على مسؤوليتك الخاصة
القرارات في سوقنا في ظل عدم توافر المواقع التي تقدم خدمات احترافية في النصح والإرشاد, وتتحمل نتائجها من واقع المسؤولية وبخاصة الصناديق الاستثمارية في ظل غياب المحاسبة والمسؤولية Accountability, تدفع بالمستثمر الفرد إلى الدخول في مغامرات غير محسوبة المخاطر. ويصبح المستثمر في سوقنا بين نارين, الاستثمار المباشر وغير المباشر أو في أمان الاستثمار المضمون، حيث يكون في الأول تحت نار الأخبار ذات القيمة ومتابعة المنتديات والتحري حول الشائعات. وبالتالي يصبح لزاما عليك أن تتصيد الأخبار والبحث عنها والتحري حولها, بشرط ألا تكون مشاعة حتى يستطيع تحقيق منفعة من خلفها. وتتنوع المعلومات حسب الحقبة التي نعيشها من معلومات حول الشركات, إلى معلومات من يبيع ويشتري وقدرته على تحقيق الحركة المستهدفة, وبالتالي الربح من جراء الدخول والخروج. وبالتالي يصبح دخولك وخروجك قرارا شخصيا يعتمد على قوة أعصابك, وإن كنت من النوع القلق تجد نفسك تحت ضغوط رهيبة, وبالتالي النجاة هي مطلبك وعلى مسؤوليتك الخاصة.
وإذا كان هناك خيار آخر في ترك السوق ومشكلاتها, وتصيّد المعلومات والتركيز على المحترفين ليقودوا السفينة فهم أعرف وأدرى. وتبدأ رحلة الاختيار بين المتاح في الصناديق المحلية لتفاجأ وبعد فترة كأنك (يا أبو زيد ما غزيت). حيث لا يختلف وضع الصندوق عن السوق و(الجود من الموجود) ولا تختلف الربحية كثيرا هنا. وأمام التشابه في النتائج والأداء وتحقيق البنوك الربحية, فمعظمها يحصل على رسومها سواء ربحت أو خسرت ويكون اختيارك على مسؤوليتك الخاصة.
وأخيرا هناك الخيار الثالث وهو أن تبني قراراتك وعلى مسؤوليتك الخاصة في شركات توزع لك أرباحا ربع سنوية وبصفة مستمرة. وبالتالي تجد مصدرا يدعم صبرك, حتى تتحسن السوق والقليل يتحقق لك وأنت في أمان ويقل بالتالي حجم المسؤولية التي تتعرض لها, وتصبح القضية ليست على مسؤوليتك وحدك. فقدرة الشركات على تحقيق الربح وتوزيعه دلالة على قدرة الشركة على الاستمرار والنمو مع مرور الوقت. وهنا يجب أن ندرك أن المخاطر التي تتعرض لها في ظل الاستثمار أقل بكثير من متابعة هامور أو تتبع خطى القروبات لأن الأمان يدعم مستقبلا اختيارنا ويخفف من عبء المسؤولية علينا.