صالونات العاصمة

د.القشيري:العلاج بالرقية والأعشاب طب بديل، يفتقر إلى الأبحاث العلمية

د.القشيري:العلاج بالرقية والأعشاب طب بديل، يفتقر إلى الأبحاث العلمية

أكد الدكتور عبدالله القشيري أن الطب البديل يفتقر إلى الأبحاث العلمية الكافية، وهو ما جعل كثيرا من غير...

الشيخ العبودي: القارة الإفريقية نالت النصيب الأكبر من اهتمام المملكة الدعوي

الشيخ العبودي: القارة الإفريقية نالت النصيب الأكبر من اهتمام المملكة الدعوي

استرجع الشيخ محمد بن ناصر العبودي الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي ذكرياته في الدعوة إلى الله في...

يماني: كان حريصا على الصلاة رغم تعبه الشديد في الفترة الأخيرة
يماني: كان حريصا على الصلاة رغم تعبه الشديد في الفترة الأخيرة

ودع الوسط الإعلامي والثقافي السعودي أحد فرسانه المبرزين بوفاة الأستاذ معتوق بن عبد الرحمن شلبي وكيل وزارة...

Author

الحوار في الاسلام

|
إذا كان الآخر ينادي بصدام الحضارات إلا أننا كمسلمين نرفض هذا التصادم، فلم نقرأ في التاريخ الإسلامي أن المسلمين شجعوا على صدام أو تصادم الحضارات، بل على العكس تزخر صفحات التاريخ الإسلامي بكثير من الحوارات الحضارية التي قام بها المسلمون في كثير من عصورهم الزاهرة وخاصة في العهد: الأموي، العباسي، والأندلسي. ويرجع ذلك إلى أن الدين الإسلامي يحض الإنسان المسلم على الحوار مع الآخر سواء كان الآخر مسلما أو على ملة أخرى غير دين الإسلام. فقد ور د لفظ الحوار في ثلاثة مواضع في القرآن الكريم، قال ـ سبحانه وتعالى ـ "فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا" [الكهف/ 34]، وقال أيضا " قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا" [الكهف/ 37]، وقال أيضا "قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما" [المجادلة/ 1]. وتشير هذه الآيات الثلاث إلى الاختلاف بين المتحاورين ومحاولة إقناع بعضهم بعضا. ونستفيد من ذلك أيضا أن الحوار يعني مراجعة الكلام وتداوله بين طرفين مختلفين. إن الإسلام دين الحوار بعبارة أخرى إن الحوار منهج قرآني، فالإنسان المسلم يتحاور مع الآخرين نظرا لأن الإسلام يحضه على الحوار، ويبدو الحوار في القرآن الكريم على كثير من المستويات. فقد كلم الله ـ سبحانه وتعالى ـ الملائكة واستمع إليهم، يقول سبحانه وتعالى "وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء" [البقرة / 30] . وكذلك رسله يقول ـ سبحانه وتعالى ـ "وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم ء أنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله" [المائدة/ 116 ] . وأيضا إبليس يقول ـ سبحانه وتعالى "قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين" [الأعراف/ 12]. ويشتمل القرآن الكريم على كثير من محاورات الرسل مع أقوامهم. يقول سبحانه وتعالى "قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السموات والأرض" [إبراهيم/ 10] . ولقد أورد القرآن الكريم حوار إبراهيم عليه السلام مع مدعي الربوبية. يقول سبحانه و تعالى "ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين" [البقرة/ 258]. وحوار موسى عليه السلام مع فرعون مدعي الألوهية والربوبية ورد في سور عديدة في القرآن الكريم، وأيضا بقية الرسل عليهم صلوات الله وسلامه حيث يحاورون أقوامهم بالحكمة لدعوتهم إلى الله وتوضيح الحق لهم والرد على شبهاتهم. ولقد أورد القرآن الكريم حوار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع امرأة. يقول سبحانه وتعالى "قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير" [المجادلة/ 1]. إذا الحوار مطلب إسلامي لكي نقوم بواجبنا تجاه الأمم الأخرى ليس لإفادة أنفسنا فحسب بل لفائدة الأمم الأخرى أيضا لنوصل إليها الخير الذي أمرنا الله به أعني الإسلام الذي يخرج الناس من الظلمات إلى النور. * كاتب وباحث أكاديمي في جامعة الملك سعود

