"شارع الضباب".. الغبار والأتربة منحاه اسماً جميلاً

"شارع الضباب".. الغبار والأتربة منحاه اسماً جميلاً
"شارع الضباب".. الغبار والأتربة منحاه اسماً جميلاً
"شارع الضباب".. الغبار والأتربة منحاه اسماً جميلاً
"شارع الضباب".. الغبار والأتربة منحاه اسماً جميلاً
"شارع الضباب".. الغبار والأتربة منحاه اسماً جميلاً

يجمع كثيرا من المواصفات والمميزات التي تجعله الشارع الأشهر في مدينة الرياض، يعرفه كثيرون بـ "شارع الضباب"، وتجهل الغالبية العظمى سبب تلك التسمية، ومصدرها، وهو يحمل الآن اسم الأمير عبد العزيز بن مساعد بن جلوي.

يمتد من الجنوب إلى الشمال حتى يصل إلى طريق الملك عبد العزيز شمالا، هذه المسافة جعلته يحمل العديد من أنواع الأنشطة التجارية، يزوره بشكل مستمر فئات مختلفة بدءا من كبار التجار الذين يترددون على الغرفة التجارية الصناعية خاصة في أوقات الانتخابات، مروراً بالمستثمرين في المجال الطبي إلى أن يأتي دور الباحثين عن الرفاهية والراحة، والممارسين للرياضة. يعتمد عليه كثيرا أصحاب المستوصفات والمجمعات الطبية الخاصة والصيدليات في تأمين احتياجاتهم ومتطلباتهم، حيث تجتمع بين جانبيه أكثر المحال التجارية المتخصصة في بيع الأدوات الطبية، بل أصبح معروفا بهذه النوعية من التجارة التي بدأت منذ زمن يمتد لأكثر من 25 عاما.

التسمية

يتناقل كبار السن والعارفين في مدينة الرياض سبب تسميته بشارع الضباب، ويرويها لنا محمود الصفدي متخصص كيمياء حيوية، أمضى أكثر من 30 عاماً في السعودية، ويعمل في واحد من أقدم المحال المتخصصة في مجال بيع الأدوات الطبية، يقول عن الاسم إنه جاء قبل الانتشار العمراني والتطور حيث كانت هذه المنطقة تغطيها الأتربة والغبار بشكل مستمر، حيث يراها سكان وسط الرياض من بعيد وقد غطاها الغبار، فاختاروا له اسم شارع الضباب لوصف تلك الطبقة التي تغطيه، وهذا من باب ما عرفته العرب بتحسين القبيح، فلم يطلقوا عليه غبارا وإنما اختاروا اسما يحمل دلالة جمالية، وهو الضباب، وهما متشابهان من ناحية اللون، وإن اختلفا في المادة المكونة لهما.

#4#

الغرفة التجارية

تعد الغرفة التجارية علامة مميزة للشارع بمبناها ذي اللون البني، فالخدمات التي تقدمها تجعل من شارع الضباب مكانا ذا قيمة عند الكثيرين من الشباب الذين يتلقون تدريبا فيها، وشاب جاء ليؤسس مشروعا تجاريا. ومستثمر جاء يبحث عن استشارة، أو في الأيام التي تقام فيها الانتخابات.

رافد للعليا

ذكر أحد أصحاب العقار في الشارع، الذي فضل عدم ذكر الاسم والاكتفاء بكنيته" أبو عبد الرحمن"، أن العقاريين سمعوا بتوسعته من الجهة الغربية وتحويله إلى طريق على غرار شارع العليا ليكون رافدا له ويسهل الحركة المرورية، ويفك جزءا من الاختناقات التي تشهدها العاصمة، وخصوصاً أنه يصل مناطق ويمر بأماكن ذات كثافة سكانية، ويواصل أبو عبد الرحمن حديثه: "نتمنى أن ينفذ هذا المشروع قريباً".

