تراجعت الأسهم الآسيوية متأثرة بالانخفاضات المسجّلة في "وول ستريت" أمس الاثنين، إذ ازداد قلق المتعاملين بشأن وتيرة خفض الفائدة من جانب الفيدرالي خلال العام المقبل، بعد الخفض شبه المحسوم هذا الأسبوع.
انخفض مؤشر الأسهم الإقليمي التابع لـ MSCI بنسبة 0.3%. وظلت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية مستقرة نسبيا في التداولات الآسيوية، بعد تراجع مؤشر S&P500 بنحو 0.3%، بينما انضمت السندات الأمريكية إلى موجة هبوط عالمية في السندات.
جاء التوتر في الأسواق قبيل قرار الفيدرالي غدا الأربعاء، حيث يتوقع على نطاق واسع خفض الفائدة بـ25 نقطة أساس.
بعض المتعاملين حذر من أن المركزي الأمريكي قد يشير إلى وتيرة أبطأ من التيسير، مع استمرار التضخم عند مستويات مرتفعة وغياب بيانات جديدة خلال فترة الإغلاق، ما تسبب في انقسامات بين مسؤولي الفيدرالي.
بعد خفض هذا الأسبوع المرجح، تميل أسواق المال إلى توقع خفضين إضافيين لأسعار الفائدة بحلول نهاية 2026، انخفاضا من 3 كانت متوقعة قبل أسبوع.
حذر المستثمرين يمتد إلى آسيا
كبير الاقتصاديين في آسيا لدى HSBC فريدريك نيومان قال إن "المستثمرين يسحبون رهاناتهم بانتظار قرار الفيدرالي، ومع استمرار عدم اليقين بشأن مسار الفيدرالي لعام 2026، سيولي المستثمرون بيان اللجنة الفيدرالية وتوقعاتها اهتماما بالغا، لذلك تنتقل النبرة الحذرة في الأسواق الأمريكية إلى آسيا اليوم".
ارتفعت أسهم "إنفيديا" في تداولات ما بعد الإغلاق بعد منح الرئيس دونالد ترمب الشركة الإذن لتصدير رقاقة الذكاء الاصطناعي "H200" إلى الصين، مقابل حصول الحكومة على 25% من المبيعات، وتباين أداء أسهم شركات تصنيع الرقائق في آسيا.
في الوقت نفسه، خفض عملاء "جولدمان ساكس" رهاناتهم الصعودية على الذكاء الاصطناعي والأسهم الأمريكية بعد تراجع الشهر الماضي، مع إظهار بيانات مسح جديدة أن توقعات مؤشر S&P500 أصبحت أكثر تحفظا باتجاه 2026.
تحركات اليابان والأسواق الأخرى
استقر الين بعد تراجعه أمس الاثنين حين ضرب زلزال بقوة 7.6 درجات قبالة الساحل الشمالي الشرقي لليابان، وارتفعت أسهم شركات البناء وشركات التأمين يوم الثلاثاء.
وزيرة المالية اليابانية ساتسوكي كاتاياما قالت إنها تراقب عن كثب اتجاهات السوق، مع بقاء عائد السندات الحكومية لأجل 10 أعوام قرب 2%، وهو مستوى لم يسجل منذ 2006.
انخفضت "بيتكوين" بنحو 1%، وظلت أسعار الذهب والفضة والنحاس والنفط ضمن نطاقات ضيقة بعد تراجعات أمس الاثنين، حين هوت أسعار الخام 2% الجلسة السابقة، مع تسليط الضوء على صادرات روسيا إلى الهند.
توسع خسائر السندات الأمريكية
سجل العائد على السندات الأمريكية لأجل 10 أعوام أعلى مستوى له منذ سبتمبر خلال جلسة أمس الاثنين، مواصلا موجة البيع في أوروبا واليابان، وداعما لقوة الدولار.
جاءت نتائج بيع سندات لأجل 3 أعوام بقيمة 58 مليار دولار بعائد أقل من المتوقع، ما يعد مؤشرا على طلب أقوى من المتوقع.
من المقرر إجراء مزاد بقيمة 39 مليار دولار لسندات لأجل 10 سنوات اليوم الثلاثاء، وآخر بقيمة 22 مليار دولار لأجل 30 عاما يوم الخميس.
المرشح الأوفر لتولي رئاسة الفيدرالي كيفن هاسيت قال، "وضع خطة لمسار الفائدة خلال الأشهر الستة المقبلة سيكون غير مسؤول"، وأكد مدير المجلس الاقتصادي الوطني أهمية الالتزام بالبيانات الاقتصادية، وذلك في مقابلة مع CNBC.
كبير المحللين في "أوكسفورد إيكونوميكس" جون كانافان قال "يتوقع أن يأتي خفض الفائدة هذا الأسبوع مصحوبا بنبرة متشددة، وفترة توقف طويلة الأمد العام المقبل".






