المساعدة الإنسانية تصل إلى اليمن غداة دخول الهدنة حيز التنفيذ
بدأت المساعدة الإنسانية في الوصول أمس إلى اليمن في ظل هدنة يبدو أنها صامدة بعد سبعة أسابيع من المعارك والغارات الجوية التي شنها الائتلاف بقيادة السعودية على المتمردين الحوثيين. وكان وقف إطلاق النار مطبقا بشكل عام بالرغم من إعلان السعودية سقوط قذائف من اليمن على منطقتين في جنوب المملكة، مؤكدة أنها تنتهج سياسة ضبط النفس احتراما للهدنة.
وأعلن مصدر مسؤول في وزارة الدفاع أنه "في تمام الساعة العاشرة صباحا سقطت مقذوفات في منطقتي نجران وجازان" من دون أن توقع إصابات، مضيفا "كما تم رصد رماية قناصة من قبل عناصر الميليشيا الحوثية". وأضاف أن "موقف القوات المسلحة السعودية كان ضبط النفس التزاما بالهدنة الإنسانية التي قررتها قوات تحالف "عملية إعادة الأمل" ودخلت حيز التنفيذ أول أمس.
ومنذ نهاية آذار (مارس) الماضي قتل نحو عشرة مدنيين في جنوب السعودية بقصف أطلق من شمال اليمن فيما قتل 12 عسكريا في مواجهات مع المتمردين على الحدود.
وباشرت سفينة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي ومحملة بالوقود توزيع حمولتها على المحافظات اليمنية المختلفة بعدما رست أخيرا في ميناء الحديدة، على ما أفاد مصدر في المرفأ لوكالة الأنباء الفرنسية.
كما بدأت سفينة ثانية تابعة لبرنامج الأغذية العالمي بإفراغ مؤن في الحديدة، بحسب المصدر ذاته.
وهرع سائقو السيارات إلى محطات الوقود حيث وقفوا في صفوف انتظار كما في صنعاء على أمل ملء خزاناتهم بالوقود. وحض مجلس الأمن الدولي جميع أطراف النزاع على الالتزام بالهدنة و"السماح بدخول وإيصال الإغاثة الأساسية للسكان المدنيين بما في ذلك المواد الغذائية والأدوية والوقود".
وأعرب السكان الذين يعانون من أزمة إنسانية وصفتها الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بأنها "كارثية" عن ارتياحهم.
وقال توفيق عبدالوهاب أحد سكان العاصمة التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون، إن "صنعاء عاشت ليلة هادئة بعدما توقف دوي الصواريخ المضادة للطائرات وعمليات القصف".
ودخلت الهدنة الإنسانية حيز التنفيذ في الحادية عشرة ليل الثلاثاء بمبادرة من السعودية التي تقود منذ 26 آذار (مارس) ائتلافا عسكريا يشن حملة غارات جوية على المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران الذين كانوا يهددون بالسيطرة على اليمن بمجمله.
وقتل ما لا يقل عن 1578 شخصا وأصيب 6504 منذ ذاك وفقا لحصيلة جديدة وضعت حتى التاسع من أيار (مايو) ونشرتها الأربعاء منظمة الصحة العالمية.
وحذر الائتلاف بأنه سيستأنف غاراته الجوية في حال انتهك المتمردون الحوثيون الهدنة معلنا مواصلة عمليات "الاستخبارات والاستطلاع والمراقبة" فوق اليمن تحسبا لأي انتهاك محتمل.
وأطلق المتمردون فجر أمس صواريخ مضادة للطائرات في صنعاء عندما حلقت طائرات استطلاع تابعة للائتلاف بشكل وجيز فوق المدينة، على ما أفاد شهود، مشيرين إلى عودة الهدوء فيما بعد إلى العاصمة. وفي منتصف قبل الظهر أطلق المتمردون ثلاث قذائف دبابات في مدينة الضالع، فيما بدا عملا معزولا، على ما أفاد شهود. وقال محمد السعدي (25 عاما) أحد سكان صنعاء "نأمل أن تصبح هذه الهدنة دائمة. تمكنا أخيرا من النوم بهدوء". وأشار سكان ومقاتلون يحاربون المتمردين إلى مناوشات بسيطة في محافظتي الضالع وشبوة وتعز (جنوب غرب) وفي مأرب (شرق صنعاء) بعيد بدء تطبيق الهدنة.
وتجددت المواجهات المسلحة بين مقاتلي المقاومة الشعبية من جهة وقوات الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة ثانية مساء أمس في أنحاء متفرقة في مدينة تعز حسبما أفادت مصادر حكومية محلية. وتركزت المواجهات التي يستخدم فيها الدبابات أيضا في شارع الستين والخمسين وحوض الإشراف والزنقل وفقا لتلك المصادر. والهدف من الهدنة التي تستمر خمسة أيام إيصال مساعدات ينتظرها السكان بشكل ملح مع أن المنظمات الإنسانية حذرت من أنها بحاجة إلى وقت أكبر. وأعلنت ممثلة منظمة أطباء بلا حدود في اليمن ماري اليزابيت اينغر الأربعاء لوكالة فرانس برس أن المنظمة تريد "اغتنام الهدنة التي تبدو نافذة" لتوسيع نطاق عملياتها في هذا البلد.
لكنها رأت أن خمسة أيام "غير كافية نظرا إلى حاجات السكان" مشيرة إلى أن طائرة استأجرتها أطباء بلا حدود وتنقل طواقم طبية ستصل الأربعاء على أن تتبعها طائرة ثانية الخميس.