#2#

مجمع للأدوات الطبية

أولى الخطوات التي يخطوها بعض المستثمرين في المجال الطبي، منه تنطلق استثماراتهم، ومنه يتعرفون إلى الأسعار، حيث يجدون فيه الكثير من متطلباتهم. بدأت المحال في الانتشار والظهور مع بداية عام 1400هـ حسب ما قاله محمود الصفدي، حيث أشار إلى أن البداية لم تكن سوى أربعة معارض، وفي ذلك الوقت كان الإيجار لمساحة 120 مترا تقدر بـ40 ألف ريال، فيما تصل حالياً إلى 100 ألف ريال، ويوضح الصفدي أنه ومن خلال هذا المسيرة الطويلة تحول الشارع إلى مجمع لبيع الأدوات الطبية، ومع هذا الإقبال من المستثمرين ظهرت منافسة بين المحال والشركات ما جعل بعضها يختفي ويبتعد عن السوق، وهذا بدوره أسهم في تقليل هامش الربح وأصبحت المنافسة صعبة. وبيّن الصفدي أن المستشفيات الخاصة والمراكز الطبية تؤمن احتياجاتها من هذا المكان فيما تظل نسبة المتسوقين من الأفراد قليلة نوعا ما.

ومن جانبه أكد رامي مصطفى أن أسعار المحال بشكل عام أرخص من الصيدليات التي عادة تؤمن احتياجاتها من هذه المحال، وتصل نسبة الفرق في الأسعار إلى أكثر من 40 في المائة في بعض الأدوات، يسأل ماجد الداوود زبون عن بعض الأدوات الخاصة بمرض الربو، ويذكر الداوود أن هناك اختلافاً بين أسعار المحال، وكذلك تعدد الأنواع، وهذا يجعل الزبون يقع في حيرة، وخاصة إذا لم يكن يعرف النوعية التي يبحث عنها. وأشار إلى أهمية وجود متخصصين في هذا المجال، حيث تحتاج بعض الأدوات إلى معرفة بطريقة الاستخدام ومميزات وعيوب كل واحدة ولا نعني بالعيوب ضعف الصناعة، وإنما بعضها يصلح لفئات معينة قد لا تتناسب مع فئات أخرى.

#5#

انعكاس للحضارة

تختلف الرؤية وتتغير الهوية بشكل تام بعدما تجاوز تقاطع شارع الأمير عبدالعزيز بن مساعد الجلوي"الضباب" مع طرق مكة ، حيث تتحول الأرصفة إلى منظر جمالي يسير إلى جانب مدينة الملك فهد الطبية الرصيف الذي اختاره كثير من هواة المشي مكانا لهم لمزاولة هوايتهم، والالتقاء بزملائهم، يؤكد مؤيد الفهد أحد الشباب الذين يأتون لهذا المكان لمزاولة هوايتهم أن الشارع لم يعد حكرا على السيارات، فالرصيف الواسع، والإنارة ذات الشكل الجمالي والأشجار التي تفصل الطريق عن الرصيف كلها أسهمت في تغيير مفاهيم كثيرة عند المجتمع السعودي فأصبح من الطبيعي أن تجد رجلا مع زوجته أو أخته يسيرون في هذا المكان، وخاصة في مثل هذه الأيام، حيث الجو المعتدل، ويوافق عبد الرحمن المطيري، الذي يأتي إلى شارع الضباب ثلاث مرات أسبوعياً ما قاله الفهد، ويضيف إلى ذلك قرب الشارع من مركز المدينة، والشوارع المهمة كشارع التحلية والثلاثين، وكذلك إمكان الوصول إليه بسهولة.

#3#

راحة وخصوصية

يجلس سليمان العواد في أحد المقاهي التي توفر الراحة والخصوصية بعيداً عن الضجيج، يتردد سليمان بشكل مستمر وذلك لقربه من مقر عمله حيث يتوقف أحيانا فيه قبل الذهاب إلى المنزل وخاصة عندما يحتاج إلى نقاش مع بعض الزملاء فيما يخص الشركة التي يعمل فيها، ويشير العواد إلى مناسبة هذا المكان له عن بقية الأماكن القريبة التي تحولت إلى أماكن للاستعراضات.

الأكثر قراءة