"مرجان أحمد مرجان".. سخرية متعددة الجوانب من فساد الواقع في مصر
سخر فيلم "مرجان أحمد مرجان" للمخرج علي إدريس كما ظهر في العرض الخاص للفيلم في المسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية مساء الثلاثاء الماضي من جوانب متعددة من فساد الواقع المصري.
جاءت السخرية اللاذعة التي قدمها الفنان عادل إمام (مرجان أحمد مرجان) "أكثر من أي مرة سابقة حيث اعتمد الكثير من السخرية التي جمع فيها مؤلف السيناريو يوسف معاطي في سلة واحدة ما يقال في الصحف المعارضة والصحف المستقلة عن الأوضاع الفاسدة في المجتمع المصري" وذلك كما يقول الناقد السينمائي في صحيفة "الجمهورية" القومية محمد صلاح الدين.
وتابع "ورغم أن الفيلم لم يقدم جديدا على التوليفة التي يعتمدها عادل إمام في أفلامه إلا في زيادة السخرية، إلى جانب بناء مشاهد خاصة بنجمة سينمائية كبيرة مثل ميرفت أمين وهذا ما لم يكن معتادا في أفلام عادل إمام السابقة". وعدّ أن "السخرية من الانتخابات وفسادها والرشاوى كلها عرضت سابقا في الدراما ولكنه بالغ فيها بحيث اتهم كل الشعب المصري باستثناء البطلة ميرفت أمين بقبول الرشوة وهذه المبالغة مرفوضة؛ لأنه ما زال هناك الكثير من الشرفاء الذين يرفضون مثل هذه الأخلاقيات".
وعد أن الجديد في الفيلم هو "الانتقادات اللاذعة في مجال التعليم والثقافة وهي مادة مستجدة للدراما المصرية كان على الفيلم أن يركز عليها أكثر فأساس الفساد الذي نعيشه نابع من إفساد الصغار من خلال نظام التعليم نفسه". وهذا ما أكده أيضا الناقد في يومية "الأهرام المسائي" عادل عباس الذي رأى في الفيلم "دراما مفككة خارجة عن المسار التقليدي للدراما فهي مشاهد متراكمة كما الصحيفة اليومية التي تقرأ فيها أبوابا مختلفة ولكنها تنسجم مع الموقف العام بتخليق الكوميديا من خلال السخرية من أوجه الواقع الفاسدة في أكثر من جانب".
وقدمت هذه الصورة من خلال قيام رجل الأعمال مرجان أحمد مرجان الذي تنتشر إمبراطوريته المالية في كل مناحي الاقتصاد برشوة رجال الحكومة. ولتعويض النقص الذي يشعره به ابناه (شريف سلامة وبسمة) بسبب عدم حصول والدهما على الشهادة الجامعية يدخل الجامعة طالبا ويقوم برشوة الأساتذة وكل من يعترضه للحصول على الشهادة بما في ذلك شراء الجامعة نفسها.
وإلى جانب الصراع الذي يدور بينه وبين أستاذة الحضارة في الجامعة (ميرفت أمين) التي ترتبط بعلاقة خاصة مع ابنيه فيخوض انتخابات مجلس الشعب في مواجهتها ويستطيع من خلال رشوة المسؤولين الفوز على حساب الشعبية الطاغية التي تملكها منافسته.
وتنتشر الرشاوى التي يقدمها في جميع القطاعات حتى يصبح الجميع في خدمة أهدافه ومصالحه ضمن مواقف ساخرة، فإلى جانب رشوة مسؤولي الدولة يشتري قصائد تافهة لشاعر لينشرها باسمه ويحصل من خلال الرشوة أيضا على جائزة أفضل شاعر. ويسخر من الإسلاميين ويحول زعيمهم إلى مدافع شرس عنه ويسخر من الجهاز التعليمي ويحول أساتذته إلى مرتشين وحتى فريق كرة القدم يرشو القائمين عليه ويتولى قيادته ويقوم برشوة الحكم في مباريات الفريق للفوز على الفرق الأخرى التي يقوم أيضا برشوة لاعبيها.
وهذا يفاقم الصراع بينه وبين ابنيه ولجوئه للعنف مع ابنته التي صدمت ودخلت المستشفى، بسبب ذلك يغير إطار الصراع ويبدأ البطل بالتغيير ويحصل على شهادته الجامعية بمجهوداته الشخصية. ويدلل على تغيير فساده وتعديل في المشاهد الأخيرة للفيلم قبول أستاذة الحضارة الزواج منه بعد رفض استمر طوال الفيلم على أن ترتبط بأي علاقة معه.
يذكر أن الفيلم تأخر عرضه لأسباب فنية لأكثر من عشرة أيام حيث كان يتوقع عرضه في الثلث الأخير من حزيران (يونيو) الماضي. وقد حضر حفل الافتتاح الذي دشن فيه عرض الفيلم في دور السينما المصرية عدد كبير من نجوم السينما بينهم محمود ياسين، والفنان السوري جمال سليمان، والمطربة اللبنانية هيفاء وهبي التي استخدمت ميرفت أمين أغنيتها "الواوا" ضمن أحداث الفيلم.