"أولاد إبراهيم".. فيلم وثائقي يمكن الفلسطينيين من التعريف بمعاناتهم

"أولاد إبراهيم".. فيلم وثائقي يمكن الفلسطينيين من التعريف بمعاناتهم

وجد الشاب الفلسطيني طارق يغمور فرصة في الفيلم الوثائقي "أولاد إبراهيم" للمخرجة الفلسطينية وفاء جميل للحديث عن معاناة الفلسطينيين من خلال تجربة شخصية تمثل صورة مصغرة للواقع الفلسطيني.
يتناول الفيلم الحوار بين الأديان والثقافات من خلال حوار بين ما يقرب من ثلاثين مشاركا من الأراضي الفلسطينية، والعراق، والبوسنة، وألمانيا في مخيم صيفي أكاديمي أقيم في جبال بافاريا الألمانية على مدار أسبوعين بتنظيم من "مؤسسة أجنحة الأمل الألمانية" ودار الندوة الدولية في بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة.
وقالت وفاء جميل مخرجة الفيلم لـ رويترز الأحد "اخترت طارق يغمور ليكون الشخصية الرئيسية في هذا الفيلم الموجه للغرب؛ لأن لديه المقدرة على التعبير عن القضية الفلسطينية بالطريقة التي يحب الغرب سماعها". وأضافت "لقد صورت 32 ساعة للخروج بالنصف الساعة مدة الفيلم التي شاهدها الجمهور الليلة الماضية في قصر رام الله الثقافي في
أول عرض للفيلم الناطق باللغة الإنجليزية".
يبدأ الفيلم أولى لقطاته للشاب يغمور بينما يمارس عمله في مصنع للزجاج في مدينة بيت لحم التي تشهد تعايشا بين المسلمين والمسيحيين منذ القدم وتتابع المخرجة رحلت الوفد الفلسطيني الذي ضم فتاتين، إضافة إلى يغمور عبر مطار الأردن وصولا إلى ألمانيا. يعكس أول حديث في الفيلم عن موقع المشاركين في شجرة نسل النبي إبراهيم عليه السلام ويؤشر كل مشارك على موقعه في هذه الشجرة في إشارة إلى اتباع الديانات السماوية الثلاث الإسلام، والمسيحية، واليهودية.
ينقل الحديث مباشرة بعد ذلك مدير المشروع الألماني بيتر كلنتزان "بعد انهيار النظام الشيوعي وانتهاء الصراع بين الرأسمالية والشيوعية نجد أن العالم بدأ يتحول لصراع بين الإسلام والمسيحية صراع حضارات يتحول إلى حرب عقائدية في داخل كل إنسان". وأضاف قائلا "لذا سننظر في كتبنا المقدسة ونرى المشترك فيها". ويغيب عن هذا الفيلم الذي يتحدث عن حوار الأديان اتباع الديانة اليهودية رغم حضورهم في النقاش بين المشاركين.
وقال يغمور خلال إحدى جلسات النقاش "إنني لا أرفض الجلوس مع اليهود ولكن لن أجلس مع الإسرائيليين علما بأن هناك من يقبل من الفلسطينيين الجلوس مع إسرائيليين بالنسبة لي إذا أنهوا احتلال بلدي فلا مانع لدي أن أجلس معهم". وأضاف "في الانتفاضة الأولى التي بدأت عام 1987 قتل جندي إسرائيلي أخي وكان عمره ثمانية عشر عاما. لقد أطلق عليه عدة رصاصات من مسافة قريبة كان بإمكانه أن يعتقله أو حتى يطلق الرصاص على قدميه ولكان أخي مازال على قيد الحياة".
وتابع قائلا "في الانتفاضة الثانية قتل الجيش الإسرائيلي صديقي لم أشاهد جثمانه، لا أريد لهذه الصورة أن تبقى في مخيلتي دائما". ونظم القائمون على المخيم جولة للمشاركين إلى معسكر "داخو"، حيث كان مقر القوات الخاصة الألمانية وعند دخوله المقر مباشرة قال يغمور وهو ينظر إلى صور عدد من المعتقلين "لقد عادت بي الصور إلى فلسطين هكذا نعاني وهذا الجدار يذكرني بالجدار الذي تقيمه إسرائيل على أرضنا".
ويترك الفيلم مجالا للمشاركين الآخرين للحديث عن الواقع في بلادهم، إضافة إلى عرضه مجموعة من صور الطبيعة الخلابة لجبال بافاريا وتختتمه بأغنية جماعية للحب والسلام. وقال زياد الجيوسي الكاتب الفلسطيني لـ رويترز "لقد نجحت المخرجة في إيصال رسالة فلسطينية من خلال فيلم مخصص للحديث عن حوار الأديان والثقافات سواء من خلال الأحياء تارة أو بواسطة استخدام الرموز تارة أخرى".
ومن المقرر أن يعرض الفيلم وهو الرابع للمخرجة الشابة وفاء جميل التي عاشت تجربة اللجوء الفلسطينية فقد هاجر أهلها من عكا عام 1948 واستقروا في غزة لتعيش حاليا بعيدة عن أهلها في رام الله بالضفة الغربية في عدد من محطات التلفزيون في ألمانيا.

الأكثر قراءة