قضاة الجنوب: دعوة المخلوع إلى الحوار محاولة للهروب من العقوبات الدولية
قالت لـ"الاقتصادية" القاضية صباح علواني رئيس نادي القضاة الجنوبي إن الهدف من دعوة علي عبدالله صالح اليمنيين إلى العودة للحوار السياسي لإنهاء الصراع، هو البقاء بعيدا عن المساءلة القانونية وعن العقوبات التي أصدرها بحقه مجلس الأمن الدولي لارتكابه جرائم حرب ضد الشعب اليمني، مؤكدة أنه هو من أشعل نار الصراع وزج باليمنيين جنوبا وشمالا إلى قتال دائر حصد أرواح المئات من اليمنيين وانتهك السلطة الشرعية لرئيس انتخبه الشعب اليمني بالإجماع.
وأكدت علواني أن ما جاء في بيان المخلوع صالح من نداء لأطراف الصراع في جميع المحافظات بوقف القتال والعودة إلى الحوار هو نوع من المراوغة الخطيرة التي يتميز بها المخلوع وهي دعوة بعيدة كل البعد عن حسن النوايا لأن الفتنة القائمة هو من أشعل فتيلها بتحالفه مع الحوثي وميليشياته، تحالف لا نعرف كيف حصل رغم الحرب التي شنها صالح على الحوثيين لستة أعوام متتالية من 2004 حتى 2010 وقتل منهم أعدادا كبيرة.
واستغربت القاضية علواني من المبادرة التي طرحها صالح لوقف الصراع والعودة إلى الحوار متناسيا بذلك أنه العقل المدبر لهذه الحرب وهو مسيرها والداعم الأكبر لها وهو من أقحم قوات الجيش التابعة له فيها وجعلها تتحالف مع قوات الحوثي المسلحة واستخدم أسلحة الدولة بكل أنواعها وبالاتفاق مع حليفتهم إيران التي تسعى لبسط هيمنتها الإقليمية.
وأضافت علواني كيف لنا أن ندخل في حوار مع من لا يلتزم بشرع ولا بدين ولا حتى بالمواثيق الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي، والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، وصالح تنصل من اتفاق المبادرة الخليجية التي تبنتها ورعتها شقيقتنا السعودية وقدمت فيها المساعدة لحقن الدماء اليمنية، كما أن صالح والحوثي لم يلتزما بمخرجات الحوار الوطني التي كانوا شركاء فيها، والجلوس معهم على طاولة الحوار يضفي صبغة الشرعية على جرائمهم البشعة.
وبينت القاضية صباح علواني أن الحوثيين وصالح هدفهم الأول والأخير إبقاء اليمن في فوضى عارمة وقتال مستمر تنفيذا لخطط أسيادهم في طهران المتيمين بالهيمنة الإقليمية على المنطقة ولا يمكن لنا أن نجلس إلى طاولة الحوار أو نثق فيمن يتلقى تعليماته من أطراف خارجية ويسيرونه كما يشاءون.
وطالبت علواني محاسبة كل الأطراف التي ارتكبت جرائم حرب ضد الشعب اليمني الأعزل ومحاسبتهم كذلك على الجرائم الإنسانية التي ارتكبوها.
وكان الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح قد دعا الأطراف السياسية في اليمن والشعب اليمني أول أمس إلى مبادرة لوقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة الحوار لإنهاء الصراع السياسي الدائر في البلاد.