة على طول الساحل الجزائري غالبيتهم على ما يبدو من المهاجرين غير الشرعيين.

الأكثر قراءة