اخر مقالات الكاتب

إنشرها
Author

الحوار .. وهاجس الخصوصية

|
المهم في ثقافة الحوار : المتحاورون أنفسهم وليس الموضوع محل الحوار. ولذلك فإن كل تقريب في وجهات النظر في "المتحاور فيه "يتم بمعزل عن "المتحاور" لن يكون الحوار إلا استزادة من تضييع الأوقات واسترزاقاً للمنتفعين منه. إن المشكلة الرئيسية تكمن دوماً في نوعية ثقافة المتحاورين وصفاتهم وأخلاقهم وتصوراتهم، أما موضوع الحوار فهو يأتي تالياً وتابعاً وثانياً وليس له أهمية كأهمية تشخيص واقع الحوار. جل المتحاورين واقعون تحت تأثير سلطة ثقافية أو تأثير نفسي أو كليهما، فالسلطة الثقافية تحكم رؤيته وتقيد موضوعيته وتحوله إلى آلة صماء ، وتبنيه بناء مؤدلجاً غير صالح للنوع الإنساني . والتأثير النفسي يسلبه القدرة على التقبل ويجعله مستعصياً أو في حالة توتر من الآخرين، إذ قد يكون بالفعل متحرراً من محكمات العادة والثقافة لكنه لا يستطيع الخلاص من طبائعه الحادة التي تشكله في صورة متطرف متوحش. وقد يتخلص من العقد النفسية ويكتسب صفات أخلاقية راقية وحضارية لكنه مستسلم للثقافة التي تستحكم في رؤيته للأشياء من حوله. فهو وإن كان أخف ضرراً من المتحرر ثقافياً إلا أن النتيجة متقاربة، فالكل عند رأيه ، لأن رأيه متأثر بعارض خارجي وليس لأن رأيه بالفعل رأي موضوعي . ولذا نبه القرآن الكريم إلى أهمية التجرد التام في قوله جل ذكره: ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ... ) إنني أتساءل باستمرار: كيف ستشيع ثقافة الحوار لدينا ولا يزال عندنا من يحتقر الآخرين ويزدري منجزاتهم، و يتعالى على أفكارهم ويكابر في تقبل الحق إلا بشروط تعجيزية، مع أن السنة النبوية أوضحت بصريح منقولها : أن الكبر شيئان : بطر الحق أي رد الحق، وغمط الناس أي ازدراءهم واحتقارهم. والله تعالى في محكم تنزيله نبه في أكثر سور القرآن الكريم إلى فداحة مسلك الكبر كصارف من صوارف قبول الحق فقال تعالى:( سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق ) . و أود أن أشير إلى نقاط أراها غاية في الأهمية: أولها: أن المحاور ما لم يشعر بحاجته المعرفية، وأهمية معارف الآخرين ، فلن تكون للحوار أهمية مهما بذلنا لأجله. ثانيها: أن الإبقاء على الإحساس بالخصوصية في كل شيء بلا مبرر سيقطعنا مسافات عن حِكمة الآخرين، فإن تلك الخصوصية والفرادة المزعومة –أحيانا- تؤثر حتى في تقبلنا للمشترك الإنساني في الذوق والجمال المتعارف عليه، وتقلب الطبيعة الفطرية والخصال التي استودعنا الله إياهها. وقد تكون هذه الخصوصية أحد المؤثرات الأكثر حظاً في الممانعة والتفاعل مع الآخرين ويتولد عنها في الغالب سلوك قطعي حدي وثقافة قطيعة غير قادرة على استيعاب المنجزات إلا بصعوبة بالغة وبطء شديد. إننا بحاجة إلى استبسال معرفي للقضاء على مادة الخصوصية في ثقافتنا فاستحكام الفرادة والخصوصية تؤثران في قولبة التصورات والأفكار وتمنعان العقل روعة التواصل مع الأشياء بموضوعية.
إنشرها
Author

