داستن هوفمان
يعد الممثل داستن هوفمان حالة استثنائية في السينما الأمريكية فبالرغم من أنه غير مطابق لمواصفات النجم الأمريكي الاعتيادي فهو قصير وذو أنف كبير، إلا أنه استطاع أن يحقق النجاح والشهرة ويصبح أحد أبرز الممثلين في تاريخ السينما على مر التاريخ بفضل موهبته الفذة وجهده المتواصل على عكس ما توقع له رفاقه وأساتذته في بداياته. ولد داستن في الثامن من آب (أغسطس) في عام 1937 في لوس أنجلوس مدينة السينما التي يهاجر إليها كل الطامحين لتحقيق الشهرة والمجد في فن السينما إلا أن داستن هوفمان هاجر بعكس التيار وذهب إلى مدينة نيويورك ليدرس التمثيل في مسرح باسادينا بعد أن قرر أن يصبح ممثلاً. وقد وصف وقتها داستن هوفمان هو وأحد زملاء الدراسة بأنهما "أقل حظاً للنجاح"! كان زميله في الدراسة هو جين هاكمان ,الذي قطن في منزله هو زوجته عندما انتقل إلى نيويورك إلى أن استأجر منزله الخاص. في تلك المرحلة كان ينتقل داستن من عمل إلى آخر ليؤمن مصاريف دراسته فعمل كضارب على الآلة الطابعة ونادلاً وبواباً. أما على الصعيد الفني فقد كانت بدايات داستن هوفمان على مسرح برودواي حيث شارك في العديد من العروض إلى أن جاءته فرصة الدور الرئيسي في فيلم لمايك نيكولس هو The Gradute "الخريج " ورغم أن تجربة الأداء للدور كانت سيئة إلا أن المخرج الذي كان قد رأى أداءه على المسرح قرر إعطاءه الدور، وهكذا انطلق داستن هوفمان إلى عالم الشهرة بأدائه المتميز لدور شاب في بداية حياته الجامعية يحس بالملل وعدم الانتماء يتورط في علاقة غير شرعية مع امرأة تفوقه عمراً بشكل كبير ثم يقع في حب ابنتها. ونال عن هذا الدور أول ترشيح له لجائزة أوسكار ثم نال الترشيح الثاني عن دوره في الفيلم التالي وهو "Middnight Cowboy" "كاوبوي منصف الليل" ولعب دوراً مختلفاً تماما عن دوره السابق أدى فيه شخصية قاسية تعيش داخل حياة الليل والخراب الأخلاقي. ثم تتالت أدواره وترشيحاته للأوسكار واستمر نجاحه رغم بعض المشكلات القانونية التي عاناها. من أبرز الأدوار التي لعبها في تلك المرحلة كان دوره في "كرامر ضد كرامر" الذي حاز عنه أول جائزة أوسكار أفضل ممثل بدور أب تركته زوجته"ميريل ستريب" مع ابنهما الصغير مما أدى إلى انقلاب حياته وتغيير في ترتيب الأولويات لديه. ثم دوره في الفيلم الكوميدي الشهير "توتسي" حيث لعب دوراً اعتبر غير قابل للأداء وهو دور ممثل مغمور يتنكر بزي امرأة للحصول على دور في مسلسل تلفزيوني ويحقق شهرة واسعة. أثبت داستن هوفمان مع هذا الدور قدرته على تقمص الأدوار المختلفة والمتنوعة بشكل ملفت للنظر وعزز نجوميته وشعبيته. وفي عام 1988 نال هوفمان أوسكاره الثاني بجدارة عن دوره المميز والرائع في الفيلم الشهير "رجل المطر" حيث أدى دور شخص مصاب بمرض التوحد في درجاته العليا يتعرف على أخوه (توم كروز) الذي يأخذه ليعيش معه بهدف مادي أولاً ولكن تتطور العلاقة بينهما خلال رحلة خلال الولايات المتحدة في السيارة لتنتهي بتغيير نظرة الأخ الأصغر(توم كروز) تجاه أخيه المريض ونشوء حب حقيقي تجاهه. أما في فترة التسعينيات فقد ظهر هوفمان في بعض أفلام الإثارة والتشويق التي لم ترق للنقاد مثل دوره في فيلم Outbreak وفيلم sphere بالإضافة لدوره في أفلام مثل"هوك" إخراج سبيلبيرج و"البطل" و"أعمال عائلية". ومن ثم قدم دورين مهمين جداً الأول تحت إدارة المخرج الشهير كوستا جافراس وهو دوره في فيلم "مدينة مجنونة" والثاني عودة للعمل مع المخرج باري ليفنسون في الفيلم الذي رشح عنه للمرة السابعة لأوسكار أفضل ممثل وفيلم "هز ذيل الكلب". ثم مثل دورا قصيرا في فيلم "جان دارك" من إخراج لوك بيسون، وبعد ثلاث سنوات من التوقف السينمائي عاد هوفمان مع المخرج براد سلبرلينج في الدراما الرومانسية Moonlight Mile. داستن هوفمان هو ممثل الأدوار الصعبة والمتنوعة ومن المعروف أن العمل معه صعب بعض الشيء. تزوج مرتين الأولى من آنا براين، والثانية من ليزا قوتيسجن وله منها أربعة أولاد هم: جاك، ريبيكا، ماكسويل، وجينا.