تلوّث بيئي سام .. احذروا خطر رمي الحيوانات النافقة في العراء

تلوّث بيئي سام .. احذروا خطر رمي الحيوانات النافقة في العراء

حذر عدد من الخبراء في مجال البيئة من خطورة التمادي في رمي الحيوانات النافقة مثل المواشي وغيرها بطرق عشوائية في العراء، لما يتسبب من حدوث تلوث بيئي، وكذلك نقل الأمراض إلى الإنسان جراء انتشار البكتيريا والفيروسات الضارة التي قد تنقلها الرياح والأتربة إلى داخل المدينة، فيتأثر بها الإنسان وكذلك الحيوانات السليمة.
وأوضح لـ "الاقتصادية" الدكتور عمر إبراهيم إخصائي بيطري، أن هذا التصرف يعود إلى جهل مربي الماشية في التعامل مع الحيوانات النافقة ورميها بطريقة عشوائية، مما يشكل سبباً رئيسياً لانتشار الأمراض ورفع معدل إصابة الحيوانات السليمة بالأمراض البكتيرية، وذلك لأنها تعد ضمن المخلفات الباثولوجية البيطرية الخطيرة على البيئة.

احذر من زيادة رقعة التلوّث

وبيّن أن درجة الخطورة في الحيوانات النافقة أنها قد تكون نفقت بسبب إصابتها بأمراض معدية، وتعيش البكتيريا في لحوم الحيوانات النافقة وأصوافها وتستطيع الصمود في ظروف البيئة الخارجية القاسية لسنوات عدة، كما يمكن أن تنتشر هذه الميكروبات والبكتيريا بواسطة الهواء مما يزيد من رقعة التلوث.
وأفاد إبراهيم أن الحيوانات الأخرى التي تموت بشكل طبيعي تشكل كذلك مصدرا لانتشار البكتيريا بأنواعها في البيئة المحيطة، مبينا أن توافر الظروف المناسبة لهذه البكتيريا يجعل طريقها سهلا في انتقال الأمراض للحيوانات أخرى، وبالتالي تسبب الكثير من الخسائر المادية لأصحاب الماشية.
ولفت الإخصائي البيطري إلى أنه ينبغي على مربي الماشية، أن يكون أكثر حرصا من غيره، وذلك من خلال اتباع الطرق السليمة في ذلك لضمان سلامة البيئة المحيطة بماشيته حتى لا تصاب بأمراض معدية وخطيرة، وعدم التهاون في التعامل مع المخلفات الحيوانية والنافقة، حتى لا تزيد من فرص انتقال الأمراض البكتيرية، وتلويث البيئة.
وأشار إلى أن استخدام الطرق السليمة في التخلص من الحيوانات النافقة يسهم في ضمان سلامة البيئة وعدم انتقال الأمراض، كما أن اتباع هذه الوسائل في التعامل مع المخلفات الزراعية، خاصة الحيوانية، يعمل على إذابة لحوم الحيوانات النافقة وجلودها مما يساعد على التخلص من البكتيريا بأنواعها المختلفة.

"الزراعة" وتطبيق نظام العقوبات

أمام ذلك أكد لـ "الاقتصادية" المهندس محمد بن عبد الله الشيحة وكيل وزارة الزراعة المساعد لشؤون الثروة الحيوانية، أن وزارة الزراعة ستطبق نظام العقوبات ضد الأشخاص الذين يقومون برمي الحيوانات النافقة أو بقايا الثروة الحيوانية بشكل عشوائي، خاصة بجوار مشاريع الثروة الحيوانية، أو المزارع، أو الاستراحات، أو في الطرق العامة، وذلك ضمن نظام اللائحة التنفيذية للثروة الحيوانية.
وقال إنه في حال ثبوت أي مخالفة لهذه اللائحة فإن هؤلاء المخالفين سيكونون عرضة للعقاب وإصدار الحكم عليهم بعقوبة أو أكثر حسب نوع المخالفة المرتكبة. وأضاف قائلا: إن العقوبات المالية تبدأ من ألف ريال إلى مليون ريال، وذلك بعد أن يتم إنذار المخالف، وفي حال استمراره في رمي هذه المخلفات، سيتم وقف ترخيص مزاولة نشاطه لمدة سنة، ومن ثم إلغاء الترخيص والسجن لمدة خمس سنوات، وذلك بحسب ما ورد في نظام العقوبات الواردة في المادة 51 من اللائحة.