الموقع الاستراتيجي لفلسطين سبب استهدافها .. ووحدة أهلها مفتاح الحل

|
أوضح الدكتور محمود عمار أستاذ الأدب العربي في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن فلسطين كانت ومازالت هدفا لليهود لأنها بلاد مقدسة عند الأديان الثلاثة الإسلام والنصرانية واليهودية ولموقعها الاستراتيجي بين قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا, مؤكدا أن اليهود لم يحكموا أرض فلسطين إلا فترة يسيرة من عمر التاريخ لم تتجاوز 500 عام وعاشوا في جل فترات التاريخ أقليات عند سكان فلسطين العرب. وأشار الدكتور محمود عمار في محاضرته عن القضية الفلسطينية في أحدية الدكتور راشد المبارك أن نابليون بونابرت حاول الاستيلاء على بيت المقدس لكنه فشل وهزم ووقف عند حدود عكا وقال قوله المشهور: "من ملك عكا ملك العالم" يقصد فلسطين، فيما قال هربرت صمؤيل أول مندوب سامي بريطاني في فلسطين وقائد الجيش البريطاني: إن السيطرة على فلسطين ستزيد من لمعان التاج البريطاني، ومن أجل ذلك حرص الاستعمار الصهيوني أن يكون هدفهم فلسطين بالذات, وفي هذا الشأن عقد مؤتمر في بريطانيا عام 1907م لدراسة الدول المستعمرة وأبدى المجتمعون خشيتهم وحدة الأقطار العربية ما يجعلها قوية وعملوا على وضع إسفين في وسط الأمة العربية لمنعها من النهضة والاتحاد. وأوضح الدكتور عمار أن اليهود كانوا مشتتين وكان القرن الـ 19 الميلادي قرن القوميات المحلية في أوروبا, وسعى اليهود وعددهم آنذاك ثلاثة ملايين يهودي أن يكون لهم وطن قومي مثل أوروبا ووافق ذلك هوى عند الأوروبيين، إضافة إلى معاداة أوروبا لليهود بسبب سلوكهم المشين, وتوافقت الرغبات وعقد مؤتمر بال في سويسرا عام 1897، كما ألف النمساوي اليهودي هرتزل كتابه المعروف "الدولة اليهودية" وكان ذلك نقطة انطلاق الفكرة اليهودية. وقال الدكتور عمار وعمل هرتزل على مشروع الدولة اليهودية وحاول اخذ موافقة الدولة العظمى وقتئذ, أي الدولة التركية التي كانت تعرف بالرجل المريض وذهب إلى السلطان عبد الحميد للحصول على حق هجرة اليهود إلى أرض فلسطين, وتعهد له بتسديد ديون الدولة العثمانية، غير أن السلطان عبد الحميد قال: إن أرض فلسطين ملك للمسلمين ولا أستطيع التصرف بها، فدبر اليهود لإسقاطه وجاء كمال الدين أتاتورك الذين هم خلفه. وأبان الدكتور عمار أن اليهود يقومون في دعوتهم على أمرين هما الحق التاريخي في فلسطين ووعد بلفور، موضحاً أن إبراهيم أبو الأنبياء جاء إلى فلسطين في القرن 18- 19 قبل الميلاد وتنقل ما بين مصر والعراق والجزيرة العربية ولم يملك فيها شبرا على الإطلاق، ولما ماتت زوجته سارة لم يجد مكانا يحفر فيه قبرا لزوجته وتبرع له أحد الكنعانيين بكهف لزوجته، ولو كان ما في التوراة صحيحا لملك إبراهيم هذه الأرض، وكذلك أولاده إسحاق ويعقوب الذي أوصى أولاده أن يدفنوه عند جدته سارة, وكل ما في التوراة من أن الله أعطى أرض كنعان لنسل اليهود مدسوس على التوراة. وقال الدكتور محمود عمار في عرضه التاريخي إن موسى وأخاه هارون ماتا أثناء التيه ثم قام يوشع بن نون ودخل فلسطين مع اليهود الذين ظلوا دخلاء على أهلها الفلسطينيين يحكمهم قضاة من الأسباط عددهم 12 آخرهم شاؤول المعروف في القرآن الكريم بطالوت الذي قتل جالوت وكان النبي داود أحد قادة طالوت وأصبح حاكما على فلسطين من بعده دام حكمه 40 عاما من 100 قبل الميلاد إلى 961 قبل الميلاد، وأقام الهيكل في طول 160 كيلومترا وعرض 60 كيلو مترا. وجاء بعده ابنه سليمان ملك فلسطين في نصف حدود فلسطين التاريخية وبعدها انقسم ملك اليهود إلى دولتين هما يهودا والسامرة بنفس الحدود السابقة، ثم جاء الآشوريون من أقصى سورية وأسقطوا السامرة في نابلس، وفي سنة 587 قبل الميلاد أسقط بختنصر من العراق دولة أورشليم وهدم الهيكل ومحا وجودهم السياسي, ولم يعد لهم وجود سياسي على الإطلاق من سنة 587 قبل الميلاد إلى سنة 1948م وأصبحوا مجرد أقليات. وبين الدكتور