ميركل وبيلوسي: على العالم أن يتحد بشأن المناخ
ميركل وبيلوسي: على العالم أن يتحد بشأن المناخ
قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي الثلاثاء الماضي إن التغيرات المناخية مشكلة عالمية تتطلب الاتحاد واتفاقات "متعددة الأطراف" إذا أردنا التغلب عليها.
وتستضيف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قمة مجموعة الثماني في منتجع هيليجيندام على بحر البلطيق الأسبوع المقبل، لكنها أخفقت حتى الآن في إقناع الرئيس الأمريكي جورج بوش بالتوقيع على أهداف ثابتة لمكافحة ارتفاع درجة حرارة الأرض.
وتزور بيلوسي ألمانيا حاليا ضمن جولتها الأوروبية لإبراز اهتمام الكونجرس بالتغيرات المناخية. وقالت ميركل للصحافيين بعد لقاء مع بيلوسي ووفد من كبار أعضاء مجلس النواب من الحزبين "أؤكد أننا مع الرأي القائل بأننا نحتاج إلى اتفاقات متعددة الأطراف في المستقبل إذا كنا نريد مكافحة هذا التحدي المناخي على المستوى العالمي".
وكان بوش قد عرقل إجماعا بدأ ينشأ بين مجموعة الثماني على دعم وضع أهداف ثابتة لخفض انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون. وأوضحت بيلوسي زعيمة المعارضة الديمقراطية التي فازت برئاسة الكونجرس بمجلسيه في تشرين الأول (نوفمبر) الماضي أنها تأخذ صف ميركل ضد بوش.
وقالت "أضم رأيي تماما لتعليق المستشارة بشأن وجوب أن تكون هذه الحلول متعدده الأطراف". وكانت معارضة الولايات المتحدة لتحديد انبعاث الغاز قد قلصت الآمال في أن تتمكن القمة من تمهيد الطريق لمباحثات توسيع ومد اتفاقية كيوتو بشأن التغيرات المناخية لما بعد عام 2012. وقال وزير البيئة الألماني زيجمار جابريل للتلفزيون الألماني إن مجموعة الثماني يمكن أن تتفادى الفشل بالاتفاق على وصاية واضحة لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ الذي يعقد نهاية العام الجاري في بالي. ووفقا لنسخة من مسودة إعلان مجموعة الثماني اطلعت عليها "رويترز" فإن واشنطن تطالب بإلغاء جميع الأهداف الكمية لمكافحة الاحتباس الحراري من المسودة التي أعدها الألمان وبتخفيف جميع الإشارات إلى مؤتمر كانون الأول (ديسمبر) المقبل في بالي.
يذكر أن الولايات المتحدة هي أكبر دولة تتسبب في انبعاث ثاني أكسيد الكربون في العالم، بينما تأتي ألمانيا على رأس الدول الأوروبية الملوثة للهواء. وكانت إدارة بوش قد انسحبت من اتفاقية كيوتو عالم 2001. وعلى الرغم من الضغوط التي تتعرض لها واشنطن من ألمانيا، وبريطانيا، وحلفاء آخرين للقبول بتحديد إجباري لانبعاثات "الغازات المسببة لظاهرة البيوت الزجاجية" تريد غالبا التركيز على الدفع باتجاه إنتاج تكنولوجيا صديقة للبيئة.
وحثت بيلوسي الأحد الماضي بوش على التوافق مع أعضاء مجموعة الثمانية الآخرين وهم ألمانيا، بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، اليابان، كندا، وروسيا، وقالت إن النواب الأمريكيين يعتزمون مناقشة التغيرات المناخية وسيمررون قريبا تشريعا جديدا في هذا الخصوص.
وقالت بيلوسي: "سيكون لدينا تشريع ربما بحلول الرابع من تموز(يوليو). وأضافت أن تشريعا آخر سيقدم في وقت لاحق العام الجاري دون أن تدلي بتفاصيل. وعبرت ميركل وبيلوسي عن دعمهما للتكنولوجيا الخضراء التي تتمركز حولها سياسة بوش البيئية.
وقالت ميركل عن نقاشاتها مع بيلوسي: "اتفقنا على أن تطوير التكنولوجيا والابتكار أمر محوري". وقال مسؤول قريب من المباحثات إن مبعوثى مجموعة الثماني التقوا الأسبوع الماضي في محاولة لتسوية خلافاتهما لكنهم فشلوا في تضييق الهوة.
ومن المقرر أن يلتقي المبعوثون مجددا الإثنين المقبل في برلين قبل يومين من القمة في محاولة جديدة للتوصل إلى صيغية توافقية. ومن المتوقع أيضا أن تضغط ميركل بشأن مقترحاتها خلال الغداء مع بوش في هيليجندام في السادس من حزيران (يونيو) قبل وصول باقي القادة.