الاغتصاب في إندونيسيا

الاغتصاب في إندونيسيا

[email protected]

أعلم أن هذا العنوان شاطح كثيرا، إلا أن البعض يدعوك إلى استخدام بعض الأمور التي لا تحب استخدامها، فقد ذكر لي أحد "الشعراء" أن الكتابة في إندونيسيا لها طعم آخر، سألته: هل تضيف لها شيئا من التوابل الجاوية؟ فأكد لي أن الأمر حقيقي وبعيد جدا عن المزاح، فقد سافر إلى إندونيسيا ثلاث مرات، وفي كل مرة يعود محملا بأكثر من 50 قصيدة في أقل من أسبوع! "الجو يا أخي يعطيك مزاجا للشعر"، ختمت: "يمكن يكون لك مزاج للشعر.. لكن هل تساءلت عن مزاج الشعر نفسه؟ أحس إن مزاجه الأسبوع اللي فات متعكر جدا، لأن فيه واحد أهان كرامته أسبوع كامل في إندونيسيا"!
لست شاعرا عظيما ولا جهبذا، ولا أتعمد وجودي ضمن بيئة الشعراء، رغم سعيي لها في وقت من الأوقات، وأعترف بأنها أكسبتني معرفة وأمورا إيجابية كثيرة، كما أفقدتني أمورا أخرى أكثر إيجابية! إلا أني أتوسل إلى معشر الشعراء، سواء كنت منهم أم لا، لاتغتصبوا الشعر، دعوه يمر إليكم ولا تلحوا في طلبه، فمن يأته الشعر خيرٌ ممن يطلبه، ألا يدعوكم للتعجب أن بيت للمتنبي قد يتداوله الملايين فيما خمسون قصيدة لأحدهم لا يسمع بها طوعا أحد، ولم نبتعد إلى المتنبي، فلنقل فهد عافت مثلا – قهرا للبعض فقط- بيت له يتداوله الملايين، وصاحب المائة قصيدة التي كُتبت في أسبوعين أندونيسيين لا يسمعها إلا صاحبكم العبد الفقير إلى الله وغصبا!
ما أحلى الشعر عندما يكون زائرك، وما ألذ اللحظات التي تقرأ فيها شعرا خرج من صاحبه بعد أن زاره كروح تستلطف وجعك، حزنك، فرحك، وتحوله إلى كلمات وموسيقى. وما أبغض الشاعر الذي يعتقد أنه يغتصب الشعر بقدرته، ويفاجأ أن ما خرج به إلى "الجمهور" أي شيء آخر إلا الشعر!

الأكثر قراءة