محمود عمار في 2 تشرين الثاني (نوفمبر) 1917 صدر وعد وزير خارجية بريطانيا آنذاك بلفور إلى القطب اليهودي روتشليد وهو وعد خرافي, إن صح القول، ووعد من لا يملك لمن لا يستحق لأن الحق التاريخي باطل من أصله، وصدر صك الانتداب بعد الحرب العالمية الأولى لتحقيق بريطانيا وعد بلفور وتأسيس وطن قومي لليهود في أرض فلسطين، ويشير المحاضر أن بريطانيا فتحت باب هجرة اليهود إلى فلسطين فكانت أعداد اليهود سنة 1918 نحو 55 ألفا بنسبة 5 في المائة من السكان ويشكلون أقل أقلية يهودية في الوطن العربي. #2# ولكن بفتح باب الهجرة من ألمانيا والاتحاد السوفييتي وألبانيا وغيرها أصبح تعداد اليهود في فلسطين 400 ألف نسمة سنة 1948 بنسبة 40 في المائة من السكان، ورغم قيام ثورات كثيرة ضدهم من الشعب الفلسطيني أهمها ثورة سنة 1936 التي مثلت أعظم إضراب في التاريخ وعطلت مصالح بريطانيا إلا أن موازين القوى كانت مختلة لصالح اليهود المدججين بالأسلحة والطائرات والقوة العسكرية العظيمة. وعرج الدكتور عمارة على قرار تقسيم فلسطين الصادر من هيئة الأمم المتحدة عام 1947 والذي أعطى اليهود 52 في المائة من أرض فلسطين و46 في المائة للعرب و2في المائة تحت إشراف دولي تشمل بيت لحم والمناطق المقدسة، ورفض العرب هذا القرار المجحف بحقهم ودخلوا في الحرب التي كانت مهزلة وضاعت فلسطين في شربة ماء، وكان جميع الدول العربية مع الحرب إلا المملكة ومفتي القدس أمين الحسيني الذين كانوا يرون دعم الفلسطينيين ماليا وعسكريا، وكانت الجيوش العربية بلا أسلحة فعالة وغير معدة عسكريا وتحت قيادة أجنبية مما ألحق الهزيمة بالدول العربية، وكان عدد الجيوش العربية من مصر وسورية والعراق والسعودية ولبنان وغيرها 35 ألف مقاتل, بينما كان عدد الجيش الإسرائيلي 50 ألفا اشتركوا في الحرب العالمية الثانية وذو دربة عسكرية فائقة، واحتل اليهود 87 في المائة من مساحة فلسطين ولم يتبق إلا 22 في المائة تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة. وأوضح الدكتور محمود عمار أن مساحة فلسطين 27 ألف كم ومساحة قطاع غزة370 كم وطوله 448 كم وعرضه 13 كم ويعيش فيه مليون ونصف المليون نسمة ويشكل أعلى كثافة سكانية في العالم، وقطاع غزة محاصر منذ 40 سنة وليس منذ ثلاث سنوات فقط، مشيرا إلى أن اليهود يراهنون على أن يأتي جيل فلسطيني وينسى وطنه ولكن الأجيال أشد تمسكا بأرض فلسطين ممن قبلها, وأوضح المحاضر أن قطاع غزة غرق في الظلام والمحروقات انقطعت وعاد الناس إلى الطبخ على الحطب نتيجة الحصار الجائر وإغلاق المعابر. وقال الدكتور عمار إن إسرائيل استخدمت القنابل الفسفورية المحرمة دوليا في قصف قطاع غزة في أعنف حرب في التاريخ ووصل عدد الشهداء إلى 1300 شهيد و3500 مصاب وتدمير 14 في المائة من العمران ومحو أربعة آلاف بيت وتضرر 16 ألف بيت وجرائم أخرى لا يصبر عليها احد. وفي كلمته أمام الحضور بين السفير الفلسطيني في المملكة جمال الشوبكي إننا نعيش في أزمة بعد العدوان الغاشم وما حصل في غزة هو قتل متعمد للفلسطينيين دون حساب, ويعتقد أن هذه الجريمة يجب ألا تمر بدون عقاب، وأشار السفير الفلسطيني إلى أن من يواجه إسرائيل يواجه أمريكا ومن يواجه أمريكا يواجه العالم مذكرا أن أمريكا تدعم إسرائيل بالسلاح والمال والفيتو الذي يحمي القرار السياسي, وأبان سعادته أن إسرائيل انتصرت انتصارا ساحقا في حروب 1948- 1967 وما بعد ذلك جاءت معارك عديدة لم تنتصر إسرائيل فيها انتصارا واضحا, موضحا أن إسرائيل لديها متناقضات والسلام يقتل إسرائيل وأن الجيش الإسرائيلي قام بالعدوان على شعب أعزل بإمكانات عسكرية يستطيع بها احتلال ثلاث إلى أربع دول عربية بسهولة، وقال الشوبكي إننا في حاجة إلى الوحدة والتقارب والتكامل مع الإخوة في حماس, مبينا أن الموقف العربي يبنى على ثلاث دول هي السعودية ومصر وسورية, وأن العرب يجب أن يتوحدوا الآن لأن الخلافات العربية تنعكس عليه.
إنشرها
Author

