من أعراض التهاب البروستاتا وجود حرقة أثناء التبول
يعد التهاب البروستاتا من أكثر الأمراض انتشاراً، ومضاعفاته قد تكون خطيرة في حال تأخر علاجها بسبب الإهمال أو الخوف أو الخجل من زيارة الطبيب المختص، والتشخيص المبكر لهذا المرض من أهم طرق الوقاية منه، حيث إنه في حال تم اكتشافه مبكراً يسهل القضاء عليه وعلاجه بإذن الله تعالى.
والبروستات هي تلك الغدة المتوضعة حول مجرى البول تحت المثانة مباشرةً و محمية من الأمام بعظم الحوض و هي تثير اهتمام الكثير من الرجال وخاصة الشباب، فيراجعون العيادات الطبية بكثرة خوفاً من أن يكونوا مصابين بها، وكثيراً ما تراجع تلك الفئة من الشباب عيادات المسالك البولية وهم خائفون من أن يكون لديهم ورم في البروستات أو تضخم أو التهاب فيها، وبعضهم يأتي ومعه فحوصات طبية لكل أمراض البروستاتا وهو لا يزال خائفاً منها فالتهاب البروستاتا هن مرض يصيب الرجال في جميع الأعمار وإن كان غالباً ما يكون في سن الشباب كما أنه نادر جداً قبل سن البلوغ، وعدد المراجعين للعيادات من أجله كبير.
ومن الأسباب المؤدية لالتهاب البروستاتا بشكل عام الجراثيم التي تأتي غالباً بالطريق الراجع، أي أنها تدخل من فتحة البول وتسير باتجاه البروستاتا وهذه هي أغلب الحالات, و العلاقات الجنسية لها دور كبير في هذا النوع من الإصابة، كما يمكن للجراثيم أن تأتي من البول مباشرة عند حدوث التهاب في المسالك البولية، وكذلك يمكن للجراثيم أن تأتي عن طريق الدم بعد حدوث تجرثم في الدم لأي سبب كان.
وبالنسبة إلى أعراضها تختلف أعراض التهاب البروستاتا حسب نوعيتها، فهناك الالتهابات الحادة والالتهابات المزمنة وهناك التهابات جرثومية والتهابات لا جرثومية ولكن بشكل عام فإن أكثر الأعراض شيوعاً عند الشباب والتي تدل على التهاب البروستاتا هي وجود حرقة أثناء التبول، عسرة التبول، رغبة متكررة للتبول مع الإحساس بعدم الإفراغ الكامل للمثانة عند نهاية التبول، آلام منتشرة من مجرى البول وحتى فتحة الشرج، آلام في منطقة العانة أو في أسفل الظهر، آلام عند خروج السائل المنوي، خروج إفرازات غير طبيعية من فتحة البول لونها يميل إلى الأخضر أو الأصفر أو الحليبي، خروج قطرات من الدم خاصة عند بداية ونهاية التبول) وقد تختلف أعراض الإصابة بالمرض من مريض إلى آخر، وقد تكون الشكاية واضحة عند بعض المرضى وخفيفة متقطعة عند آخرين.
ولابد أن نشير إلى أنه ليس كل مشكلة بولية أو تناسلية عند الشاب تعني أنه مصاب بالبروستاتا، حيث يجب على الطبيب أن يتمتع بالصدق والإخلاص بالإضافة إلى الخبرة العلمية لديه حتى لا يضخم الأمر للمريض الشاب ويعرضه للفحوصات والعلاجات المختلفة والتي قد يكون لا داعي لها أبداً، كما أن الشاب في هذه الحالة قد يتعرض لألم نفسي عندما يظن أنه مريض بالبروستاتا بينما مشكلته الحقيقية ليست مرتبطة بها لا من قريب ولا من بعيد وأن تشخيص التهاب البروستاتا يصبح سهلاً جداً عند معرفة أعراضها المختلفة.
ويشخص التهاب البروستاتا عند الشخص بمراجعة واحدة للطبيب المعالج وإجراء الفحص السريري الكامل والفحوصات المخبرية وأحياناً الإشعاعية الضرورية الحصول على التشخيص الصحيح، بعد ذلك يبدأ الطبيب بشكل مباشر ودون تأخير بالمعالجة الدوائية الفاعلية، حيث إن المعالجة المبكرة ضرورية في سرعة الشفاء وتجنب المضاعفات التي قد تنشأ من التأخر أو الإهمال في العلاج وأكرر هنا بأن وضع الخطة العلاجية بشكل صحيح من قبل الطبيب هو السبيل الوحيد لتقليل نسبة الإصابة بهذه المضاعفات، وإن أخذ العلاج بشكل عشوائي وغير منضبط من قبل المريض نفسه أو حسب نصيحة صديقه أو من قبل الصيدلي قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة، وقد تطول عندها فترة العلاج كثيراً ويزداد احتمال حدوث المضاعفات وعادة ما يكون العلاج لفترة طويلة نسبياً بالمقارنة مع التهابات المسالك البولية الأخرى البسيطة، وقد يتطلب الأمر إشراك أكثر من دواء واحد بنفس الوقت
إن المشكلة الحقيقية لهذه الالتهابات عند الشباب وخاصة في حال تكررها هو إمكانية عدم حدوث الشفاء بشكل دائم ونهائي، بحيث إن أعراضها تعاود الظهور من فترة إلى أخرى دون سبب واضح، مما يتطلب مراجعة متكررة للطبيب في كل مرة وأخذ العلاج المناسب. ومن هنا أقول إن تجنب الإصابة بالمرض بعد أن وضحنا أسبابها هو دون شك أفضل الحلول.
*استشاري جراحة المسالك البولية والتناسلية في مركز الدكتور سليمان الحبيب