بكتيريا وفيروسات

وحذر الشيحة من المخاطر المترتبة على مثل هذه التصرفات، منها: إن الكثير من المسببات المرضية مثل"البكتيريا والفيروسات" قد توجد في البيئة وتبقى سنوات طويلة حتى بعد موت الحيوانات وتحللها، مضيفا أن وجود المسببات المرضية في الحيوانات النافقة قد ينقلها إلى الحيوانات السليمة عن طريق الرياح والأتربة.
وأفاد أن رمي الحيوانات النافقة بشكل عشوائي يسهم في نشر المرض خارج حدود المزرعة وانتقاله إلى المزارع المجاورة، كما أنه يلوث البيئة وينشر الروائح الكريهة الناتجة عن تحلل هذه الجثث، إضافة إلى أنه وسيلة سهلة لانتقال الأمراض للحيوانات والطيور التي تتغذى على هذه الجثث، التي بدورها قد تنقل المرض إلى أماكن بعيدة عن مصدر الحيوانات النافقة.

التخلص الصحي من الحيوانات النافقة

وأبان الشيحة أنه يمكن لمربي الماشية في الحالات الفردية أن يقوم بإجراء التخلص الصحي من الحيوانات النافقة عبر الطرق السليمة، مثل طريقة الدفن أو الحرق، كما يمكنه مراعاة عدد من الأمور المهمة التي يجب أن يتبعها عند دفن الحيوانات النافقة، منها: أن يكون المكان المخصص للدفن بعيدا عن مصادر المياه الطبيعية والجوفية، والتجمعات السكانية، وأماكن وجود الحيوانات والطرق الرئيسية. وبعد ذلك ينبغي أن يضعها في حفرة لا تقل عن مترين، وأن يضع عليها مادة الجير قبل تغطيتها بطبقة لا تقل عن متر من التربة، وأخيرا يجب على مربي الماشية أن يضع علامة على مكان الدفن، ومن ثم تسجيل الموقع لدى مراقب الأمن الوقائي.

محارق بيئية

ولفت وكيل وزارة الزراعة المساعد لشؤون الثروة الحيوانية، إلى أنه في حال أن عملية الدفن كانت غير متوافرة وغير متاحة يفضل استخدام عملية الحرق عند توافر محارق ذات مواصفات واشتراطات بيئية سليمة، وذلك ليتم إجراء الحرق الكامل للحيوانات النافقة وتحويلها إلى رماد، موضحا أن هناك طرقاً أخرى يمكن استخدامها في عملية التخلص الصحي من الحيوانات، منها التحليل القلوي وغيرها.
وأشار الشيحة إلى أن وزارة الزراعة تدعو كل مربٍ للماشية لديه حالات نفوق تتعدى الطاقة الطبيعية لمزرعته، إبلاغها بذلك لتتولى الوزارة الترتيبات اللازمة، حيث تتولى نقل جثث هذه الحيوانات إلى مدافن البلدية بالتنسيق مع وزارة الشؤون البلدية والقروية، ليتم دفنها في حفر مبطنة ومغطاة بالجير الحي، أو على المربي أن يتصل وينسق مع أقرب بلدية من موقعه للتخلص الصحي، موضحا أن هذه الإجراءات تراعي دائما عدم تلوّث الأرض والمياه الجوفية والآبار بالميكروبات أو الأمونيا والنترات الناتجة من تحلل جثث الحيوانات.

الأكثر قراءة