فأما الزبد فيذهب جفاء!

|
"يلتفت المجتمع إلى رواده ومثقفيه ليجد القيادة الحقيقية للفكر والرأي، ولذلك فإن الحوار كهدف مجتمعي يجب أن يبدأ من محاضن الثقافة وأندية الأدب و التعليم ومن البيت قبل ذلك"، هذه الفكرة الأساسية التي أجمع عليها كتاب هذه الزاوية . لنتأمل معا هذا الموقف: "مثقفان" يجلسان على طاولة واحدة أمام مجمع من الحاضرين في مجمع "ثقافي" ، ويتراشقان الاتهامات المغلوطة والكلمات التي لا ترقى إلى مستوى المجلس، قرر أحد الحاضرين أن يساهم بمداخلة حول القضية محل النزاع، لتتحول سهام "النقد" إليه، ويتحد "المثقفان" ضده بالأسلوب نفسه المتبع في حوارهما قبل لحظات. كيف يتعلم الجيل بل والمجتمع كله أن الحوار مبني على احترام الأطراف المتنازعة لبعضها، بل كيف يفهم أن الحوار أسلوب حضاري لنقل الأفكار، في وقت يقف فيه اثنان من "المثقفين" موقف الضد من بعضهما دون احترام لأنفسهما فضلا عن احترام الحاضرين؟! ولذلك فأنا أعتقد أن الحوار يجب أن يكون "فضيلة" ومحمدة يحرص عليها المجتمع كله، بدلا من أن نرمي بالمسؤولية على عاتق المؤسسات التعليمية والمثقفين والعلماء، لأن هؤلاء بشر يتأثرون سلبا و إيجابا بالمواقف التي يكونون فيها، كما أنها مسؤولية كبيرة ومشتركة بين الجميع مهما كانت مواقعهم أو مستوياتهم الفكرية، ولن يكون ذلك إلا إذا كان الحوار هدفا تنمويا للمجتمع بأكمله. المشكلة أننا لم نفهم حتى الآن أهمية التنمية الفكرية، وكيف أن العالم كله متوجه إلى الاستثمار في الأفكار والعلم والمعرفة، بعد أن أكد عصر الاستثمار المادي أنه معرض للخسارة. والجميل في استثمارنا الثقافي، أنه مضمون الأرباح 100 في المائة فلا حاجة إلى دراسات جدوى إلا في حالة رغبتنا في أن نزيد الأرباح فقط. أدعو إلى الاهتمام بالندوات الفكرية والحوارية، والنقاشات العلمية ونفرد لها مساحتها من الحرية لنصل إلى النتائج التي نريد، وليست النجاحات التي حققتها الصالونات الثقافية ببعيدة عنا، إذ فتحت للمجتمع المدني بوابة حرة للنقاش والتواصل. كما أن وسائل الإعلام بشتى اتجاهاتها بحاجة إلى نشر ثقافة الحوار الحقيقية، دون أن يكون الحوار المنشور أو المذاع صورة لتوجهات الإعلاميين فقط، المشكلة أننا – أحيانا- نخشى وجهات النظر المخالفة لدرجة أننا لا نتيح لها الفرصة للتعبير عما يدور في دواخلها، وأنا أؤمن بأن المجتمع أصبح قادرا على الحكم على الأفكار المطروحة، لسبب مهم أن نسبة المتعلمين في المملكة تجاوزت 70 في المائة من مجموع السكان. وقد لاح مغيب شمس احتكار الثقافة في عصرنا الحالي، ولم يبق هناك أي سبب يدعونا للاختفاء تحت قبعة الحذر غير المبرر، فالأفكار المتداولة في مجتمع المملكة الافتراضي تنبئ بأن الوضع قد تغير عن السابق كثيرا، ولا يشعر بذلك أحد كما يشعر به المعلمون والإعلاميون اللذان يتشاركان جذرا لغويا واحدا وهو الـ"علم". ولا شك عندي أن الجانب السلبي من المتحاورين سينسحب في الأخير مصداقا لقول الله تعالى: (فأما الزبد فيذهب جفاء .. وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)

اخر مقالات الكاتب

إنشرها
صدى منتديات العاصمة

صدى منتديات العاصمة

أحدية الرشيد تستضيف الدكتور يوسف الأحمد ...

