تواجه سلاسل مطاعم البيتزا في السعودية ارتفاع التكاليف التشغيلية نتيجة زيادة أسعار المواد الخام والنقل والتغليف مع منافسة قوية من سلاسل محلية وعالمية، وفق ما ذكره لـ"الاقتصادية" مستثمرون في القطاع.
وقالوا: قبل سنوات، كانت البيتزا في السعودية تقتصر في صنعها وبيعها على نوعية معينة من الشركات العالمية ما أدى لارتفاع أسعارها، لكن ظهور علامات محلية وتوسع حصتها أشعل المنافسة وأدى إلى توازن في أسعار الوجبات، ما قابله خروج لبعض الشركات العالمية.
35 مليار ريال حجم قطاع المطاعم السريعة
رئيس اللجنة الوطنية للتموين والإمداد عبدالله السلامة، أوضح أن حجم قطاع المطاعم السريعة يقدر بنحو 35 مليار ريال، أي ما يعادل 30% من السوق العام، وتستحوذ مطاعم البيتزا على ما يقارب 12% من هذا القطاع، وهي نسبة كبيرة بالنظر إلى تعدد العلامات التجارية وتنوع الأذواق.
وأشار السلامة إلى أن التكاليف التشغيلية في القطاع ارتفعت خلال العامين الماضيين بنسبة تراوح بين 10% و20% نتيجة لزيادة أسعار المواد الخام والنقل والتغليف.
أضاف: أن كثيرا من المطاعم امتصت الزيادة ولم ترفع أسعارها بشكل واضح، إذ لم تتجاوز الزيادة التي وصلت للمستهلك 8% في أغلب الحالات.
ويرى السلامة أن قطاع البيتزا لا يزال يستقطب استثمارات تتراوح بين 300 و500 مليون ريال سنويا، لكنه لم يعد مجالا مفتوحا للجميع، بل يتطلب فهما عميقا للسوق المحلية وإدارة تشغيلية دقيقة وسلاسل توريد فعالة.
الطلب على البيتزا في السعودية ما زال قويا
من جانبه، قال الشيف فهد الكريداء، مالك مطعم "فيفاتشي" المتخصص في البيتزا النابولية بجدة، إن الطلب على البيتزا في السعودية ما زال قويا، خصوصا بين الفئات التي تبحث عن الجودة العالية، والمطاعم التي تستخدم المكونات الإيطالية وعجينة السور دو المخمرة طبيعيا.
وبيّن أن هامش الربح الإجمالي قبل التكاليف التشغيلية يتراوح بين 20% و30%، بينما لا يتجاوز الربح الصافي 10% في أفضل الظروف، مشيرا إلى أن التوسع في الرياض يمثل فرصة نمو أفضل بسبب قوة السوق وزخم النشاط الاقتصادي.
توسع لافت في نشاط الوجبات السريعة
وبيّنت بيانات وزارة التجارة أن عدد السجلات التجارية في نشاط الوجبات السريعة، الذي يشمل مطاعم البيتزا، بلغ حتى نهاية سبتمبر 2025 نحو 63,272 سجلاً، تتصدرها العاصمة الرياض بـ21,094 سجلا، تليها مكة المكرمة بـ17,414 سجلا، ثم المنطقة الشرقية بـ7,430 سجلا.
تسعير أكثر توازنا لتوسيع قاعدة العملاء
أما خالد العمران، مؤسس "مايسترو بيتزا"، فأوضح لـ"الاقتصادية" أن حصة البيتزا من سوق الوجبات السريعة في السعودية كانت لا تتجاوز 4% عند تأسيس المشروع في 2013، مقارنة بـ24% في أمريكا و27% في أوروبا، وهو ما اعتبره فرصة استثمارية كبيرة.
وبيّن أن الفارق الرئيسي بين السوق المحلية والأسواق العالمية هو التسعير، إذ كانت البيتزا الكبيرة تباع محليا بسعر يتراوح بين 55 و65 ريالا، مقابل 25 إلى 35 ريالا في أمريكا، وهو ما دفع "مايسترو" إلى تبني نموذج تسعير أكثر توازنا لتوسيع قاعدة العملاء.
وينظر الآن إلى حرب أسعار البيتزا في أنها منافسة بين سلاسل المطاعم الكبرى، بدأت بحملات تسويقية وأسعار تنافسية للغاية، وأدت إلى توحيد أسعار أحجام البيتزا المختلفة (مثل 10، 20، 30 ريال) بهدف كسب أكبر حصة من السوق.
ليست مضرة كليا لكنها ليست خيارا مثاليا
ومع ارتفاع الوعي بالجودة والتجربة، يتجه المستهلكون أكثر نحو العلامات التي تقدم مكونات أصلية وطابعا مميزا، ما يعزز فرص نمو الفئة المتخصصة من مطاعم البيتزا خلال السنوات المقبلة، خصوصا في المدن الكبرى التي تقود المشهد الاقتصادي والذوقي في السعودية.
صحيا، قالت لـ"الاقتصادية" أخصائية التغذية الإكلينيكية نيفين مداني، البيتزا ليست مضرة كليا، ولكنها أيضا ليست خيارا مثاليا لأنها تحتوي على دقيق أبيض مكرر، ودهون مشبعة، وصلصات جاهزة، ومع الوقت الإفراط في تناولها قد يرفع خطر زيادة الوزن، ارتفاع الكوليسترول وضغط الدم، مقاومة الإنسولين، السكري النوع الثاني ومشاكل بالجهاز الهضمي لأنها قليلة بالألياف وغنية بالصوديوم.
أضافت: يمكن جعلها خيارا صحيا من خلال استبدال الدقيق الأبيض بدقيق القمح الكامل أو الشوفان، واستخدام جبنة قليلة الدسم، إضافة كمية جيدة من الخضار، وتجنّب الصلصات واللحوم الجاهزة.
