على مسؤوليتك الخاصة

على مسؤوليتك الخاصة

قرار الاستثمار يركز على المعلومة ومن يقدمها ومدى صحتها وتوقيت تقديمها، وتتم في العادة محاسبة طرفي المعلومة عند وجود خلل في كل أسواق العالم المتقدم. ويهتم عادة بالمعلومة لسببين، أولا أن لها أثرا مباشرا وقت خروجها وهذا الأثر حسب تفسيره قد يكون سلبيا أو إيجابيا. فالهدف هو تنظيم أحداث السوق وإلغاء أي محاولة في استفادة البعض دون الآخر وتوجيه السوق بمعنى أدق تحقيق العدالة للجميع. وعادة ما تكون هناك مصادر موثوقة تقوم بعرض المعلومة وتحليل تأثيرها وعرضها بتوقيت سريع لا يسمح لأي طرف باستغلالها مما ينعكس على كفاءة السوق وعلى ثروات المتعاملين إيجابا وإن كان هناك مجال لدعم السيولة من خلال وجود نوع من اختلاف حجم التأثير والفروق الشخصية مما يدعم التداول في السوق.
عندنا القضية هي التداول على مسؤوليتك الخاصة وتبدأ الرحلة من خلال تصيد المعلومات وتعد الإنترنت هي القناة المفضلة للمتداولين تليها مصادر الإشاعات الأخرى كالأصدقاء إن كانوا من العاملين في الشركات. وتنتقل القضية لمحاولة تفسير تأثير هذه الأخبار إن كانت ذات قيمة من عدمها وبالتالي تؤثر في السعر بصورة مباشرة أو لا تؤثر. وهنا يكون دور مؤثر للمحللين الماليين وهم عادة تابعون لشركات تقدم خدمة المعلومات المالية أو بيوت سمسرة تقدم خدماتها لعملائها وهذا القطاع يعد حديثا في السعودية ويحتاج إلى وقت حتى يقوم بدوره. لذلك نجد أن قنوات الإشاعات أخذت مساحة كبيرة نظرا لأن لها حق الحديث دون أن تكون هناك محاسبة أو مقاضاة من طرف المستفيد وكونها مجانية يزيد من حجم المشكلة وتأثيرها. ويصبح الفرد مجبرا على الاستفادة من عدمها وعلى مسؤوليته الخاصة. ويتحمل المواطن بالتالي مصداقية المعلومة وتفسيرها ويمكن لهذا الوضع أن ينتهي مع تطور السوق وحاليا يستلزم الوضع من الحذر.
وهناك مشكلة كبرى عايشناها في الفترة السابقة وخطيرة تتمثل في إلغاء أثر المعلومة أو عكس اتجاه تأثيرها من خلال التحكم في قوي العرض والطلب. نظرا لأن هناك جزءا كبيرا من المتعاملين في السوق خارج السوق وفي انتظار اتجاه السوق إلى الارتفاع وعلى عكس عام 2005 وبداية 2006 والفترات التي سبقتها تم التأثير السلبي حتى على المعلومة وتحييدها. وهذا الاتجاه استمراره من عدمه يعتمد على توافر خدمات التحليل المالي ووجود فئات تتعامل معه بنوع من الإيجابية مما يلغي تأثيره مستقبلا ومع نمو الخدمات المالية.

الأكثر قراءة