الدبيخي: بعض الآراء الناقدة بعيدة كل البعد عن الصواب
الدبيخي: بعض الآراء الناقدة بعيدة كل البعد عن الصواب
ركز المهندس عبد الله الدبيخي على أهمية احتواء الصورة على فكرة واحدة فقط، مستشهدا على ذلك بالأعمال التي قدمها المصور العالمي الأمريكي الراحل أنسل آدمز حيث قال: جميع الأعمال التي قدمها آدمز تدور حول فكرة واحدة، ومتى ما ضمت الصورة عددا من المواضيع فقدت قيمتها الفنية وجاذبيتها للعين، وفرق في ذلك بين الصور التوثيقية التي تتطلب أحيانا إدخال عناصر مختلفة داخل الإطار الواحد، وبين الصورة الفنية التي هدفها الأول إمتاع المتلقي وإيصال الرسالة التي يتطلع المصور لتحقيقها بلغة بصرية راقية. جاء ذلك في المحاضرة التي أقامتها لجنة التصوير الفوتوغرافي في جمعية الثقافة والفنون في المركز الرئيسي في مدينة الرياض في فندق ماريوت في الرياض، وأكد الدبيخي على اختيار التوقيت المناسب لالتقاط الصورة, وكذلك اللحظة الحاسمة التي تخلق مشهدا ربما لا يتكرر، وبين خلال المحاضرة بعض عناصر التكوين التي يجب أن يلم بها المصور ويتفاعل معها ليقدم عملا فنيا معتمدا على الأسس والقوانين التي سار عليها كثير من المصورين العالميين، وتناول أنواع الخطوط وأثرها في الصورة وما تحمله من معان ودلالات, فالخطوط المستقيمة مثلا توحي بالقوة, فيما نجد نوعا من الرقة واللطف في الخطوط المنحنية، ونبه في الوقت نفسه بألا يركز المصور على الخط ليكون هدفه من الصورة وإنما تأتي الخطوط لتعزز موضوع الصورة، وبعد ذلك انتقل إلى الأشكال الإيجابية والسلبية داخل الصورة وكيف يمكن للمصور أن يوظف الأشكال السلبية بحيث تخدم الموضوع المراد تصويره، وتطرق الدبيخي في محاضرته إلى أهم القواعد في عالم التصوير كقاعدة الثلث وخط الأفق، واتجاه الإضاءة وتأثيرها وقدرتها على إبراز الموضوع وتجسيمه، وأنه بمثابة الريشة للمصور فيرسم ملامح صورته ويحدد الجوانب المهمة ويركز عليها، وكذلك اختيار القطع المناسب للصورة سواء كان أفقيا أو عموديا, موضحا المواضيع التي تناسب كل نوع حيث قال الطبيعة وتصوير المجموعات لا يناسبهما إلا القطع الأفقي, فيما نجد أن القطع الرأسي ملائم لتصوير البورتريه لما فيه من قوة وثبات وأضاف قائلا: أكثر من 90 في المائة من المصورين في أنحاء العالم يتجهون لاستخدام القطع الأفقي لسهولته ومناسبة الكاميرا له فهي مصممة بهذا الشكل، ثم تحدث عن بعض التقنيات التي يجب على المصور معرفتها واستخدامها الاستخدام الصحيح، وفي ختام المحاضرة فتح المجال للمداخلات من الحضور الذين تفاعلوا مع طريقة المحاضر وأسلوبه، ووجه أحد الحضور سؤالا للدبيخي حول مجال استخدام التقنيات الحديثة وبرامج الكمبيوتر لإنتاج الصورة وأجاب بقوله: يحق للفنان أن يعمل كل ما يستطيع ليقدم عملا إبداعيا سواء من خلال برامج الكمبيوتر أو غيرها، فالعبرة بالنتيجة النهائية، والمصورون الأوائل كانوا يقومون بأعمال مشابهة لما تقوم به هذه البرامج داخل الغرفة المظلمة مع اختلاف الإمكانيات والنتائج، وطالب أحد الحضور من الدبيخي توجيه نصيحة للمصورين على اختلاف مستوياتهم، فقال: على كل مصور أن يسعى ويبحث ليكتشف النواحي الجمالية ويلاحظ نقاط الضعف في الأعمال التي يلتقطها أو التي يراها، وأضاف قائلا: هناك بعض المصورين الذين حققوا جائزة في مسابقة من المسابقات، وبدؤوا يعطون آراءهم ونصائحهم ويعلقون على أعمال بعض المصورين بالسلب أو الإيجاب, وبعض هذه الآراء بعيدة كل البعد عن الصواب، فعلى المصور ألا يأخذ بالآراء التي تقال عن عمل من الأعمال ما لم تكن صادرة من فنان متمكن ويملك عين الناقد. وعقب المحاضرة التقت "الاقتصادية" كريم العنزي عضو اللجنة الذي صرح بقوله: في البداية نتوجه بالشكر للمهندس عبد الله الدبيخي على تبرعه بكامل تكاليف المحاضرة، وتتطلع اللجنة لإقامة العديد من الأنشطة والفعاليات التي تخدم الحركة الفوتوغرافية.
الجدير بالذكر أن المهندس عبد الله بن علي الدبيخي يحمل درجة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية وحاصل على دبلوم التصوير الشامل من معهد نيويورك للتصوير، ودبلوم تصوير الطبيعة المتخصص من المعهد نفسه، وتولى منصب المدير التنفيذي لشركة وميض للتصوير الصناعي, ومنتسب لعدد من جمعيات التصوير العالمية كمجموعة مصوري سينار السويسرية وجمعية المصورين الأمريكيين والجمعية الملكية البريطانية للمصورين المحترفين, وشارك في العديد من المعارض من أهمها معرض هولندا بعيون الأجانب في أمستردام، وأقام معرضا شخصيا في الرياض وآخر في بريدة عن الحياة الفطرية، وخلال مسيرته نال درع مدينة هلفرصم الهولندية عام 1408هـ نظير تصوير المدينة على مدى سنة ومتابعة التغيرات المناخية والميدالية الذهبية في مسابقة طلاب الجامعات الخليجية عام 1406هـ, ويرأس الآن اللجنة التحضيرية لجمعية المصورين السعوديين.