ساعدت أسهم التكنولوجيا في تمديد موجة صعود الأسهم العالمية لليوم الثالث، مدفوعة بتنامي التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة في ديسمبر.
وارتفع مؤشر "إم إس سي آي للأسهم العالمية" بنسبة 0.1% بعد أن دعمت تصريحات جديدة من مسؤولي الفيدرالي المؤيدين لخفض الفائدة معنويات المستثمرين.
وصعدت الأسهم الآسيوية بنسبة 0.8%، وكانت أسهم شركات التكنولوجيا مثل "تايوان سيميكوندوكتور مانوفاكتشورينغ"، من بين الرابحين.
وجاء ذلك بعد مكاسب مؤشر "ناسداك 100" يوم الإثنين، والتي جاءت عقب ثلاثة أسابيع من الخسائر. كما قفز الذهب الذي يستفيد عادة من انخفاض الفائدة، إلى نحو 4150 دولاراً للأونصة.
وارتفعت الأسهم في هونغ كونغ والصين بعد أن عقد الرئيسان الأمريكي دونالد ترمب والصيني شي جين بينغ أول محادثاتهما منذ اتفاقهما على هدنة تجارية الشهر الماضي.
أسهم التكنولوجيا تقود التداولات الأمريكية الممتدة
ظل قطاع التكنولوجيا محور الاهتمام في التداولات الأمريكية الممتدة، إذ صعد سهم "ألفابت" المالكة لـ"جوجل" بنسبة 2.6% بعد تقرير أشار إلى أن الشركة تسرّع جهودها لمنافسة "إنفيديا" في سوق رقائق الذكاء الاصطناعي. وتراجع سهم "إنفيديا" 1.5%.
وجاء الدعم أيضاً من تصريحات عضو الفيدرالي كريستوفر والر، الذي أصبح أحدث مسؤولي البنك المركزي الداعمين لخفض الفائدة، ما أنعش المعنويات بعد أسبوع مضطرب للأسهم، وسط مخاوف من ارتفاع تقييمات الذكاء الاصطناعي وعدم اليقين بشأن مسار السياسة النقدية المقبلة.
ويرى بعض المستثمرين أن تراجع هذا الشهر كان "تصحيحاً صحياً" يمهّد لاحتمال صعود نحو نهاية العام.
وقال ديفيد لاوت، كبير مسؤولي الاستثمار في "كيروكس فاينانشال" (Kerux Financial) إن "الكثير من مخاوف نوفمبر بشأن الذكاء الاصطناعي وتدهور سوق العمل لم تتحقق. وهذا يشير إلى أننا نشهد تراجعاً تقليدياً لا بداية تصحيح أعمق".
وتكررت نبرة والر بين مسؤولي الفيدرالي الآخرين، بينهم رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو ماري دالي، التي دعمت هي الأخرى خفضاً في ديسمبر. كما حرّك رئيس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك جون ويليامز الأسواق يوم الجمعة عندما قال إن خفضاً قريباً ما يزال مطروحاً.
ولم تبذل قيادة الاحتياطي الفيدرالي أي جهد "لتوضيح" تفسير السوق لتعليقات ويليامز يوم الجمعة، كما كتب كريشنا غوها وماركو كاسيراغي من "إيفركور آي إس آي" في مذكرة نُشرت يوم الإثنين.
وأضافا: "من المرجح أن تكون هذه التصريحات قد حظيت بموافقة جيروم باول، وتشير إلى أن القيادة تتوقع المضي قدماً في خفض أسعار الفائدة في ديسمبر".
السندات والأسواق الأخرى
تخلت سندات الخزانة الأمريكية عن بعض مكاسب الجلسة السابقة، ليرتفع عائد السندات لأجل 10 سنوات نقطة أساس واحدة إلى 4.04%.
وتسعّر أسواق المال الآن احتمال خفض الفائدة بنسبة تقارب 90% في اجتماع ديسمبر، بعد أسابيع من توقعات متقلبة.
وأضاف الذهب إلى مكاسبه البالغة 1.8% في الجلسة السابقة، بينما واصلت "بيتكوين" تداولاتها المتقلبة، متراجعة قليلاً بعد ارتفاع في الجلستين السابقتين.
كما استقر النفط مع متابعة المستثمرين لموجة الإقبال على المخاطرة في الأسواق، وهي عوامل عوّضت تأثير التقدّم في محادثات السلام بين أوكرانيا وروسيا، والتي قد تمهّد لزيادة الإمدادات.
بيانات أمريكية مرتقبة وموسم نتائج الشركات
قبل عطلة عيد الشكر و"الجمعة السوداء"، ينتظر المستثمرون بيانات جديدة لتقييم صحة الاقتصاد الأميركي. ومن المتوقع أن تُظهر بيانات مبيعات التجزئة لشهر سبتمبر، والتي ستصدر اليوم الثلاثاء، تباطؤاً، مع استمرار الضغوط على المستهلكين بسبب الأسعار المرتفعة.
ومن المقرر أن تعلن شركتا "إتش بي" و"دل" أرباحهما، بينما ستصدر مجموعة "علي بابا" نتائجها في آسيا.
وتشمل البيانات الأخرى المُقرر صدورها هذا الأسبوع مؤشر أسعار المنتجين وطلبات السلع المعمرة لشهر سبتمبر.
طلبات إعانة البطالة التي ستصدر يوم الأربعاء، ستكتسب أهمية إضافية نظراً لاعتماد الفيدرالي على مؤشرات بديلة بسبب غياب بيانات الوظائف.
وقال ريتشارد هنتر، رئيس الأسواق في "إنترأكتيف أنفستور" (Interactive Investor) إن "هناك مؤشرات متزايدة على أن الاقتصاد لا يزال بطيئاً، ما سيزيد من أهمية بيانات مبيعات التجزئة هذا الأسبوع، رغم أن البيانات ستكون قديمة نسبياً". وأضاف: ""هناك بعض الآمال في أن يتم محو حالة الحذر السائدة مؤخراً، ولو مؤقتاً على الأقل".