Author

الحوار .. وهاجس الخصوصية

|
المهم في ثقافة الحوار : المتحاورون أنفسهم وليس الموضوع محل الحوار. ولذلك فإن كل تقريب في وجهات النظر في "المتحاور فيه "يتم بمعزل عن " المتحاور " لن يكون الحوار إلا استزادة من تضييع الأوقات واسترزاقاً للمتنفعين منه. إن المشكلة الرئيسة تكمن دوماً في نوعية ثقافة المتحاورين وصفاتهم وأخلاقهم وتصوراتهم، أما موضوع الحوار فهو يأتي تالياً وتابعاً وثانياً وليس له أهمية كأهمية تشخيص واقع الحوار. جل المتحاورين واقعون تحت تأثير سلطة ثقافية أو تأثير نفسي أو كليهما، فالسلطة الثقافية تحكم رؤيته وتقيد موضوعيته وتحوله إلى آلة صماء ، وتبنيه بناء مؤدلجاً غير صالح للنوع الإنساني. والتأثير النفسي يسلبه القدرة على التقبل ويجعله مستعصياً أو في حالة توتر من الآخرين، إذ قد يكون بالفعل متحرراً من محكمات العادة والثقافة لكنه لا يستطيع الخلاص من طبائعه الحادة التي تشكله في صورة متطرف متوحش. وقد يتخلص من العقد النفسية ويكتسب صفات أخلاقية راقية وحضارية لكنه مستسلم للثقافة التي تستحكم في رؤيته للأشياء من حوله. فهو وإن كان أخف ضرراً من المتحرر ثقافياً إلا أن النتيجة متقاربة، فالكل عند رأيه ، لأن رأيه متأثر بعارض خارجي وليس لأن رأيه بالفعل رأي موضوعي . ولذا نبه القرآن الكريم إلى أهمية التجرد التام في قوله جل ذكره (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ... ) إنني أتساءل باستمرار : كيف ستشيع ثقافة الحوار لدينا ولا يزال عندنا من يحتقر الآخرين ويزدري منجزاتهم، و يتعالى على أفكارهم ويكابر في تقبل الحق إلا بشروط تعجيزية، مع أن السنة النبوية أوضحت بصريح منقولها : أن الكبر شيئان : بطر الحق أي رد الحق ، وغمط الناس أي ازدراؤهم واحتقارهم. والله تعالى في محكم تنزيله نبه في أكثر سور القرآن الكريم إلى فداحة مسلك الكبر كصارف من صوارف قبول الحق فقال تعالى: (سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق ) . و أود أن أشير إلى نقطتين أراهما غاية في الأهمية: أولاهما: أن المحاور ما لم يشعر بحاجته المعرفية، وأهمية معارف الآخرين ، فلن يكون للحوار أهمية مهما بذلنا لأجله. ثانيتهما: أن الإبقاء على الإحساس بالخصوصية في كل شيء بلا مبرر سيقطع بنا مسافات عن حِكمة الآخرين، فإن تلك الخصوصية والفرادة المزعومة – أحيانا - تؤثران حتى في تقبلنا للمشترك الإنساني في الذوق والجمال المتعارف عليه، وتقلب الطبيعة الفطرية والخصال التي استودعنا الله إياهها. وقد تكون هذه الخصوصية أحد المؤثرات الأكثر حظاً في الممانعة والتفاعل مع الآخرين ويتولد عنها في الغالب سلوك قطعي حدي وثقافة قطيعة غير قادرة على استيعاب المنجزات إلا بصعوبة بالغة وبطء شديد. إننا بحاجة إلى استبسال معرفي للقضاء على مادة الخصوصية في ثقافتنا فاستحكام الفرادة والخصوصية يؤثران في قولبة التصورات والأفكار ويمنعان العقل من روعة التواصل مع الأشياء بموضوعية.
إنشرها
معروف الرصافي أحد الأوتار الخمسة للشعر العربي المعاصر
معروف الرصافي أحد الأوتار الخمسة للشعر العربي المعاصر

وصف الكاتب المخضرم عبد الفتاح أبومدين شاعر العراق المشهور"معروف الرصافي" بأنه أحد أوتار الشعر العربي...

د. السناني: غياب الحافز المادي والمعنوي يفقد الموظف ولاءه للمؤسسة
د. السناني: غياب الحافز المادي والمعنوي يفقد الموظف ولاءه للمؤسسة

أكد السناني أن مشكلة نقص الموظفين والهيكلة التنظيمية غير الواضحة هي أبرز أسباب مشاكل الفاعلية في أداء...

د. الحسين: لن نوقع مع أي منظمة تتعارض مع الشريعة
د. الحسين: لن نوقع مع أي منظمة تتعارض مع الشريعة

شدد الدكتور زيد الحسين على ثبات موقف الهيئة من المنظمات الإنسانية التي لها مواقف مسبقة من المملكة ومواطنيها...

د.المديفر : المشكلات الاقتصادية والاجتماعية تسبب الأزمات النفسية
د.المديفر : المشكلات الاقتصادية والاجتماعية تسبب الأزمات النفسية

أكد الدكتور عمر بن إبراهيم المديفر رئيس قسم الصحة النفسية في مدينة الملك فهد الطبية للحرس الوطني في الرياض...

Author

كيف نتحاور .. موضوعيا؟

|
من المهم في كل حوار أن نسلك الطرق العلمية والتزامها، ومن أهم سبلها تقديم الأدلة المُثبِتة أو المرجِّحة للدعوى، وصحة تقديم النقل في الأمور المنقولة، وفق القاعدة المعروفة: "إن كنت ناقلاً فالصحة، وإن كنت مدَّعيّاً فالدليل" وقوله تعالى: ? قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ?، ومن ثم التأكد من سلامة كلامِ المناظر ودليله من التناقض ؛ فالمتناقض ساقط بداهة، ومن أمثلة ذلك وصف فرعون موسى عليه السلام بقوله: ?سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ?، وهو وصف قاله الكفار – لكثير من الأنبياء بمن فيهم كفار الجاهلية – لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم . وهذان الوصفان السحر والجنون لا يجتمعان، لأن الشأن في الساحر العقل والفطنة والذكاء، أما المجنون فلا عقل معه البتة، وهذا منهم تهافت وتناقض بيّن. ومن ضمانات المنهجية في الحوار الاتفاق على منطلقات ثابتة وقضايا مُسَلَّمة، وهذه المُسَلَّمات والثوابت قد يكون مرجعها أنها عقلية بحتة لا تقبل النقاش عند العقلاء المتجردين ؛ كحُسْنِ الصدق، وقُبحِ الكذب، وشُكر المُحسن، ومعاقبة المُذنب، وغيرها من الثوابت. ومن أسس المنهجية ؛ التركيز على الأفكار، فهدف الحوار هو الاستفادة من الأفكار وليس تدمير الأشخاص، ولذلك؛ فإن من أهم ضوابط الحوار: التركيز على فض الاشتباكات الفكرية دون التعرض السلبي للأشخاص بتشويه أو تجهيل، فلا خلاف مطلقاً بين أشخاص المتحاورين، وإنما بين أفكارهم، والفكرة الحسنة تُمْتدح بغض النظر عن قائلها، والفكرة الخطأ تُرَاجع دون تسفيه قائلها أو التهكم عليه، فالنظر دائماً إلى الآخر من خلال ما قيل، لا من قال. ولا شك أن التحاور ضمن هذا المبدأ، أي مبدأ افتراض المخالفة هو المدخل الذي يضع الآخر في أول الطريق الصحيح للتفكير، لأنه يرى أن من يحاوره يضع نفسه معه في موضع المجادلة المشتركة لمعرفة الحق؛ قال تعالى على لسان نبيه ?: ?وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ?. وعلى المحاور تجنب التفكير السطحي الذي لا يغوص إلى أعماق المشكلات، ولا يدرك أثر العلاقات ببعضها، ولا يستوعب تأثير المتغيرات، بل يتوقف عند الأسباب الظاهرة للمشكلة، التي غالبا ما تكون أعراضا للمشكلات وليست جواهرها. وهو يغيب العقل، ويهمل العلم، ويغفل العمل، ويجافي سنن الله في الآفاق والأنفس. ومن سماته التفكير السطحي؛ إرجاع المشكلات والظواهر إلى عامل واحد، مع إغفال أن تعقيد المشكلات لا يستوعبه سبب واحد، وفيه قدر من التبسيط يتنافى مع عمق التجارب الإنسانية. كما تقتضي المنهجية العلمية؛ عدم تغليب دوافع الذات وعواطفها وانحيازاتها الفكرية والاجتماعية على العناصر الحقيقية والعلمية للموضوع بحيث لا يتحدد الموقف بشكل تعسفي وعلى غير ما يجب أن يكون من صدق وأمانة وإخلاص وتوازن. والحوار الناجح يضبط العلمُ مساره، وتوجه المنهجية الموضوعية المرتكزة على العلم موقف كل طرف فيه تجاه الآخر، فلا يستقيم حوار بدون العلم، بل في غيابه يصبح ضرر الحوار أكثر من نفعه، لأن جهود المتحاورين في هذه الحال تذهب سدى وتضيع بلا ثمرة تذكر .. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "وأكثر ما يكون ذلك لوقوع المنازعة في الشيء قبل إحكامه وجمع حواشيه وأطرافه". ولقد عاب الله – جل وعلا – على أهل الكتاب المحاجة فيما لا علم لهم به فقال : ?هَاأَنتُمْ هَؤُلاء حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ? (آل عمران :66 ).

اخر مقالات الكاتب

إنشرها
Author

ما دور الحوار في بناء الإنسان والمجتمعات؟

|
إن الأمم لم ترتق ولم تتقدم إلاّ عندما أتقنت فن الحوار, فالحوار هو الذي يوفر الفرصة للتبادل والتواصل الفكري الحر والعاقل والمنتج. انظر إلى عمل الرسول صلى الله عليه وسلم حينما كان يدعو قومه إلى الإسلام, كان يستمع إليهم بإنصات ولا يقاطع المتحدث حتى ينتهي، ونعرف قصة سورة فصلت كيف أن أبا الوليد جاء موفداً من قريش ليفاوض الرسول صلى الله عليه وسلم على أمور، فاستمع إليه حتى انتهى, بل سأله هل فرغت يا أبا الوليد؟ فلما قال نعم. قال له: استمع إلي وقرأ عليه مقدمة سورة فصلت (ألم ... الآيات.) وعرض الإسلام على قوم جاءوا من يثرب، فلما انتهى كلامه قالوا له: وما لنا إن نحن بايعناك على ذلك. قال: الجنة. ولو قرأت صفة الرسول صلى الله عليه وسلم مع أصحابه ومع أعدائه لرأيت عجباً من فن الحوار الراقي في الاهتمام بمحدثه حتى كان كل من يحدث الرسول عليه الصلاة والسلام يحسب أنه أحب الناس إليه. لقد شعر بهذا عمرو بن العاص رضي الله عنه من ملاحظته شدة عناية الرسول صلى الله عليه وسلم حتى سأله: (من أحب الناس إليك يا رسول الله، فقال: عائشة. فقال عمرو: ومن الرجال قال :أبوها...). والحوار الحقيقي يساعد على استخراج الأفكار واجتهاد الجميع في التفكير والإبداع, لقد شاور الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه في مواجهة الأحزاب (جيش يصل إلى عشرة آلاف مقاتل لا قدرة للمدينة على مواجهتم) فأشار سلمان الفارسي رضي الله عنه بحفر الخندق، فقبل مشورته. ليس من الحوار ما وقر في عقولنا "الشيوخ أبخص", ولو كانت مثل هذه الأفكار موجودة في المجتمع الإسلامي المؤسس لما تقدموا خطوة. انظر إلى الحوارات في بعض المجالس النيابية حول العالم حين يخصص لكل عضو مدة محددة لا يزيد عليها. ما زلت أذكر برنامجاً لأستاذ في جامعة أم القرى يبدأ بالمقدمة فإذ به يأخذ نصف البرنامج لتلك المقدمة ولا يبقى للضيف المسكين إلاّ أقل القليل. وقد شاركت في حلقة تلفزيونية مع أحد الأساتذة من مصر ففي القسم الأول من البرنامج (قبل الفاصل) لم أحصل إلاّ على 10 في المائة من الوقت، فلما انتقلنا إلى النصف الثاني لم أنتظر أن يأتيني الدور وأتحدث بأدب كما هو الأصل والمطلوب, بل كنت أجيب وأداخل قدر الاستطاعة. ولا بد أن أذكر هنا الدكتور رشدي فكّار ـ رحمه الله ـ هذا العالم الكبير حين تحدث عن الحوار فقال إننا نتحاور بالإلغاء, حيث إن كل واحد منّا يلغي الآخر ولا يستمع إليه ولا ينصت. بل لا يعير أي اهتمام لوجهة النظر الأخرى. وما أعجب الشافعي ـ رحمه الله ـ حين قال: "ما حاورت أحداً إلاّ وددت أن يكون الحق معه". وأحد العلماء يقول: "كلامي صواب يحتمل الخطأ وكلامك خطأ يحتمل الصواب" "فأعطى فرصه لمحاوره أن يكون معه الصواب. بالحوار يرتقي التعليم وترتقي الصحة وترتقي الشعوب... إن الأمة التي يغيب فيها الحوار وحرية التعبير لأمة مكتوب عليها الشقاء والتخلف والضياع. وما أعجبنا إذ وصفنا أحوالنا في بعض الأحيان وكأنه وضعنا الحاضر حينما قال أحدهم: صوموا ولا تتكلموا إن الكلام محرم ناموا ولا تستيقظوا ما فاز إلاّ النوّم إن قيل هذا شهدكم مرٌّ فقولوا علقم. وقال آخر: في فمي يا عراق ماء كثير كيف يشكو من في فيه ماء؟ وهو مقتبس من قول الشاعر: قالت الضفدع قولاً رددته الحكماء: في فمي ماء وهل ينطق من في فيه ماء؟ *أستاذ الاستشراق في جامعة الملك سعود
إنشرها